السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي وتأثيرها على اليورو

السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي وتأثيرها على اليورو

تتوقع الأسواق أن يقوم البنك المركزي الأوروبي باتخاذ قرارات تسهيلية جديدة غدًا ولكن هناك العديد من التساؤلات التي سوف نستعرضها معًا ونجيب عليها بالتفصيل من خلال هذا التقرير

 

أولًا ما هي الأسباب التي سوف تدفع المركزي الأوروبي باتخاذ قرارات تسهيلية جديدة؟

تهدف قرارات المركزي الأوروبي في الأساس إلى  الحفاظ على استقرار الأسعار من خلال دفع معدلات التضخم إلى النسبة المستهدفة عند 2% وقد شهدت معدلات التضخم المتمثلة في مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا عقب بدء برنامج التيسير النقدي في مارس 2015 وصولًا إلى أعلى مستوياتها عند 0.4% لشهر يناير الماضي إلا أن المؤشر قد انزلق إلى نطاق الانكماش بنسبة -0.2% خلال الشهر الماضي ويُذكر أن المركزي الأوروبي قد أعلن عن بدء التيسير النقدي عندما انزلق المؤشر  إلى النسبة -0.6%.

لم يجدي مزيد من خفض الفائدة على الودائع من -0.20% إلى -0.30% ومد فترة برنامج التيسير النقدي من سبتمبر 2016 إلى مارس 2017 نفعًا في دعم ارتفاع معدلات التضخم أو حتى خفض قيمة اليورو ولهذا قد يلجأ المركزي الأوروبي إلى استخدام أدوات جديدة هذا الاجتماع.

الجدير بالذكر أن بيانات التضخم الأخيرة هي الأدنى منذ بداية التيسير النقدي في مارس 2015.

رسم بياني يوضح مسار معدلات التضخم في منطقة اليورو

 

ما هي الخيارات التي قد يلجأ إليها المركزي الأوروبي هذا الاجتماع؟

هناك احتمالين للإجابة على هذا السؤال:

الأول والأرجح (1): أن يقوم المركزي الأوروبي بخفض الفائدة على الودائع بمقدار 10 نقاط أساسية من -0.30% إلى -0.40% - مد فترة برنامج التيسير النقدي – والأهم هو زيادة حجم برنامج التيسير النقدي بمقدار 15 مليار يورو شهريًا لتصبح قيمته 75 مليار يورو شهريًا ليشمل سندات أقل جودة.

الثاني (2): اكتفاء المركزي الأوروبي بمزيد من خفض الفائدة على الودائع بنحو 10 أو 20 نقطة أساسية ومد فترة برنامج التيسير النقدي أو مد فترة برنامج عمليات إعادة التمويل المستهدفة على المدى الطويل TLTRO.

 

كيف ستؤثر القرارات على اليورو دولار؟

تحركات اليورو سوف تعتمد على نوعية القرارات المعلن عنها فإذا جاءت على القرارات طبقًا للسيناريو الأول الذي أشرنا إليه فمن المتوقع أن يتراجع اليورو كردة فعل سريعة ولكن قد لا يدوم هذا التراجع إلى مستويات منخفضة جدًا فاستخدام اليورو كعملة تمويلية خلال الفترة الأخيرة قد يحد من أي تراجع دون مستويات 1.0950.

أما إذا خيب المركزي الأوروبي توقعات الأسواق وكانت القرارات اقل من توقعات السوق كما هو في السيناريو الثاني  فلن يكون مفاجئًا أن نرى ارتفاع لليورو كما حدث خلال اجتماع ديسمبر.

يمكنكم متابعة التغطية الحية للمؤتمر الصحفي لدراجي، محافظ المركزي الأوروبي غدًا بالإضافة إلى تأثير القرارات المتخذة على اليورو دولار بعد انتهاء الاجتماع، تابعونا.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image