المراجعة الأسبوعية للنفط والذهب، ونظرة على المستقبل

المراجعة الأسبوعية للنفط والذهب، ونظرة على المستقبل

كتب باراني كريشنان

Investing.com - طرد ترامب مستشار أمنه القومي، جون بولتون، ولكن الحوثيين أشعلوا شرارة صراع أكبر في المنطقة بهجومهم على منشآت النفط السعودية التابعة لأرامكو.

هاجمت طائرات مسيرة تابعة للحوثين وحدة معالجة النفط في بقيق، وحقل النفط، خريص، مما أثر على حوالي 5 مليون برميل من النفط السعودي المنتج يوميًا، أو ما نسبته 5% من الإنتاج العالمي، إذا صدقت التقارير الأولية.

بيد أن التقارير الأولية عادة لا تكون شاملة، وتزيد من حالة الاشتعال في وسائل الإعلام، والتعطش لأي تفاصيل حول الأحداث الكبرى قبل مقدم أي معلومات مؤكدة.

فوفق التحليلات الأولية، أبعدت تلك الهجمات أي احتمالية لتخفيف الولايات المتحدة للعقوبات على الصناعة النفطية الإيرانية، والتي كان من شأنها إعادة النفط الإيراني الخام للسوق. وبعض من تلك التحليلات صحيحة، إذ اتهمت الولايات المتحدة علانية إيران بتنفيذ تلك الهجمات يوم السبت، وفق تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في تغريدة. ويحصل المتمردون اليمنيون، جماعة الحوثي، على دعم إيراني، ويعادون التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في حرب اليمن، وأعلن الحوثي عن مسؤوليته الكاملة عن الهجمات، متوعدًا بالمزيد مستقبلًا.

ولكن، بهذا الصدد علينا إقرار الحقائق، فأمر عقوبات الولايات المتحدة على إيران يعود القرار النهائي فيه لترامب. فبعد 24 ساعة من الهجوم، لم يغرد ترامب حول الأمر.

وأغلقت السعودية المنشآت النفطية، ومعها يقف الإنتاج، ويمكن أن يعود في وقت لا يذكر. ولكن الأهم في القصة هو كيف ستتأثر أسعار النفط. خاصة مع حاجة السعوديين الماسة لتحفيز أسعار النفط، بغرض رفع تقييم شركة أرامكو قبل طرحها للاكتتاب العام.

وأنهى الخام الأمريكي القياسي، خام غرب تكساس الوسيط، الأسبوع بانخفاض 3%، وهذا أكبر انزلاق أسبوعي له منذ منتصف شهر يوليو. وهبط خام القياس العالمي، برنت، 2% خلال الأسبوع، الخسارة الأكبر في 5 أسابيع. ونتوقع رالي قوي يوم الاثنين على خلفية الأنباء السعودية، وتقلب أكبر بعد تعهد الإيرانيين بوصول إنتاجهم لأقصى حد، لو حازوا على فترة إراحة من العقوبات.

أمّا الذهب، فيتحدد مصيره يوم الخميس، مع قرار تخفيض معدل الفائدة، وإقرار مسألة التحفيز الكمي من جانب المركزي الأوروبي، وتأثير هذه القرارات على الفيدرالي الأمريكي، الذي تجتمع لجنة سياسته في 17/18 سبتمبر. ولكن لو ارتفع النفط يوم الاثنين بقوة، نتوقع رالي قوي في الذهب أيضًا بسبب الإقبال على أصول الملاذ الآمن.

مراجعة الطاقة

أشعلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية حماسة الأسواق، بعد أن جاءت تقارير تشير لمعدلات تراجع قوية للمخزون النفطي الأمريكي بنهاية أغسطس، ولكن ما خرج عنها من بيانات أسبوعية يوم الأربعاء، بالكاد منحت الثيران أي سعادة.

صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى ارتفاعات 6 أسابيع عند سعر 58.29 دولار، وبرنت وصل إلى 63.26 دولار، بعد أنباء سحب 7 مليون برميل من المخزون، ولكن السوق استجاب لرفد ترامب لمستشاره أمنه القومي، صاحب الموقف المتشدد إزاء إيران، جون بولتون.

ويوم الخميس، أخبر الأمير، وزير الطاقة، عبد العزيز بن سلمان، الأوبك+، وهي تحالف منتجين للنفط من الدول الأعضاء، وغير الأعضاء في الأوبك، ومن ضمنها روسيا، باستمرار المملكة في الالتزام الصارم لحصتها المخصصة من النفط.

وفي وقت سابق، صدر التقرير الشهري للأوبك، يوم الأربعاء، والذي توقع أن الطلب على النفط سيكون متوسطه 29.4 مليون برميل يوميًا في 2020، بانخفاض 1.2 مليون برميل يوميًا لهذا العام. وأصبح النفط الأمريكي الخام هو المنافس رقم 1 للأوبك هذا العام، بوصول عمليات الشحن 3 مليون برميل يوميًا في الأسابيع الماضية.

