هل يحقق الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية مستويات قياسية جديدة؟ استعدوا لذلك

هل يحقق الدولار الأمريكي أمام الليرة التركية مستويات قياسية جديدة؟ استعدوا لذلك

Investing.com - في وقت احتدام الأزمات التركية من ناحية الديون، والنفقات، وقرارات البنك المركزي، كان الأزمة على الحدود التركية-السورية مشتعلة. خلال الليل، قتلت قوات نظام الأسد 33 جندي تركي على أقل تقدير.

ردًا على هذا، حظرت تركيا وسائل التواصل الاجتماعي، وتعهدت بإغراق أوروبا باللاجئين.

حاول البنك المركزي خلال الأيام السبعة الماضية تسريع وتيرة اقتراض الدولار، مستخدمًا استراتيجية تيسير نقدية كانت خاملة لشهور.

وراكم البنك على المدى القصير معدلات الاقتراض عند طريق ما يعرف بتسهيلات مقايضة العملات.

تعرف مقايضة العملات في لغة المال بالـ سواب، وهي: الفارق ما بين معدلات الفائدة الدائنة للعملات موضع المقايضة، فيتم إضافة الفائدة لو كانت إيجابية أو طرحها لو كانت سلبية عند تسوية الصفقة المفتوحة خلال الليل.

وخلال المقايضة التركية، يعتمد البنك المركزي على اقتراض الدولارات من البنوك التجارية المحلية، ويتفق الطرفان على عكس المعاملة في تاريخ لاحق متفق عليه.

بلغت المقايضات 4.9 مليار دولار يوم الخميس. ووفق تحليلات فايننشال تايمز، يأتي هذا مرتفع من 725 مليون دولار في 20 فبراير.

لكن، لماذا يعمد البنك المركزي لتلك القروض الدولارية الهائلة؟ حسنًا، انخفض صافي الاحتياطي التركي من العملات الأجنبية بـ 12 مليار دولار منذ بداية العام، مما أثار الشكوك بين المحللين حيال إنفاق البنك المركزي لمليارات الدولار، لمنع الليرة التركية من الانهيار.

الليرة التركية: مسار خاطئ مؤدي لمزيد الانخفاض، فهل من منقذ؟

وفق حسابات فايننشال تايمز، هبط صافي الأصول الأجنبية للبنك المركزي، وهي مؤشر لاحتياطي العملة الأجنبية، لـ 24.7 مليار دولار الأسبوع الماضي، من 37 مليار دولار مسجلة في بداية 2020.

وفي إطار جهود البنك المركزي لدعم الليرة التركية، هبط احتياطي العملة، والأصول الأجنبية، نظرًا للتخفيضات الشرسة لمعدلات الفائدة. وإضافة لهذا جاء فيروس كورونا الذي دعم الدولار الأمريكي لفترة، وخيمت مخاوفه على الاقتصاد العالمي. ولم تتفوق معاناة الليرة عند هذا، فالوضع محتدم الآن، والجميع يحذرون من كارثة إنسانية ستحيق بإدلب.

وفي مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، خوسيه بوريل، فهناك احتمالية لاندلاع صراع دولي في إدلب.

غرّد بوريل على موقع تويتر: "إن التصعيد المستمر في إدلب يجب إيقافه على الفور. إذ تزيد مخاطرة الانخراط في مواجهة عسكرية دولية. وسيتسبب هذا في معاناة إنسانية لا تطاق، ويضع حياة المدنيين تحت الخطر."

وعند كتابة التقرير، كانت الليرة تقف عند رقم شديد الارتفاع أمام الدولار الأمريكي لـ 6.2534 ليرة لكل دولار. وتقف الليرة على مقربة من مستوى 6.25380 قياسي الارتفاع.

وفق تحليلات من دويتشه بنك، يرى كوبيلاي أوزترك إن صافي الأصول الأجنبية ربما يقل عن 8 مليار دولار في حقيقة الأمر."

ووفق رويترز، حظرت تركيا اليوم عمليات البيع على المكشوف بالنسبة لكل من الأسهم التركية، والليرة التركية، لمنع الانهيار العنيف المتولد عن المخاطرة السياسية.

قال محلل آخر: "نتحدث هنا عن خسارة صافية للاحتياطي تصل لـ 11.5 مليار دولار، في شهرين."

على الصعيد السياسي: حمام دم محتمل

قالت تركيا إنها ستفتح الأبواب على مصراعيها، سامحة للاجئين بإغراق أوروبا كما حدث في بداية أزمة تدفق اللاجئين.

في حين أعرب المجتمع الدولي عن مخاوفه من التنامي السريع لمخاطرة التصعيد لشن هجوم سوري بدعم روسي في إدلب، حيث يشن بشار الأسد حملته الدولية لانتزاع المعادين له من آخر معاقلهم.

بعد أسابيع من التصاعد التدريجي، ربما يكون الهجوم أمس على تركيا، داعم القوات المعادية لبشار، والعضو في حلف الناتو، قشة تنقصم وتفضي لنزاع دولي على الأرض السورية.

أعلنت موسكو عن تحريك مقاتلتين عبر مضيق البسفور في إسطنبول يوم الجمعة، على مرأى من المدينة.

بينما تحذر منظمة الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في إدلب منذ بداية الحرب السورية في 2011.

ولكن، روسيا المتمتعة بحق الفيتو لكل القرارات الأممية، تردع أي تحرك ضد النظام السوري.

ضربت تركيا أهداف تابعة للنظام في دمشق.

كما دعت تركيا المجتمع الدولي لحظر الطيران فوق إدلب، حيث تتمركز قوات النظام، وتستعيد أجزاء كبيرة من المدينة، وتجبر الآلاف على مغادرة منازلهم.

وقالت الأمم المتحدة يوم الاثنين إن هناك مخاطرة بـ "حمام دم في سوريا."

وعمدت اليونان إلى تحفيز القوات الحدودية، لردع أي تدفق للاجئين.

الروبل الروسي والليرة التركية تحت القصف


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image