اسكتلندا تحاول الاستقلال عن بريطانيا مرة أخرى

اسكتلندا تحاول الاستقلال عن بريطانيا مرة أخرى
البريكست

وسط توترات داخل المملكة المتحدة تتمثل في حركة تمرد تدعو لسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ومن خارج المملكة تتمثل في خلاف إسبانيا مع بريطانيا حول شبه جزيره جبل طارق، جاءت اسكتلندا بتحدي جديد أمام اتفاق البريكست ، وتيريزا ماي، بعد اقتراح رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستيرجن، استفتاء للاستقلال عن المملكة المتحدة. 

تاريخ اسكتلندا مع الاستقلال عن بريطانيا

حاولت اسكتلندا الاستقلال عن المملكة المتحدة  وإقامة دولة مستقلة منفصلة من خلال استفتاء تم يوم 18 سبتمبر خلال عام 2014، وقد فشلت في الحصول على أصوات كافية تدعم استقلال اسكتلندا بمعدل أصوات 55,3% رافضة مقابل 44,7% داعمة. ويبدو أنها تحاول ذلك مرة أخرى وسط تصاعد التوترات حول اتفاق البريكست واستمرار المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي. 

محاولة جديدة للاستقلال

طلبت رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستيرجن، -التي تعتبر من المتحمسين لاستقلال بلادها عن بريطانيا-، إجراء استفتاء ثاني لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة بين خريف 2018 وربيع 2019، وتضمنت تصريحات رئيسة الوزراء الاسكتلندية، أن الحكومة البريطانية مدعية وكاذبة وغير كفؤ على الإطلاق في ما يتعلق بمفاوضات بريكست.

وأشارت ستيرجن، إلى أن الوضع الراهن يظهر أن اسكتلندا يجب أن تكون مستقلة، ووضحت أن المملكة المتحدة التي صوتت اسكتلندا في 2014 ، للبقاء فيها لم تعد موجودة الأن بعد بدأ مفاوضات البريكست ومحاولة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.  ولكن الأولوية في هذا الوقت هي لإقناع البرلمان البريطاني ببقاء بريطانيا في السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي، حيث أنها تسعى بذلك لحماية علاقة اسكتلندا بالاتحاد الأوروبي، وموقعها في السوق الموحدة،  

اسكتلندا ترفض الخروج من الاتحاد الأوروبي

ويذكر أن اسكتلندا أحد أربع دول تشكل المملكة المتحدة البريطانية، إلى جانب إنجلترا وويلز وايرلندا الشمالية.

وقد قام الشعب الاسكتلندي بالتصويت من أجل بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء يونيو، ولكن باقي دول المملكة المتحدة صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، مما أدى لشعور الشعب الاسكتلندي بأن صوتهم لم يصل وأن اختيارهم لم يحترم.

لذا صرح الحزب الاسكتلندي الوطني الذي تتزعمه نيكولا ستيرجن، أنه يحق لاسكتلندا أن يكون لها خيار جديد بشأن مستقبلها إذا لم يتم احترام رغباتها كجزء من مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، حيث أظهر  استطلاع للرأي نشر قبل أشهر، أن 52% من الأسكتلنديين يؤيدون الانفصال عن بريطانيا بعد بدأ مفاوضات البريكست بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. ويبدو أن هناك توافق في مجلس الوزراء على بدء العمل من أجل تشريع قانون يسمح بإجراء استفتاء آخر للاستقلال عن بريطانيا.

بريطانيا ترفض استقلال اسكتلندا

على الجانب الأخر، قابلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اقتراح إجراء استفتاء جديد لاستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة بالرفض الشديد. وتناولت تصريحات رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، بأنها تعهدت بتأمين انسحاب بلادها من الاتحاد الأوروبي بكل أجزائها، وأكدت أن الوقت غير مناسب لإجراء استفتاء ثان على استقلال اسكتلندا.

كما أضاف المتحدث الرسمي بأسم رئيسة الوزراء البريطانية، جيمس سلاك، أن رئيسة الوزراء كانت واضحة تماما في تصميمها على التوصل إلى اتفاق البريكست، وسيكون هذا الاتفاق جيد للمملكة المتحدة ككل وللاتحاد الأوروبي.

ومن المفترض أن سيتم عقد اجتماع لاحقاً اليوم الثلاثاء، بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ورئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستيرجن، لمناقشة القضايا المتعلقة باستقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة البريطانية، والتوصل لحل وسط يرضي جميع الأطراف، لمتابعة المفاوضات ومحاولة التوصل لاتفاق بريكست توافق عليه جميع المملكة المتحدة البريطانية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image