يترأس الأمير عبد العزيز تحالف الأوبك، وقال إن الرياض خلال شهر أكتوبر، ستنتج 9.890 مليون برميل، بتخفيضات أعنف من التي أقرتها الأوبك في اجتماع نوفمبر.

كما كان لدينا تحذير وكالة الطاقة الدولية من وقوع تخمة للمعروض، وقالت إن المخاطر المتربصة بالإنتاج تلاشت وذلك بسبب تراجع التوترات في الشرق الأوسط، ويبدو أن الصناعة النفطية عادت لطبيعتها.

تقويم الطاقة

الاثنين، 16 سبتمبر

مخزون كوشينغ، (بيانات خاصة)

الثلاثاء، 17 سبتمبر

التقرير الأسبوعي لمخزونات النفط، معهد البترول الأمريكي

الأربعاء، 18 سبتمبر

تقرير إدارة معلومات الطاقة حول مخزون النفط

قرار السياسة النقدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي

الخميس، 19 سبتمبر

تقرير إدارة معلومات الطاقة حول مخزون الغاز الطبيعي

الجمعة، 20 سبتمبر

عدد حفر التنقيب عن النفط من باكير هيوز

مراجعة المعادن الثمينة

وافق قرار البنك المركزي الأوروبي التوقعات، وخفض معدل فائدة الإيداع، ولكن الذهب لم يلمع كما قالت التوقعات، وذلك على خلفية إحراز الولايات المتحدة والصين تقدمًا بشأن الصراع التجاري، وهذا ما أضعف موقف المعدن الأصفر.

واستقرت العقود الآجلة تسليم ديسمبر عند سعر 1,499.50 دولار للأونصة، بخسارة 1.1% على الأساس الأسبوعي. والأسبوع الماضي كان ثالث أسابيع الهبوط للذهب، لتكون تلك أطول سلسلة خسائر منذ أبريل.

بينما ظل الذهب في المعاملات الفورية أسفل 1,500 دولار. واستقر يوم الجمعة عند 1,488.74 دولار، بانخفاض بلغ 1.2% على الأساس الأسبوعي، وهذا ثاني أسوأ الأسابيع له منذ أواخر مارس.

وتراجعت المخاوف الاقتصادية خلال الأسبوع، بعد تراجع لحدة الصراع التجاري بين الصين والولايات المتحدة، مع تعليقات الرئيس ترامب القائلة باحتمالية تقديم اتفاق مؤقت للصين.

يضيف بيتر كارديلو، رئيس الاقتصاديين في Spartan Capital Securities، وفق رويترز: "لا يبدو أننا بصدد اتفاق تجاري، ولكن هناك احتمالية تأجيل التعريفات الجديدة من الولايات المتحدة والصين، وربما تخفيف حدة بعض التعريفات المفروضة في الوقت الراهن." "إن هذا السوق مبني على الآمال، آمال التوصل لاتفاق صوري."

ويوم الخميس، بدا الذهب وكأنه على وشك الاختراق لأعلى بعد قرار البنك المركزي الأوروبي بخفض معدل فائدة الإيداع ليهبط المعدل لرقم قياسي جديد عند -0.5%، بينما تعهد ببقاء المعدلات منخفضة لأطول فترة، وقال باستئناف برنامج شراء السندات، بمعدل 20 مليار يورو في الشهر، بداية من 1 نوفمبر.

ومن شأن قرار المركزي الأوروبي الضغط على الاحتياطي الفيدرالي، الذي يعقد اجتماع الشهري في 17/18 سبتمبر، للرد على تلك الإجراءات.

بيد أنه بتحسن الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والبيانات الأمريكية الأقوى من المتوقع مثل مبيعات التجزئة، ومعنويات المستهلك لشهر أغسطس، منعت الذهب من الارتفاع يوم الجمعة. إذ تعمل البيانات الأقوى من المتوقع على تحطيم آمال تخفيض الفيدرالي معدل الفائدة 50 نقطة أساس. وفق أداة مراقبة معدل فائدة الاحتياطي الفيدرالي، هبطت التوقعات إلى 87.8%، لتخفيض البنك المركزي الأمريكي معدل الفائدة ربع نقطة.

وقالت TD Securities في مذكرة صدرت يوم الخميس عن المعادن الثمينة: "إن التلميح بتخفيض معدل الفائدة هذا العام لهو أكبر محرك للسعر.

وقالت المجموعة البنكية الكندية: "إن فشل الفيدرالي في إبقاء باب الاحتمالية مفتوح على مزيد التحفيز، ولم يظهر في مخطط dot plot إشارة على خفض معدل الفائدة 75 نقطة أساس هذا العام، سيكون خيبة أمل كبيرة للمعدن الأصفر."

وأضافت المجموعة: "ولكن، أي خيبة للأمل على القصير، لن تتسبب إلا في هبوط سطحي."

"إذ أن الضعف الاقتصادي، وميل البنوك المركزية للتحفيز، ونقص أصول الملاذ الآمن، يشير إلى أن مقاومة الذهب وباقي المعادن الثمينة ما زالت ضعيفة."


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image