إلى أي مدى تزدهر صناعة تعدين البيتكوين بعيداً عن أعين السلطات الصينية؟

في مقاطعة "سيشوان" الصينية، يعمل بعض المواطنين على تعدين العملة الرقمية البيتكوين على أمل الحصول على أكبر قدر منها دون التعرض للمساءلة القانونية أو اكتشافهم من السلطات.

ولا يقتصر الأمر على مقاطعة بعينها، فالسلطات الصينية تسعى جاهدة لحظر أي نشاط لتعدين البيتكوين أو عملات رقمية أخرى بسبب ما تراه من أن التعدين يستهلك كميات كبيرة جدا من الطاقة.

ومع ذلك، يتحايل البعض على القوانين والتضييق الأمني في الصين والحصول على الطاقة الكهربائية من مصادر مثل السدود على الأنهار حيث أن تقارير تتحدث عن أن ما يقرب من 20% من كافة أنشطة التعدين حول العالم توجد في الصين.

ورغم هذه النسبة الكبيرة، إلا أنها تمثل تراجعا كبيرا يتراوح بين 65% و75% من مستويات قياسية سجلتها سابقا قبل التضييق الحكومي والامني.

لم ينته الأمر بعد

تشير بيانات صادرة عن شركة "Qihoo 360" للأمن السيبراني في الصين إلى أن أعمال تعدين العملات الرقمية تحت الأرض (أي البعيدة عن أعين السلطات) لا تزال تزدهر وتعمل بشكل جيد للغاية.

وأوضحت البيانات أن هناك ما يصل إلى 109 آلاف عملية تعدين للبيتكوين في الصين تتم بشكل يومي، وتحدث أغلبها في مقاطعات "جوانج دونج" و"جيانتشو" و"تشي جيانج" و"شاندونج".

ويرجع استمرار ازدهار أعمال تعدين العملات الرقمية إلى أن هناك الكثير من المنخرطين في هذه الصناعة غير متأكدين من جدية السلطات في تنفيذ الحظر.

حاولت الصين عدة مرات شن حملات اعتقال وتضييق ومصادرة لأجهزة التعدين، لكنها تراجعت بعد ذلك وخففت بعض القيود والقواعد والقوانين، كما أن بعض من خرجوا من الصين لممارسة أعمال التعدين عادوا بعد ذلك لأنهم لم يجدوا اهتماما بالحظر.

على الرغم من هذا، إلا أن مصادر وشركات وتقارير أكدت على أن هذه المرة مختلفة وأن السلطات الصينية جادة بالفعل في تطبيق أي حظر وتضييق على تعدين العملات الرقمية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن التعدين يتم بكميات كبيرة من الطاقة والصين تعاني من نقص في الكهرباء.

وظهر هذا جليا في الأشهر القليلة الماضية عندما واجهت الصين انقطاعات في الطاقة في أزمة هي الأسوأ لديها منذ عشر سنوات.

سبب آخر أيضا يكمن في أن الصين أعلنت أهدافا لمحاربة التغيرات المناخية حيث تسعى لبلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2060.

والسبب الثالث أن هناك منافسة قوية قادمة من اليوان الرقمي حيث أعلن بنك الصين الشعبية (البنك المركزي) عن خطته لإصدار اليوان الرقمي، وهو ما سيشكل منافسة قوية للبيتكوين وغيرها من العملات الرقمية.

أما السبب الرابع، فهو أن الحكومة الصينية تريد ضمان اختفاء البيتكوين وأي عملة رقمية أخرى من نظامها المالي واقتصادها ككل نظرا للاتهامات التي تطال البيتكوين والعملات الرقمية لاستخدامها في عمليات غسل أموال واحتيال.