استطلاعات رويترز تتوقع انخفاض النمو الاقتصادي العالمي لعام 2019

استطلاعات رويترز تتوقع انخفاض النمو الاقتصادي العالمي لعام 2019

أظهرت استطلاعات رأي رويتزر لخبراء الاقتصاد أن توقعات النمو العالمي في 2019  تراجعت للمرة الاولى في تاريخها وقالت استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز ان الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتشديد الاوضاع المالية من شأنها أن تثير الانكماش القادم.

و برغم الاجماع بالتفاؤل لتوقعات الاقتصادية فى بداية عام 2018  لكن استطلاعات الرأي التي أجرتها رويترز لأكثر من 500 من الاقتصاديين هذا الشهر أظهرت خفضا في التوقعات حسب 18 من بين 44 اقتصاديا جرى استطلاع رأيهم مع بقاء 23 اقتصادى لم يتغير رأيهم .

وقد أوضح آخر استطلاع للرأى أن حوالي 70 % من الاقتصاديين يرون ان النمو الاقتصادى قد بلغ ذروته بالفعل وان  ما يحرك الاقتصاد العالمي  حاليًا هو  قوة النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة ، في حين أن النمو في معظم بقية العالم يتباطأ ، وتلاحظ جانيت هنري ، كبيرة الاقتصاديين العالميين في HSBC ، أن الضغوط الناجمة عن هذا الاختلاف تظهر بشكل غير مريح في العديد من الأسواق الناشئة . 

"فى حين ان  الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة يرفع اسعار الفائدة لمنع الاقتصاد الامريكى من  فرط النمو فهو يقيد بذلك خيارات السياسة في البلدان التي تشتد فيها الظروف المالية وتعانى من التوترات التجارية".

وقد يتسبب التحول الاخير فى توقعات النمو فى عمليات بيع مكثفة مدفوعة بالقلق على التجارة فى الاسواق المالية وخاصة الاسواق الناشئة 

اوضح  150 من الاقتصاديين إن أهم مسببتين للانكماش العالمي القادم هما التصعيد الإضافي في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، وتشديد الأوضاع المالية بسبب عمليات بيع كبيرة في الأسهم العالمية أو ارتفاع سريع في عائدات السندات الحكومية. 

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هددت بالرسوم المفروضة على 267 مليار دولار من البضائع الصينية بالإضافة إلى التعريفات التي تم فرضها بالفعل على 250 مليار دولار في السابق - وهو ما يعادل جميع الواردات تقريبا بينما هددت بكين بردود مماثلة .

توقع  أغلبية الاقتصاديين إن السياسة الاقتصادية الأمريكية تجاه الصين ستصبح اكثر تصادمية  خلال السنوات القليلة القادمة ، إلى جانب الزيادة التي تفوق التوقعات في معدلات الفائدة الأمريكية مقارنة بالاستطلاع السابق ، و يشير ذلك إلى تباطؤ كبير متوقع في الاقتصاد الأمريكي في أواخر العام المقبل ، حتى مع كونه المحرك الرئيسي الحالي للنمو العالمي.

ومع ذلك فهناك نسبة ضئيلة فقط تتوقع أن يرتفع نمو الأجور في الولايات المتحدة بشكل ملحوظ قبل الركود القادم.

 

على كل الاحوال إن عواقب تصاعد الإجراءات التجارية لا يمكن إنكارها: فقد يحدث ارتفاع الأسعار في الصين والولايات المتحدة ، وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين في هذه البلدان ، وارتفاع تكاليف المدخلات ، وتزايد تقلبات الأسواق المالية ، وربما ارتفاع أسعار الفائدة ايضا كما من المحتمل أن تمتد هذه التأثيرات من هذه البلدان لاخرى ​​"

 

وفي حين أن النمو العالمي هذا العام سيظل قويًا دون تغيير في التوقعات التي بلغت 3.8٪ في يوليو ، فالتوقع لعام 2019 كان 3.6٪ ، وهو تخفيض لأول مرة منذ بدء الاقتراع لتلك الفترة في يوليو 2017 وهو أقل من توقعات صندوق النقد الدولي لعام 2019 عند 3.7 %

لم يكن من المتوقع أن يمدد البنك المركزي الأوروبي برنامجه لشراء السندات إلى ما بعد هذا العام ، على الرغم من المخاوف الاقتصادية والسياسية الإضافية المتزايدة من إيطاليا ومفاوضات البريكست المتصاعدة، ولكن مع عدم حدوث أي توقف في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين ، فإن توقعات النمو تشير إلى المزيد من الضعف ليس فقط بالنسبة إلى الاقتصادات المتقدمة ولكن أيضا في الأسواق الناشئة .وقد تم تخفيض توقعات النمو للسنة القادمة للصين وتركيا وافريقيا وامريكا اللاتينية . 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image