تباطؤ سوق العمل البريطاني في ظل حالة عدم اليقين

جاءت بيانات سوق العمل البريطاني اليوم دون توقعات الأسواق، حيث سجل مؤشر التغير في إعانات البطالة خلال شهر مارس أول ارتفاع له منذ أغسطس 2015 بنحو 6,700.  وقد بلغ عدد الأشخاص الذين يعملون نحو 31.4 مليون شخص خلال الفترة من ديسمبر 2015 حتى فبراير 2016، بزيادة قدرها 20 ألف شخص عن الفترة السابقة (سبتمبر - نوفمبر 2015) و 360 ألف شخص مقارنة بنفس الفترة منذ عام مضى، ليصل معدل التوظيف إلى 47.1%، والتي تُعد المعدل الأعلى منذ تسجيل المؤشر في عام 1971.

وبلغ عدد الأشخاص العاطلين عن العمل خلال الفترة من ديسمبر حتى فبراير حوالي 1.7 مليون شخص، بزيادة 21 ألف شخص عن الفترة السابقة، ولكن أقل بـ 142 ألف شخص مقارنة بعامٍ مضى، لتستقر معدلات البطالة عند 5.1%، مقارنة بالعام الماضي والتي بلغت فيه 5.6%.

وبالنظر إلى متوسط الدخل للفرد سنجده قد ارتفع بنسبة 1.8% بما في ذلك المكافآت والعلاوات. وارتفاع بنسبة 2.2% باستثناء المكافآت والعلاوات، ليعكس ذلك التراجع الحاد في مكافآت القطاع المالي. وفي شهر فبراير فقط ارتفعت الأجور بنسبة 1.1% مقارنة بعامٍ مضى، ويُعد ذلك أضعف زيادة منذ أغسطس 2014. أما الأجور في القطاع الخاص فقد تباطأت إلى 0.9% خلال شهر فبراير، وإلى 1.9% خلال الثلاثة اشهر حتى فبراير، وكلاهما هما الأضعف منذ عام 2014.

وتأتي تلك البيانات في ظل انتظار الأسواق للاستفتاء على عضوية المملكة المتحدة داخل الاتحاد الأوروبي، والمزمع عقده في الثالث والعشرين من يونيو القادم، ويتوقع ألا يكون بنك انجلترا على عجلٍ من أمره في قرار رفع معدلات الفائدة، حيث أن الاستفتاء قد بدأ يُثقل كاهل الاستثمار والتوظيف. وبالبرغم من تحسن معدلات التضخم مؤخرًا إلا أنها لا تزال بعيدة عن هدف بنك انجلترا عند 2%، لذا فقد يكون قرار رفع الفائدة مع بدايات العام الجديد، حتى تتلاشى علامات التباطؤ التي انتابت الاقتصاد بداية هذا العام، ووضوح الرؤية وزوال حالة عدم اليقين.