لماذا تجاهل الدولار الاسترالي خفض الفائدة إلى أدنى مستوياتها؟

لماذا تجاهل الدولار الاسترالي خفض الفائدة إلى أدنى مستوياتها؟
الدولار الاسترالي

للمرة الأولى في سبعة أعوام يلجأ البنك الاحتياطي الاسترالي إلى خفضين متتاليين لمعدل الفائدة في محاولة لتقديم الدعم الكافي لمعدلات التضخم المنخفضة وتحفيز النمو الاقتصادي المتباطئ. خلال اجتماعها صباح اليوم قررت لجنة الاحتياطي الاسترالي خفض معدل الفائدة 25 نقطة إضافية إلى مستويات 1% بعد خفض مماثل خلال اجتماع يونيو السابق. أرجع البنك قراره إلى تدهور نشاط التجارة العالمية في ظل التوترات التجارية إلى جانب تباطؤ نشاط الإنفاق الاستهلاكي المحلي.

لكن على الرغم من خفض الفائدة للمرة الثانية، سجل الدولار الاسترالي ارتفاعات ملحوظة.. لماذا؟

النبرة الحيادية

في البداية، كان قرار خفض الفائدة متوقعاً بنسب تجاوزت 80%، وهو ما حد من التأثير السلبي للقرار. وبينما تضمن بيان الفائدة بعض التلميحات السلبية، إلا أن نبرة البيان في مجملها كانت حيادية وأقل تشاؤماً مما سعرت له الأسواق المالية. فقد أكد الاحتياطي الاسترالي على أن تطلعات الاقتصاد العالمي مازالت معتدلة على الرغم من ارتفاع المخاطر الهبوطية في ظل النزاعات التجارية وتبعاتها على أحجام الاستثمار والنشاط التجاري العالمي. ورغم نمو الاقتصاد دون المتوسط خلال الربع الثاني، إلا أن البنك أعرب عن ثقته في استقرار النمو الاقتصادي ضمن النطاق المتوقع، كما توقع البنك ارتفاع التضخم خلال الربع الثالث بدعم من ارتفاع أسعار الطاقة قبل وصوله إلى الهدف 2% خلال 2020.

المزيد من خفض الفائدة.. ولكن!

ترك الاحتياطي الاسترالي الباب مفتوحاً أمام المزيد من خفض الفائدة موضحاً استعداده للتدخل "عند الحاجة" لضمان استدامة النمو الاقتصادي ودفع التضخم إلى الهدف. وقد شددت اللجنة على أهمية استقرار الفائدة عند مستويات منخفضة لدعم الاقتصاد في استغلال طاقته القصوى. إلا أن نبرة البنك تعكس نيته في التريث خلال الفترات القادمة في مراقبة تأثير القرارات الأخيرة على النشاط الاقتصادي قبل التدخل من جديد.

التفاؤل التجاري

قدمت الأنباء الإيجابية حول إبرام هدنة تجارية بين الولايات المتحدة والصين بدون فرض مزيد من التعريفات الجمركية واستكمال المباحثات الثنائية للتوصل إلى اتفاق تجاري دعماً قوياً لتداولات الدولار الاسترالي الذي حاول تجاهل قرار خفض الفائدة بالتعافي من خسائر بلغت 0.9% خلال جلسة الاثنين. كان الدولار الاسترالي قد تخلى عن اتجاهه الصاعد الذي بدأه في 18 يونيو الماضي، مسجلاً انخفاضات ملحوظة خلال جلسة الأمس مع تأهب الأسواق لقرار خفض الفائدة. إلا أن الاسترالي نجح في تلقي الدعم مستأنفاً الاتجاه الصاعد مستفيداً من هدوء التوترات التجارية، وتحسن شهية المخاطرة بالأسواق. كما يجدر الإشارة بأن اعتماد الاقتصاد الاسترالي على النشاط التجاري يجعل الحرب التجارية خطر رئيسي على تطلعات اقتصاد استراليا، وخاصة عند النظر إلى شراكتها التجارية مع الصين.

توقعات انخفاض الفائدة عالمياً

كما يأتي توجه غالبية البنوك المركزية إلى خفض الفائدة ليزيد الضغوط على عدد من العملات الرئيسية وعلى رأسها الدولار الأمريكي الذي يبقى مثقولًا بالضغط البيعي مع تسعير الأسواق خفض الفائدة الأمريكية نهاية الشهر الجاري. كما ساهمت تصريحات صناع القرار لدى البنك المركزي الأوروبي في توجيه توقعات الأسواق نحو إحتمالات خفض الفائدة في ظل تباطؤ النمو العالمي وانخفاض معدلات التضخم. يأتي ذلك تزامناً مع هدوء التوترات التجارية ليزيد جاذبية الدولار الاسترالي على حساب عدد من العملات المقابلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image