الأسواق الآن.. تفاعل مع أزمة الشرق الأوسط: الذهب يرتفع والنفط يتقلب وخسائر للأسهم

خيّم تصاعد توترات الشرق الأوسط على تداولات الأسواق المالية العالمية يوم الخميس، وتراجعت شهية المخاطرة للمستثمرين بوضوح، واتجهت بشكل ملحوظ لاقتناء الأصول الآمنة.
وفي هذا الصدد، اشتعلت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بعد فشل المفاوضات الأخيرة في التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، وبناءً عليه، أعلنت الولايات المتحدة إجلاء موظفيها وذويهم عن الشرق الأوسط في الوقت الراهن إذ قال دونالد ترامب إن المنطقة قد تصبح مكاناً خطيراً.
وهذا تزامن مع تأييد التقارير الإعلامية أن الولايات المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر لقوات الاحتلال الإسرائيلي من أجل شن حملات هجومية على إيران ولكن لم يتم تأكيد هذه الأنباء بعد، ما أثار احتمالية اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط.
وفي ضوء هذه التوترات الجيوسياسية، تأثرت تداولات الأسواق المالية بشكل واضح، ويمكن ملاحظة هذا في النقاط التالية:
أولاً: أسواق الأسهم العالمية
تدهورت معنويات المستثمرين للمخاطرة بشكل قوي وانعكس هذا على أداء الأسهم العالمية بتداولات اليوم، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد بقيادة داو جونز الصناعي، حيث سجل مؤشر التقلبات (VIX) قفزة بأكثر من نقطة كاملة وبنحو 7.4%، ما يعكش تفاقم مخاوف الأسواق.
كما تضررت الأسهم الأوروبية جراء تزايد حدة الخلافات بين الولايات المتحدة وإيران خلال الآونة الأخيرة، فضلاً عن انكماش الاقتصاد البريطاني خلال أبريل الماضي بنسبة 0.3% وهذا معدل فاق توقعات الأسواق التي رجحت انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي البريطاني بنحو 0.2% فقط.
ثانياً: أسواق العملات الأجنبية الرئيسية
يبدو أن سوق العملات الرئيسية لم يتأثر كثيراً بتطورات الشرق الأوسط، إذ كان الدولار الأمريكي هو الخاسر الوحيد وذلك بسبب تسارع نمو التضخم في الولايات المتحدة ولكن بوتيرة معتدلة خلال شهر مايو الماضي فضلاً عن كونها أقل مما توقعته الأسواق.
الأمر الذي عزز توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفض الفائدة مرتين على الأقل خلال هذا العام، حال استمرار تباطؤ نمو التضخم وأن التعريفات الجمركية قد لا تؤدي بالضرورة إلى تجدد اشتعال التضخم في الولايات المتحدة وهذا عزز تراجع الدولار لصالح ارتفاع باقي أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى.
ثالثاً: أسواق السلع البارزة
ارتفعت أسعار عقود الذهب بوتيرة حادة مستفيدة من خسائر الدولار الأمريكي حيث عزز تراجع العملة الخضراء انتعاش الطلب على السلع المقومة بها، ومن بينها الذهب، كما وجد المعدن الأصفر دعماً قوياً كملاذ للتحوط على خلفية صراعات الشرق الأوسط الجارية.
أما عن عقود النفط الخام، فقد سجل الخام ارتفاعاً قوياً مع نهاية تعاملات الجلسة الماضية، وحقق أعلى مستوى له في شهرين تقريباً مع سيطرة مخاوف تراجع إمدادات النفط العالمية بفعل توترات الشرق الأوسط، ولكنه تخلى عن بعض هذه الأرباح خلال تداولات اليوم، بعد إعلان سلطنة عمان عن استئناف المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران في مسقط حيث من المقرر أن تبدأ الجولة السادسة من المفاوضات يوم الأحد المقبل.