الاسهم فقدت 16 تريليون دولار، و"الذهب" يرحب بثيرانه في 2020، ما أهم التوقعات؟

الاسهم فقدت 16 تريليون دولار، و"الذهب" يرحب بثيرانه في 2020، ما أهم التوقعات؟

Investing.com - لسنوات دفعت الأسواق محبي الذهب إلى هوامش الأسواق المالية. وعادة ما رآهم مستثمري الاتجاه العام بأنه أصحاب نظريات مؤامرة، ودائمًا ما يتوقعون نهاية العالم، وبالتالي يملؤون مخزوناتهم من الطعام والشراب ، وعادة ما تبدو تحذيراتهم قيامية، ومنها يقولون: انهيار الأصول المالية، تفشي تراجع قيمة العملات الورقية، وكوارث دولية تنهي الحريات المدنية.

عام 2020 يرحب بثيران الذهب

دخلنا عام 2020، وفي بدايته بدا العالم وكأنه على أعتاب الحرب العالمية الثالثة، بعد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني البارز، قاسم سليماني، وخشي العالم الانزلاق في هوة سحيقة من حرب شاملة في إقليم الشرق الأوسط المتوتر بالفعل. على تلك الخلفية، ارتفع الذهب لمستويات لم يشهدها منذ 2013، ولكنه نزل سريعًا عن قمته، بعد تمكن الأطراف من ضبط النفس.

بيد أن قصة الذهب لم تنتهي هنا، فلم تكن سوى أسابيع معدودة، ورأينا الأنباء تخرج من ووهان الصينية عن فيروس قاتل، يفتك بالبشر، وينتقل بسرعة. لا يعلم أحد عن الفيروس سوى أنه واحد من مجموعة الفيروسات التاجية التي تصيب الجهاز التنفسي، ويمكن أن تفضي لحالات خطرة من الالتهاب الرئوي المفضي للموت في بعض الأحيان. تزعزع العالم من اضطراب ثاني أكبر قوة اقتصادية، وتعطل سلاسل الإمداد منها.

ولم يكن الأمر قد بلغ ذروته، إلا عندما ضرب فيروس كورونا القارة العجوز، لتصبح أوروبا مركزًا للوباء، ومن بعدها تحولت الولايات المتحدة لمركز الوباء. تجاوز عدد الضحايا على مستوى العالم المليون، بينما حالات الوفاة مستمرة في التزايد يوميًا، لتتجاوز الألف في الولايات المتحدة بصورة مطردة.

على تلك الخلفية، فقد سوق الأسهم 16 تريليون دولار. أمّا النفط فكان له حكاية شديدة التعقد من تحارب أكبر المنتجين، وفوائض الإمداد في ظل تراجع الطلب. في تلك الأثناء كان الذهب يصعد بقوة ربما نسيها السوق. وصل رالي الذهب لصعود 6%.

ولم تكن هذه القصة الوحيدة في السوق، فعلى الرغم من الطلب القوي إلا أن هذا الأمر يحيط به مخاوف. فالذهب المادي معرض للخطر مثله مثل باقي السلع المعتمدة على سلاسل الإمداد. فمناجم الذهب تقع في القارة السمراء، ومنها تسافر إلى لندن، مركز تجمعها، أو سويسرا، أو نيويورك، وغيرها من المراكز الاقتصادية الرئيسية.

وفي الأنباء الأخيرة، أشرنا لما تتعرض له الصناعة من زعزعة في سلاسل الإمداد تسبب فجوة بين سعر الذهب في المعاملات الآجلة والفورية.

الذهب تاريخيًا صديق المخاطر

يقول جيم ريكاردس، مؤلف كثير من الكتب التي تنذر باقتراب النظام المالي العالمي من عملية إعادة هيكلة: "حاولنا تحذير الناس من حدوث شيء كهذا." ونصح ريكاردس دومًا بامتلاك الذهب خشية وقوع أمر مماثل لمنا نمر به.

يقول: "ناديت بهذا لسنوات." "ولست سعيد بكوني على صواب."

وفي ظل الأزمة العالمية الآن، نرى أصداء تصريحات ومناشدات محبي الذهب تردد. وإلى جانب ما يمر به الاقتصاد والسوق، أصبحت التفاعلات الاجتماعية محرمة.

سبائك الذهب بوزن 100 أوقية، والإقبال منقطع النظير

يقول رونالد بيتر ستوفيريل، الرئيس الإدراي في إنكريمنتوم: "أفدنا في تقرير بحثي من 3,000 صفحة بمعلومات حول الذهب وأسهم شركات التعدين في الـ 14 سنة الماضي، ومن المُرضي تحقق بعض نظرياتنا."

"نرى الكثير من الاهتمام، لأننا نضع الذهب بمركز الثقل الذي يحافظ على توازن المحافظ الاستثمارية، فالذهب هو من يدافع عن محفظتك، وأدى الذهب مهمته على أكمل وجه."

هل الذهب بلا نظير؟

لا يمنع هذا من أن بعض توقعات محبي الذهب كانت غامضة بعض الشيء. فيرى بعض أصحاب نظريات نهاية العالم أن الذهب هو الملاذ الآمن الأول والأخير في مواجهة أي مخاطرة عامة. وكأصل مادي، يعد من سبل التحوط ضد التضخم. وحافظ الذهب على قيمته لقرون من الزمن بسبب أسواق السيولة العميقة التي يمكن تداوله فيها، ولأنه معدن مادي، يمكن تخزينه في احتياطي (مخازن) البنوك المركزية، ولا يمكن لأي حدث جعل قيمته صفر، ليس حتى الحكومات، ولا البنوك المركزية، كما الحال مع العملات.

يصرح روي سيباج: "فقدت البنوك المركزية رسميًا التحكم بأقوى أدوات السياسة النقدية." "فعلى عكس موجات الاقتصاد الكلي المتغيرة، يظل الذهب منتعش."

يستمر ارتفاع الذهب الآن 6 أرباع متتالية، وعند إغلاق الجمعة وقف عند 1,612 دولار للأوقية. ويظل هذا بعيدًا عن ذروة 2011، تزيد التوقعات بأن المعدن الثمين سيرتقي لمزيد الارتفاع في المستقبل.

من شكك بالأمس، انضم للجوقة اليوم

يرى محللو سيتي جروب صعود الذهب فوق 2,000 دولار للأوقية في 2021. ويتوقع كبير الاستراتيجيين، ميرك فينك، بصعود الذهب لـ 1,750 دولار للأوقية. بينما اشترى بيريرز رويرز، الذي يدير 236 مليار فرنك سويسري في شركة بيكتيت للثروات، الذهب لدى وصوله لـ 1,500 دولار للأوقية.

ويقول: "يساعد الذهب في تنويع محفظتك الاستثمارية." "وتحرك المعدن سريعًا في الآونة الأخيرة، لذا أنتظر توقف مؤقت."

وفي أزمة 2008، هبط الذهب بقوة في وقت احتدام الأزمة، لأن السوق كان بحاجة إلى سيولة، ولجأ لتحويل مراكز الذهب لسيولة. ولكن، التراجعات ستظل قصيرة الأجل.

يقول جيم روجرز، مستثمر السلع: "قبل انتهاء الوضع الراهن، سيصعد الذهب كثيرًا،" في تصريحات لبلومبرج. "فعندما يفقد المواطنون الثقة في المال وفي الحكومات، يضعونها في الذهب والفضة."

توقعات محللي الذهب للتحركات هذا الأسبوع من Investing.com:

إدارة مخاطر التداول خصوصا الذهب

الذهب يفلت من الضغط


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image