أسباب تراجع الدولار الأمريكي

أسباب تراجع الدولار الأمريكي

لم يكن أداء الدولار الأمريكي جيدًا هذا الأسبوع، فقد شهدت العملة خلال تداولات أمس حالة من الضعف أمام معظم العملات الرئيسية. ولكن لم يقف عند هذا الحد بل استمر تراجعه اليوم ليستهدف مؤشر الدولار مستويات لم يصل لها منذ نوفمبر الماضي. ولكن ما الأسباب التي دفعت الدولار الأمريكي للتراجع بهذا الشكل؟

لم يكن بيان الاحتياطي الفيدرالي إيجابيًا في يناير فقد اشار إلى أنه من المتوقع أن تستمر معدلات التضخم منخفضة على المدى القريب بسبب تراجع اسعار النفط. هذا وقد صرح دودلي، عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي، أن الأوضاع المالية وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي تزيد الضغوط على الاقتصاد خلال الفترة القادمة.

أيضًا من العوامل التي أدت إلى تراجع الدولار الأمريكي حالة القلق التي تسود الأسواق في ترقبها لبيانات التوظيف الأمريكية المقرر صدورها غدًا والتي من المتوقع أن تأتي دون التوقعات على الرغم من ارتفاعها القوي في ديسمبر ويرجع هذا إلى تراجع المؤشرات الرائدة، فقد سجلت إعانات البطالة 285 ألف لتأتي دون التوقعات، بينما تراجع مؤشر التغير في التوظيف بالقطاع الخاص إلى 205 ألف ومؤشر مديري المشريات الغير تصنيعي الصادر عن ISM بالولايات المتحدة ليسجل أدنى مستوياته منذ عام 2014 إلى 53.5، واستمرار انكماش مديري المشتريات بالقطاع التصنيعي الصادر عن ISM ليصل إلى 48.2.

جدير بالذكر، التحديات التي تواجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ومنها: تقلبات الأسواق المالية وتراجع أسعار السلع وضعف الاقتصاد الأمريكي في بعض القطاعات وفي حالة استمرار تلك الأوضاع من المتوقع ألا يكون هناك مجالُ أمام البنك لرفع معدلات الفائدة في اجتماع مارس. فوفقًا لتصريحات عضو الاحتياطي الفيدرالي فيشر، مازلنا لا نعرف مدى تأثير التقلبات العالمية على اجتماع مارس، بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن تظل معدلات التضخم منخفضة لبعض الوقت.

أدى تراجع الدولار الأمريكي إلى ارتفاع اسعار السلع. فعلى الرغم من ارتفاع مخزونات النفط بمقدار 7.8 مليون برميل مقابل التوقعات التي اشارت إلى ارتفاعها بمقدار 4.8 مليون برميل طبقًا لوكالة الطاقة الدولية، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ليتم تداولها حاليًا قرابة 33 دولار للبرميل. الأمر الذي ادى إلى تراجع الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي ليتم تداول زوج الدولار/كندي قرابة المستوى 1.3690.

أما بالنظر إلى زوج النيوزلندي دولار، نجد أن الدعم الشرائي قد استحوذ على التداولات ليرتفع النيوزلندي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 3%. فعلى الرغم من التراجع الحاد لأسعار منتجات الألبان، جاءت بيانات التوظيف النيوزلندية إيجابية لتشير إلى تماسك الأوضاع الاقتصادية الحالية، فقد تراجعت معدلات البطالة من 6% إلى 5.3%. ولكن يجب الأخذ في الاعتبار تصريحات ويلر، محافظ الاحتياطي النيوزلندي، الأخيرة الذي أشار إلى احتمالية اتخاذ البنك المزيد من الإجراءات التسهيلية وخفض معدلات الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة إذا ساءت التوقعات العالمية وفي حالة استمرار التراجع الحاد لأسعار منتجات الألبان. ومن ناحية أخرى، ارتفع الدولار الاسترالي مقابل الدولار الأمريكي مدعومًا بارتفاع تصاريح البناء والقطاع الخدمي في الصين.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image