الأسواق على صفيح ساخن.. تفاقم أزمة الشرق الأوسط يخلق فوضى بالتداولات

شهدت الأسواق المالية العالمية تحركات عنيفة للغاية خلال آخر تداولات الأسبوع، يوم الجمعة، ولكن العزوف عن المخاطرة وتدهور معنويات المستثمرين كان المسيطر على المشهد؛ إذ شهدت التداولات إقبال كثيف على الملاذات الآمنة من أصول وعملات وضغوط بيعية قوية للأصول عالمية المخاطر مثل الأسهم.
ولقد تفاقمت أزمة الشرق الأوسط وتأجج المنطقة مجدداً بعدما شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات ضد إيران فجر اليوم، مستهدفة العاصمة طهران والمنشآت النووية في البلاد، مع التهديد باستمرار العمليات لعدة أيام.
وجاءت هذه الضربات لمنع إيران من التقدم في برنامجها النووي، ولقد أسفرت هذه الهجمات عن وقوع قتلى وجرحى وخصوصاً مقتل قائد الحرس الثوري.
ومن جانبها، أعلنت السلطات الإيرانية انسحابها من الجولة السادسة من المفاوضات التي كان من المقرر عقدها في سلطنة عمان الأحد المقبل لبحث البرنامج النووي مع الولايات المتحدة مؤكدة أنها سترد بشكل حازم على هذه الهجمات.
وعلى الصعيد الأمريكي، حذرت الولايات المتحدة من استهداف إيران لأي من قواتها في الشرق الأوسط، إذ أعادت البلاد نشر قواتها في المنطقة مع تصاعد تهديدات إيران بالرد الحازم.
وفيما يلي، يمكن توضيح كيف تأثر تداولات الأسواق البارزة من سلع وعملات وأسهم بهذه التطورات:
الأسهم العالمية
مع العزوف الحاد عن المخاطرة؛ تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية بوضوح، إذ قفز مؤشر الخوف في وول ستريت (VIX) بنحو 9% إلى 19.65 نقطة بالتداولات مع خسائر حاد لمؤشرات الأسهم الأمريكية القياسية، إذ فقد داو جونز حوالي 500 نقطة حتى الآن، كما تراجع ناسداك المجمع بنحو 0.66% كما هبط ستاندرد آند بورز إلى المستوى 6,011.29 نقطة.
وأيضاً، تراجعت الأسهم الأوروبية بوتيرة حادة، حيث تراجع مؤشر يورو ستوكس الأوروبي بنحو 0.90% إلى 544.90 نقطة، مع تفاقم أزمة الشرق الأوسط وتعرقل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
الأصول والعملات الآمنة
نتيجة لتدهور معنويات المخاطرة للمستثمرين، اتجهت التدفقات النقدية لاقتناء أصول الملاذ الآمن من عملات وسلع، إذ قفز الدولار الأمريكي باعتباره أحد أشهر عملات الملاذ الآمن وساهم هذا في تراجع نظائره من العملات الرئيسية الأخرى بجانب ضعف شهية المخاطرة، فيما حقق كل من الفرنك السويسري والين الياباني ارتفاعات ملحوظة ولكن أقل مقارنة بالدولار الأمريكي.
السلع البارزة
قفزت أسعار عقود الذهب الفورية والآجلة بنسبة تجاوزت 1.25% وتتداول أعلى المستوى 3,426 دولار للأوقية، حيث استفاد المعدن النفيس من دوره كملاذ للتحوط بأوقات التقلبات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية.
وفي نفس الوقت، حققت أسعار النفط الخام صعوداً قوياً تجاوز الـ 11% عند بداية تعاملات اليوم، ولكنه قلّص أرباحه هذه بالتداولات اللاحقة، ليسجل ارتفاعاً بواقع 5%، فمن شأن هذه التطورات أن تؤدي لاندلاع حرب إقليمية بنهاية المطاف، ما قد يشل حركة الملاحة عبر الشرق الأوسط، والتي تمر من خلالها حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية.