إنفيديا Vs هواوي: من يفوز في سباق شرائح الذكاء الاصطناعي؟

تستعد شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي لاختبار شريحة ذكاء اصطناعي جديدة تنافس إنفيديا، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال. لكن، بحسب أحد المحللين، فإن شركة إنفيديا الأمريكية ليست بحاجة للقلق كثيرًا.
وبحسب التقرير، فإن هواوي تستعد لاختبار شريحة Ascend 910D بالتعاون مع شركات تقنية محلية أخرى، مع توقع وصول أولى عينات الشرائح الشهر المقبل. وتستهدف هواوي من خلال هذه الشريحة منافسة شريحة H100 من إنفيديا، المستخدمة في تدريب بعض أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي في العالم. علمًا بأن القيود الأمريكية تمنع إنفيديا من بيع شرائح H100 لشركات صينية.
وقد أثّر خبر تطوير شريحة هواوي – والتي لا تزال في مراحل مبكرة – سلبًا على بعض أسهم شركات الرقائق الأمريكية يوم الإثنين. إذ انخفض سهم إنفيديا بحوالي 3.5% منتصف الجلسة، كما تراجعت أسهم ميكرون تكنولوجي (MU) بنسبة 2.7%، وأسهم تايوان لصناعة أشباه الموصلات (TSMC) بنسبة 2.1%، وأدفانسد مايكرو ديفايسز (AMD) بنسبة 1.5%، وبرودكوم (AVGO) بنسبة 1.2%. في المقابل، ارتفعت أسهم إنتل (INTC) بنسبة 1.7%.
ومع أن تطوير شريحة جديدة للذكاء الاصطناعي يبرز قدرة هواوي على الابتكار السريع، إلا أن أداء الشريحة الجديدة قد لا يضاهي نظيراتها من إنفيديا، ما قد يحد من جاذبيتها خارج الصين.
بحسب التقرير، تعتمد شريحة Ascend 910D على تكنولوجيا تغليف شرائح متطورة لتحسين الأداء عبر دمج عدة شرائح، لكنها تستهلك طاقة أكبر وتقل كفاءتها مقارنة بشريحة H100 من إنفيديا.
وقال ريتشارد ويندسور، مؤسس شركة الأبحاث Radio Free Mobile، في مذكرة الإثنين: "طرح هواوي لهذه الشرائح هو نتيجة مباشرة لتفاقم الخلاف بين الغرب والصين، وسعي بكين للتخلص من اعتمادها على التكنولوجيا الغربية مثل شرائح الذكاء الاصطناعي."
وأضاف: "أرى أن الذكاء الاصطناعي الصيني يواجه عائقًا كبيرًا في كسب القلوب والعقول خارج الصين، نظراً لارتفاع تكلفته والقيود المعتادة المرتبطة به."
هذه ليست أولى شرائح Ascend. فقد أصدرت هواوي شريحة Ascend 910 عام 2019 باستخدام تقنية 7 نانومتر من TSMC، ثم تبعتها بشريحة Ascend 910B عام 2023 بتصنيع من شركة SMIC الصينية بنفس التقنية. أما Ascend 910C، التي صنعت أيضًا عبر SMIC، فلم تحقق أداء مماثلًا لشريحة H100 وفقًا لمهندسين. ومن المتوقع بدء شحن 910C الشهر المقبل، بحسب رويترز.
وفي الوقت نفسه، تم تقييد بيع شريحة H20 التي طورتها إنفيديا خصيصًا للسوق الصيني هذا الشهر بموجب قيود جديدة فرضتها إدارة ترامب، مما دفع بعض الشركات الصينية إلى زيادة طلبياتها من شرائح Ascend 910C.
لكن كما أوضح ويندسور، فإن شركة ديبسيك (DeepSeek) الناشئة الصينية أثبتت أنها قادرة على تطوير نماذج تضاهي شركات مثل أوبن إيه آي ومِيتا، حتى باستخدام شرائح أقل قوة مثل H800 من إنفيديا. غير أن هذه التطويرات تأتي بتكلفة اقتصادية أعلى نظراً لغياب الشرائح المتطورة مثل H100.
وأضاف ويندسور أن شرائح Blackwell الجديدة من إنفيديا صُممت لدعم نماذج تحتوي على تريليونات المعلمات، مما يعني أن مطوري الذكاء الاصطناعي في الصين سيواجهون أوقات تدريب أطول وتكاليف أعلى دون الوصول إليها.
وأوضح: "عند تطوير نماذج للاستخدامات الحكومية والعسكرية، لا تكون التكلفة عاملًا حاسمًا. لكن بالنسبة للسوق المدني - الذي يحدد الهيمنة العالمية في الذكاء الاصطناعي - فإن التكلفة عنصر أساسي."
وأشار ويندسور إلى أن هواوي ستظل محدودة بإمكانيات تصنيع عند مستوى 7 نانومتر، نظرًا للصعوبات التقنية، مستشهداً بفشل كل من TSMC وإنتل في تجاوز هذا الحد عبر تقنيات الطباعة المتعددة.
وتابع: "في الصين، ارتفاع تكلفة التدريب والتطبيقات قد لا يضر بمسار الذكاء الاصطناعي، لكن على المستوى العالمي، هذا يمثل عائقًا أمام كسب النفوذ."
ومع ذلك، حذر ويندسور من احتمال أن تضغط الحكومة الصينية على الشركات الخاصة للتخلي عن منصة CUDA التابعة لإنفيديا لصالح حلول هواوي، مما قد يؤثر سلبًا على إيرادات إنفيديا من السوق الصيني.
واختتم بقوله: "النتيجة النهائية هي أنني لا أعتقد أن هواوي ستنافس إنفيديا بشكل مباشر، وبالتالي أرى أن المخاوف من خسارة كبيرة في الحصة السوقية مبالغ فيها."