السيناريو المتوقع لبيانات التوظيف الأمريكية (NFP)

شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي تعافياً قوياً أثناء الشهور الخمس الماضية، حيث فاقت قراءة  مؤشر التغير في التوظيف غير الزراعي NFP التوقعات، وتراجعت معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها. ففي شهر يناير، أظهرت البيانات إضافة 257 ألف وظيفة وتمت مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع لتبلغ 329 ألف، إلى جانب البيانات التي تشير إلى زيادة معدل المشاركة.

ايضاَ أظهرت بيانات شهر يناير زيادة نمو الأجور نظراً لارتفاع متوسط دخل الفرد في الساعة بنسبة 0.5%، الأمر الذي يؤكد إيجابية زخم سوق العمل، حيث أن التحسن الذي حققه انعكس على ارتفاع الاُجور وزيادة عدد الوظائف إلى مستويات قياسية.

ومن المتوقع أن يتم إضافة 241 ألف وظيفة في شهر فبراير، أي أدنى بقليل من القراءة السابقة 257 ألف، وأن يتراجع معدل البطالة إلى 5.6% مقابل القراءة السابقة 5.7%، بينما تشير التوقعات إلى ارتفاع متوسط دخل الفرد في الساعة بنسبة 0.2%.

تأثير بيانات NFP على الدولار الأمريكي في سوق العملات:

جدير بالذكر، أن قوة سوق العمل أحد العوامل الأساسية التي يتوقف عليها قرار رفع الفائدة الأمريكية، أو على الأقل قد تدعم الإتجاه نحو تشديد السياسة النقدية.

حتى الآن، أقر أعضاء لجنة السياسة النقدية بالاحتياطي الفيدرالي بتحسن سوق العمل، لكن يبدو أنهم منتظرين حتى يتم استقرار التعافي، ربما تكون قوة بيانات العمل على نحو أعلى من المتوقع لشهر آخر كافياً لدعم تشديد السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمر الذي سينعكس على ارتفاع الدولار.

وفي حال أشارت البيانات إلى ضعف NFP ستتزايد فرص بيع الدولار لجني الارباح، بسبب مخاوف المتداولين من عدم رفع معدلات الفائدة خلال العام الحالي.