أهم ما أثار قلق الأسواق في بيان الاحتياطي الفيدرالي

أهم ما أثار قلق الأسواق في بيان الاحتياطي الفيدرالي

جاء بيان الاحتياطي الفيدرالي مساء أمس مشيراً إلى تغير توجهات السياسة النقدية للبنك. فقد تخلت لجنة السياسة النقدية بالبنك عن سياسة التحلي بالصبر بشأن رفع معدلات الفائدة. في حين أكدت "جانيت يلين"، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، بأن ذلك التغير لا يعني بالضرورة رفع معدلات الفائدة خلال اجتماع شهر إبريل. وعلى الرغم من إشارتها إلى قوة الاقتصاد الأمريكي وتحسن سوق العمل الأمريكي إلا أنها صرحت بأن اللجنة لاتزال ترغب في رؤية مزيداً من التحسن خاصة مع تباطؤ بعض القطاعات الأخرى كقطاع الإسكان، لذلك فإن قرار رفع الفائدة سوف يعتمد على التطورات و البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة. 

هذا، وقد تلقى البيان ردود أفعال حادة من الأسواق على الرغم من توافقه مع توقعات تخلي البنك عن جملة "التحلي بالصبر"، لكن الإشارة إلى إحتمالية عدم رفع معدلات الفائدة منتصف العام الجاري قد دفعت الدولار ليسجل أدنى مستوياته أمام العملات الرئيسية الأخرى قبل أن يستعيد قوته مجدداً خلال تداولات اليوم، هذا بالإضافة إلى تراجع سوق الأسهم الأمريكية. الجدير بالذكر أن الآراء قد تباينت حول بيان الاحتياطي الفيدرالي بالأمس، فقد رآه البعض إيجابياً بينما رآه البعض الآخر سلبياً. وفيما يلي أهم النقاط التي أدت إلى تراجع الدولار الأمريكي عقب صدور البيان: 

أولاً: لم تكن ثقة اللجنة في قوة الاقتصاد الأمريكي واضحة كما كان في السابق. فقد أشارت "يلين" إلى أن آثار تراجع أسعار النفط ماهي إلا أمراً مؤقتاً لكنها تؤثر على معدلات التضخم بقيمتها الأساسية. الجدير بالذكر أن ثقة الاحتياطي الفيدرالي في وصول معدلات التضخم إلى أهدافها المحددة ماهي إلا وجه أخر لسياسة التحلي بالصبر.

ثانياً: إستبعاد البيان رفع معدلات الفائدة خلال شهر يونيو المقبل. فإن تخلي الاحتياطي الفيدرالي عن سياسة التحلي بالصبر لا يضمن قيام البنك برفع معدلات الفائدة منتصف العام الجاري، خاصة مع إشارة "يلين" إلى أنه لن يتم إتخاذ قرار رفع الفائدة خلال الاجتماع المقبل في شهر إبريل. لذلك، فلن يكون مفاجئاً إن تم تكرار تلك الصيغة مجدداً خلال البيان القادم.

ثالثاً: تأكيد البيان على نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة متوسطة. ففي الوقت الذي يواصل فيه سوق العمل الأمريكي تحسنه، تشهد بعض القطاعات الأخرى تراجعاً ملحوظاً ومن أهمها مبيعات التجزئة، الإنتاج الصناعي، طلبات السلع المعمرة و ثقة المستهلك. 

رابعاً: خفض معدلات الفائدة على الصناديق الفيدرالية من 1.125% في شهر ديسمبر إلى 0.625% في الوقت الحالي. فإن خفض تلك المعدلات بنسبة 50 نقطة يمكن أن يكون مؤشرا واضحاً لخفض معدلات الفائدة في يونيو، يليه خفض أخر في شهر سبتمبر.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image