لماذا تتجه الأسواق نحو الين الياباني والذهب كملاذ أمن رغم الأنباء الإيجابية؟

لماذا تتجه الأسواق نحو الين الياباني والذهب كملاذ أمن رغم الأنباء الإيجابية؟
الين الياباني

بدأت تداولات الأسبوع على ارتفاع واضح في شهية المخاطرة في الأسواق جاء بدعم من  الأنباء الإيجابية بشأن اتفاق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الصيني على بدء هدنة من أجل استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكان هناك تحسن واضح في الطلب على الدولار الأمريكي وعملات وسلع المخاطرة المرتفعة خلال تداولات يوم الأثنين الماضي.

ولكن لم يستمر ذلك طويلاً حيث بدأت الأسواق منذ الجلسة الماضية نحو الاستثمار في الذهب والين الياباني بإعتبارهم ملاذ أمن وسط مخاوف من التوترات التجارية والجيوسياسية ومن حدوث تباطؤ في الاقتصاد العالمي. وفيما يلي أهم العوامل التي تدعم ارتفاع الطلب على الملاذ الأمن:

التوترات التجارية والجيوسياسية

رغم الأنباء الإيجابية بشأن التوصل لهدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين إلا أنه لم يتم حدوث تطور فعلي قد يشير إلى خطوات فعلية من أجل التوصل لاتفاق تجاري بين البلدين، فلا تزال التعريفات الجمركية الأمريكية مفروضة على السلع الصينية، ولم تقم الولايات المتحدة بحذف شركة هواوي من قائمة الشركات المحظورة كما وعدت، ولم تبدأ المفاوضات التجارية بين البلدين حتى الآن.

ذلك إلى جانب التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران ورفض إيران للجلوس على طاولة التفاوض حتى موافقة الولايات المتحدة للعودة من جديد إلى الاتفاق النووي، لتساهم في المزيد من حالة عدم اليقين بشأن التوترات التجارية والجيوسياسية العالمية.

البيانات الاقتصادية السلبية

ثم تأتي البيانات الاقتصادية السلبية في عدد من الدول الأوروبية خلال شهر يونيو لتُثقل هى الأخرى على شهية المخاطرة في الأسواق، فقد سجلت القراءة النهائية لمؤشر PMI التصنيعي في منطقة اليورو تراجع إلى النقطة 47.6 خلال شهر يونيو، لتكون أسوء من توقعات الأسواق وبأسوء من القراءة السابقة التي سجلت 47.8 نقطة خلال شهر مايو. وتؤكد على أنه لايزال الضعف قائم ومستمر في القطاع التصنيعي في منطقة اليورو وتزداد المخاوف من وصول ذلك الضعف إلى القطاع الخدمي في نهاية الأمر.

أما في بريطانيا فقد سجل مؤشر PMI التصنيعي تراجع إلى النقطة 48.0 خلال شهر يونيو الماضي، بأسوء من توقعات الأسواق بأن يصل المؤشر إلى النقطة 49.5، وتشير تلك البيانات في منطقة اليورو وبريطانيا تراجع النشاط التصنيعي إلى أدنى مستوياته لتشير إلى تباطؤ اقتصادي محتمل في القارة الأوروبية. 

اتجاه البنوك المركزية لخفض الفائدة

من ناحية أخرى تتجه معظم البنوك المركزية في هذه المرحلة إلى نهج السياسة التسهيلية وخفض الفائدة، فعقب قرار الاحتياطي النيوزلندي بخفض الفائدة خلال شهر مايو، قرر الاحتياطي الاسترالي خفض الفائدة لمرتين متتالين خلال يونيو ويوليو لتصل إلى أدنى مستوياتها بالقرب من النسبة 1.00%.

وبعد تلميحات الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمالات قيامه بخفض الفائدة الأمريكية خلال النصف الثاني من عام 2019 الجاري، فمن المرجح أن يتجه البنك المركزي الأوروبي هو الأخر لمزيد من السياسة التسهيلية وخفض الفائدة الأوروبية خاصة وسط بيانات القطاع التصنيعي السلبية في منطقة اليورو.

الملاذ الأمن هو المستفيد

بالأخذ في الاعتبار العوامل الماضية فنلاحظ تفضيل الأسواق لرفع الطلب على عملات وسلع الملاذ الأمن كالين الياباني والذهب وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، لذا نرى الذهب يستفيد من تراجع شهية المخاطرة خلال اليوم ليرتفع بنسبة 0.20% ويتداول بالقرب من المستويات 1.1421.60 دولار للأوقية. كما استفاد الين الياباني من تراجع الطلب على الدولار الأمريكي وتراجع شهية المخاطرة وينخفض خلال اليوم للجلسة الثانية على التوالي إلى أدنى مستويات اليوم بالقرب من 107.50.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image