هل يتسبب حادث الطائرة الأوكرانية في زيادة التوترات الدبلوماسية لإيران؟

هل يتسبب حادث الطائرة الأوكرانية في زيادة التوترات الدبلوماسية لإيران؟
اقتصاد

يرى كل من قادة استراليا وكندا والمملكة المتحدة أن هناك دلائل تشير إلى أن صاروخًا إيرانيا أسقط طائرة الركاب الأوكرانية في وقت سابق هذا الأسبوع، وقد أعرب محللون عن قلقهم من أن الضغط الدولي المكثف على إيران قد يؤدي في وقت قريب إلى أزمة دبلوماسية.

وتأتي هذه التقارير بالتزامن مع هدوء التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران، مع عدم لجوء أي الجانبين للحل العسكري عقب مقتل قاسم سليماني، والهجمات الإيرانية ردًا على مقتله، إلا أن هناك مخاوف من عودة التوترات بسبب ضغط الدول الأوروبية على إيران واتهامها بأنها من أسقط الطائرة.

يذكر أن طائرة الركاب رقم 752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية صباح يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل جميع الركاب على متنها البالغ عددهم 176 ركاب، وكان معظم الركاب من إيران وكندا، بالإضافة إلى عدد من الركاب من السويد وأكرانيا وعدد من الدول الأخرى.

وقال مسؤولون أن 63 كنديًا كانوا من بين ضحايا الطائرة التي فقد الاتصال بمراقبي الحركة الجوية بعد خمس دقائق من الإقلاع من طهران صباح يوم الأربعاء الماضي.

وقد وقع هذا الحادث بعد ساعات قليلة من الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران على قاعدتين عسكرتين للولايات المتحدة في العراق، الأمر الذي أدى إلى زيادة التكهنات التي تشير إلى إمكاننية أن تكون طائرة الركاب المتجهة إلى كييف قد تم إسقاطها دون قصد بأحد الصواريخ التي أطلقتها إيران.

تصريحات قادة دول العالم على ذلك الحادث

قال مسؤولون في الحكومة في استراليا وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة إنهم يعتقدون أن تلك التوقعات هي أمر مرجح، وذلك بناء على المعلومات التي وردت إليهم. على الجانب الآخر، نفت إيران تلك الاتهامات وأكدت على أنها لم تسقط الطائرة.

وقد أعلن رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، في مؤنتمر صحفي يوم الخميس أن هناك فرق للتحقيق تتضمن عدد من المحققين الكنديين ومحققين من دول أخرى. وأضاف ترودو في تصريحاته أن الأدلة تشير إلى أن الطاقة قد تحطمت بسبب أحد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران. في الوقت نفسه، أصدر كل من رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، ونظيره الاسترالي، تصريحات مشابه لتلك.

على الجانب الآخر، صرح الرئيس الأوركراني أن النظرية التي تقول أن صاروخًا أسقط الطائرة الأوكرانية هو أمر لم يتأكد بعد، فيما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه لا يعتقد أن عطلا فنيا هو ما تسبب في الحادث.

تداعيات ثبوت تلك التوقعات

ذكرت التقارير صادرة يوم الخميس أن التداعيات الدبلوماسية في حالة ثبوت تلك التوقعات ستكون مهمة لإيران على المدى القصير، فيما ذكر محللون أنه يبدو أن إيران بدأت تكتسب قدرصا كبيرًا من التعاطف والتضامن الدولي بعد أن قتلت الولايات المتحدة أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الأسبوع الماضي، وخاصة مع عدم رد إيران بقوة أكبر على تلك الهجمات، إلا أن تلك النوايا الدبلوماسية الحسنة ستتعرض للخطر في حالة أثبتت الأدلة أن سقوط الطائرة بسبب صاروخ إيراني، واستمرت إيران في إنكار ذلك.

وتجدر الإشارة إلى أن كندا قد قطعت العلاقات مع إيران في عام 2012، وعلى الرغم من تعهدات إعادة العلاقات، إلا أن ترودو لم يسع لإحياء العلاقات الدولية مرة أخرى، ويبدو أن ذلك الحادث قد يؤثر سلبًا على احتمالية عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس هية الطيران المدني الإيراني في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إن طهران تريد تنزيل تسجيلات الصندوق الأسود، وقال إنه إذا لزم الأمر ستطلب إيران المساعدة من روسيا أو كندا أو فرنسا أو أوكرانيا، لفك تشفير الرسائل. وقد أعلن مسؤول إيراني لوكالة رويترز اليوم الجمعة أن تحقيقات سوق تستغرق نحو 2 إلى 3 سنوات.

وبموجب القانون الدولي، فإن الدولة التي حدث فيها تحطم الطائرة هي من يجري التحقيقات، في الوقت نفسه، فمن المقرر أن يكون هناك محققين فيدراليين نظرًا لأن الطائرة أمريكية الصنع، لكن التوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران قد تصعب تلك التحقيقات، لأن ذلك سيعطل وصول محققين أمريكيين إلى إيران.

وتشير التقارير إلى أن إيران ستواجه ضغوطًا سياسية واقتصادية مكثفة للتعاون مع سلطات الطيران الدولية، ومن المتوقع أن تقبل إيران وجود محققيقن غربيين في نهاية المطاف.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image