ترامب ورفاقه يربكون السوق كعادتهم، إليك أهم النقاط التي يجب التركيز عليها

ترامب ورفاقه يربكون السوق كعادتهم، إليك أهم النقاط التي يجب التركيز عليها

Investing.com - جاء ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، رافعًا شعارات جعل أمريكا "عظيمة مجددًا"، وعمد إلى تحسين المزايا التنافسية للولايات المتحدة على حساب دول مثل الصين، ودول الاتحاد الأوروبي.

كان الأمر عن طريق فرض التعريفات، وشن الحروب التجارية، والتهديدات المتتالية، ومحاولة إضعاف الدولار الأمريكي لتتفوق السلع الأمريكية عن نظرائها.

الحرب التجارية

كانت الحرب بين الصين والولايات المتحدة الأكثر احتدامًا من بين حروب ترامب. إذ أن الصين أكبر منافس للاقتصاد الأمريكي، وتشغل المركز الثاني كأكبر اقتصاد في العالم. وقام ترامب وإدارته بـ:

  • فرض تعريفات بنسبة 25% على البضائع الصينية
  • فرض حظر على شركة هواوي، عملاق التكنولوجيا الصيني، على خلفية تطوير أجهزة ذكية من الجيل الخامس، وكانت هواوي تسبق الشركات الأمريكية في هذا المضمار

كانت تلك بداية الحرب التجارية، التي تجاوزت عامًا إلى الآن، ولم تحدث دمارًا للاقتصاد الصيني فقط، بل امتد الأذى للاقتصاد الأمريكي. فشاهدنا البيانات الضعيفة على مدار الأسابيع الماضية التي حفزت توقعات الأسواق بخفض الفيدرالي معدل الفائدة. وكذلك يشكو الاتحاد الأوروبي من تبعات تلك الحرب التجارية عليه.

آخر جولة من المفاوضات

كان الرئيسان ترامب، تشي اتفقا في ديسمبر الماضي على هدنة مدتها 90 يوم، لعقد مفاوضات بين البلدين، بغرض التوصل لحل.

ولكن، وبحلول شهر مايو من العام الجاري، انهارت تلك المفاوضات، وعادت الأطراف لفرض عقوبات على بعضها البعض.

حتى الفترة الأخيرة، عاد الأمل للأسواق، وانعقدت مفاوضات على مستويات منخفضة في شهر سبتمبر، وكانت تمهيدًا للمفاوضات عالية المستوى التي انعقدت الأسبوع الماضي.

بدا أن المفاوضات التي بدأت خميس الأسبوع الماضي، تسير على "خير ما يرام" وفق ما أعلن ترامب في تغريدة. وبحلول يوم الجمعة التقى ترامب، بنائب رئيس الوزراء الصيني، ليو هي، وهذا ما عزز آمال السوق بقوة.

وبعد نهاية الاجتماع، ورد للسوق أنباء عاجلة، بإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تضمنت:

  1. تأجيل التعريفات التي كان من المفترض لها أن تطبق في 15 أكتوبر
  2. لم يدون أي بنود من هذا الاتفاق، ويلزمه 5 أسابيع ليصاغ
  3. وافقت الصين على شراء ما قيمته 40-50 مليار دولار من المنتجات الزراعية الأمريكية
  4. التزام الشفافية في سوق العملات
  5. ترامب يقول إن الاتفاق يمكنه الانهيار سريعًا

سعدت وول ستريت بتلك الأنباء، فارتفعت الأسهم بقوة، مسجلة أرباح كبيرة، وانهارت أصول الملاذ الآمن، ليكون الجمعة يومًا دامي لها، وارتفع النفط، الذي يتأثر بتحسن الظروف الاقتصادية.

ماذا حدث اليوم:

ذكرت شبكة بلومبرج أن الصين تريد عقد المزيد من المحادثات، وربما يعود نائب رئيس الوزراء الصيني إلى الولايات المتحدة مجددًا. كما طالبت الصين بإلغاء زيادة التعريفات المقررة في ديسمبر القادم.

ومن جانب وزير الخزانة الأمريكي، ستيفين منوتشن، فيرى أن التعريفات في ديسمبر من المحتمل أن تطبق على الصين.

وفي تحليل كبير محللي السلع في Investing.com، جاء أن ترامب في الآونة الحالية ليست من مصلحة حملته الانتخابية تبني نبرة متساهلة مع الصين.

منذرات بالخطر:

قبل انعقاد المفاوضات عالية المستوى، وضعت الولايات المتحدة 28 شركة صينية تكنولوجية على قائمة سوداء، بسبب العلاقات بين تلك الشركات، وبين القمع الذي تمارسه الحكومة الصينية ضد الأقليات.

ومن جانب الصين، منعت بعض الشبكات التليفزيونية الصينية بث مباريات رابطة كرة السلة الأمريكية، بعد انتقادات عنيفة بين الأطراف.

ماذا وقع اليوم:

يبدو أن الأسواق فهمت أن ترامب وفريقه كانوا في حالة مباهاة فقط لا غير، ومحاولة تشتيت انتباه الأسواق عن الأزمات التي يمر بها ترامب وكل من له صلة به.

فتراجعت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية الأمريكية، منذرة بافتتاح الأسهم على انخفاض.

كما شهد الذهب تحركات نحو الأعلى، في ظل عودة المخاطرة، ولكنه يظل أسفل مستوى 1,500 دولار، وإن كان ارتفع فوقه لفترة محدودة. ويظل كذلك محاصر داخل نطاقه.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image