تحديث توقعات العملات الرئيسية لعام 2016

تحديث توقعات العملات الرئيسية لعام 2016

شهدت الاقتصادات العالمية حالة من التقلبات القوية مطلع العام الجاري، والتي تسببت في ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن مسار النمو العالمي. في هذا الضوء، يضم التقرير التالي توقعات العملات الرئيسية خلال العام الجاري بعد التطورات الأخيرة. 

 

الدولار الأمريكي

تزايدت الضغوط على الدولار الأمريكي خلال الفترة الأخيرة في الوقت الذي بدأت فيه الأسواق تتخلى عن ثقتها في قوة الأداء الاقتصادي بالولايات المتحدة مطلع العام الجاري، الأمر الذي  أدى إلى خفض توقعات رفع الفائدة لتتم بوتيرة أبطأ مما تم توقعه في السابق. وعلى الرغم من أن البيان الأخير للفيدرالي الأمريكي قد طابق التوقعات بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، إلا أن خفض البنك لتوقعات رفع الفائدة من أربعة مرات إلى مرتين فقط هذا العام قد زاد الضغوط على الدولار، الذي لم يجد بديلاً للتخلي عن مكاسبه مثقولاً بتقلص الثقة. كما أن تخوف اللجنة من المخاطر العالمية والتي قد تعرقل مسار النمو، قد تسبب في إحياء بعض المخاوف مرة أخرى، لتثقل على أداء الدولار مؤخراً.

 

توقعات الدولار الأمريكي بعد إبقاء الفيدرالي على الفائدة


 

اليورو

على الرغم من حزمة الإجراءات التسهيلية الأخيرة التي أعلن عنها البنك المركزي الأوروبي خلال مارس الماضي، إلا أن اليورو لم يخضع للمخاطر الهبوطية وتمكن من إظهار بعض التعافي الملحوظ طوال الفترة الأخيرة. وبالنظر إلى البيانات الاقتصادية بمنطقة اليورو، نرى محاولات مستمرة للتحسن، بالرغم من استقرار التضخم عند مستويات منخفضة للغاية. وكان محافظ البنك ماريو دراجي قد أكد على أن معدلات التضخم قد تستمر عند مستويات متدنية وربما سالبة لعدد من الشهور المقبلة قبل أن تعاود ارتفاعها مجدداً. يأتي هذا إلى جانب تأكيده المتواصل على استعداد البنك للتدخل وإتخاذ كافة التدابير اللازمة في حال تزايدت المخاطر على الاقتصاد.  على الصعيد الأخر، يأتي توتر الأوضاع الجيوسياسية بالمنطقة ليزيد من غموض التطلعات خلال الفترات المقبلة.

 

توقعات اليورو دولار بعد قرارات المركزي الأوروبي الأخيرة


 

الدولار الكندي

سجل الدولار الكندي ارتفاعاً قوياً ومفاجئاً خلال الشهور القليلة الماضية أمام نظيره الأمريكي، الأمر الذي قد يرجع إلى عدد من العوامل الرئيسية أهمها محاولات النفط المستمرة في التعافي، تحول مسار التوقعات بشأن سياسات كل من بنك كندا و الفيدرالي الأمريكي، تحسن الأداء الاقتصادي الكندي. ولكن على الجانب الأخر، ظهرت المخاوف المتعلقة بالتأثير السلبي لارتفاع قيمة الدولار الكندي على التضخم وقطاع الصادرات الذي مازال يواجه بعض الصعوبات خاصة مع ضعف الطلب العالمي والأمريكي بوجهٍ خاص.

 

توقعات الدولار الكندي، هل سيواصل الزوج تراجعه القوي؟


 

الجنيه الاسترليني

خضع الجنيه الاسترليني لضغوط مضاعفة خلال الآونة الأخيرة مسجلاً أدنى مستويات جديدة له منذ عام 2009. لعل من أبرز تلك الضغوط؛ تباطؤ الأداء الاقتصادي مما تسبب في تلاشي توقعات رفع الفائدة البريطانية هذا العام، فضلاً عن الأوضاع السياسية التي قد تتسبب في تحويل المسار الاقتصادي خلال الفترات المقبلة. هذا، وعلى الرغم من محاولاته المستمرة في التعافي من أدنى مستوياته، إلا أنه لايزال تحت وطأة المخاوف المتعلقة بمصير المملكة المتحدة داخل الإتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيظهر تأثير بشكل أقوى على الاسترليني خلال العدة شهور المقبلة.

 

توقعات الجنيه الإسترليني، وهل اقترب موعد رفع الفائدة أم أن الطريق ما زال طويلًا؟


 

الين الياباني

ارتفعت قيمة الين الياباني بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي قد يزيد الضغوط على النمو الاقتصادي باليابان. على هذا النحو، أصبحت الأسواق في حالة ترقب حذر خطوات بنك اليابان الذي من الممكن أن يتخذ بعض الإجراءات التسهيلية من أجل إعادة الين إلى المستويات المرجوة.

 

تحديث توقعات الدولار ين بعد أن طابق التوقعات السابقة


 

الدولار الاسترالي

تأثر الدولار والاقتصاد الاسترالي على وجه العموم بشكل سلبي بالهبوط الحاد في أسعار السلع العالمية خلال السنوات الماضية. ولكن التعافي الأخير الذي أظهرته أسعار السلع وبالأخص خام الحديد قد ساهم في دعم تعافي الدولار الاسترالي أمام نظيره الأمريكي خلال الفترة الماضية، ولا ننسى تأكيد الاحتياطي الاسترالي في بيانه الأخير على تحسن الأداء الاقتصادي بالرغم من ارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الأوضاع العالمية، على الرغم من الإشارة إلى التأثير السلبي لارتفاع قيمة الدولار الاسترالي على النمو الاقتصادي ونشاط الصادرات.


 

الدولار النيوزلندي

أدى الارتفاع القوي لقيمة الدولار النيوزلندي مؤخراً إلى زيادة الضغوط على الاقتصاد النيوزلندي، مما دفع الاحتياطي النيوزلندي إلى خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساسية خلال مارس الماضي محاولاً تخفيف الأعباء التي يتعرض لها الدولار والاقتصاد النيوزلندي بوجهٍ عام. جدير بالذكر أن تقلبات الأسواق العالمية واستمرار التراجع في أسعار منتجات الألبان قد تسبب في ارتفاع مخاوف الأسواق.  

 

توقعات النيوزلندي دولار بعد قرارات الاحتياطي النيوزلندي الأخيرة

 

إطلع أيضًا على:

توقعات العملات الرئيسية لعام 2016


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image