كيف كانت ملامح التغيرات المناخية في عام 2021؟

كيف كانت ملامح التغيرات المناخية في عام 2021؟
أسهم

ارتبطت التقلبات المتطرفة للطقس في بعض المناطق خلال 2021 بأزمة التغيرات المناخية، فقد أظهرت دراسة نشرتها مؤسسة "كريستيان إيد" أن أحداثا مناخية تسببت في مأساة للملايين حول العالم.

وأشارت الدراسة إلى سلسلة من حوادث الطقس أسفرت عن أضرار وخسائر تجاوزت مليارات الدولارات على أقل التقديرات. ومن أشهر الأحداث المالية لتقلبات المناخ في العام الجاري الإعصار "إيدا" الذي ضرب سواحل الولايات المتحدة في أغسطس وكذلك الفيضانات في أوروبا في يوليو.

أحداث مترابطة

في الماضي القريب، كان تركيز جهات الأرصاد الجوية على خرائط الطقس وتوقعات وقوع الأعاصير، لكن العلماء وبعد دراسات مضنية في السنوات الأخيرة، أصبحوا يربطون وقوع هذه الأعاصير والعواصف وشدتها غير المتوسطة بالتغيرات المناخية.

ولم يعد الأمر يقتصر على مجرد عواصف أو أعاصير شديدة، فهناك في مناطق أخرى، تحدث فيضانات، وفي المناطق الفقيرة، يحدث نزوح لعشرات الآلاف وموجات هجرة في بعض الأحيان.

وفي وقت سابق هذا العام، ضربت موجة شديدة الحرارة أجزاء شاسعة من دول العالم، وتأكد الربط بين هذه الموجة وغيرها من الأحداث مع التغيرات المناخية.

ونشرت جهة بحثية أخرى دراسة عن التغيرات المناخية وتأثيرها على الأرض في أغسطس وضعت خلالها تقييما ودلائل مثبتة بعلاقة الأعاصير وموجات الحرارة الشديدة بتأثير التغيرات المناخية.

وظهر ذلك جلياً في حركة الرياح وسرعتها عند حدوث العواصف والأعاصير بحيث أن هذه السرعة تتزايد بشكل كبير ومثير للغرابة ويتسع تأثيرها لمناطق غير متوقعة.

ومن الجدير بالذكر أنه بعد نشر هذه الدراسة بأيام، تعرضت الولايات المتحدة للإعصار "إيدا" الذي أغلق خليج المكسيك وأثر سلبا على صناعة النفط وأوقف أعمال الإنتاج مما دفع أسعار الخام نحو الارتفاع.

وأسفر الإعصار "إيدا" عن تساقط غزير للأمطار عبر عدة مدن وولايات وأيضا فيضانات عارمة  خاصة في نيويورك التي أعلنت الطواريء حينها، وتسبب في مصرع 95 شخصا وأضرارا اقتصادية قدرت بنحو 65 مليار دولار.

على الجانب الآخر من الاطلنطي، اجتاحت الفيضانات دول على رأسها ألمانيا وفرنسا وغيرهما في أوروبا خلال شهر يوليو الماضي، وكانت كثافة وشدة الفيضانات قوية بما يكفي لفقدان 240 شخصا أرواحهم في حين قدرت الخسائر الاقتصادية بنحو 43 مليار دولار.

وبناء على الدراسة أيضا، فإن غالبية تداعيات أحداث الطقس المتطرف تم حسابها في دول متقدمة، بينما في الدول الفقيرة، فإن الخسائر المالية وتداعيات موجات النزوح والهجرة والجفاف والفقر غالبا ما يصعب تقديرها.

ومع ذلك، فإن شركة "AON" للتأمين قالت إن خسائر الكوارث الطبيعية حول العالم تجاوزت 100 مليار دولار للمرة الرابعة في الخمسة أعوام الماضية.

وفي مناطق أخرى من العالم، شهدت جنوب السودان موجات نزوح أكثر من 800 ألف شخص في حين ترك 200 ألف شخص منازلهم في الهند وسريلانكا وجزر المالديف.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image