بيانات التضخم الضعيفة لن تُجبر الاحتياطي الاسترالي على خفض الفائدة في الوقت الحالي

بيانات التضخم الضعيفة لن تُجبر الاحتياطي الاسترالي على خفض الفائدة في الوقت الحالي

جاءت بيانات التضخم الاسترالية أفضل قليلًا من التوقعات خلال الربع الأخير من عام 2015، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.4% على أساس ربع سنوي، وبنسبة 1.7% على أساس سنوي.

كذلك، سجل مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية والذي يصدر من البنك الاحتياطي الاسترالي قراءة أفضل من التوقعات على نحوٍ طفيفٍ، حيث ارتفع بنسبة 0.6% على أساس ربع سنوي، فيما جاء مطابقًا للتوقعات على أساس سنوي بنسبة 2.1%، بالقرب من النطاق المحدد للتضخم من قِبل الاحتياطي الاسترالي عند 2 – 3 %.

وبالاعتماد على تلك البيانات قد يتمهل الاحتياطي الاسترالي عندما يجتمع الأسبوع المقبل في اتخاذ أي قرار بخفض جديد لمعدلات الفائدة، ليُبقيها عند مستوياتها الحالية عند 2%، مع تزايد احتمالية أن يقوم بخفض الفائدة في وقتٍ لاحقٍ هذا العام. فبيانات التضخم تبدو معتدلة إلى حدٍ ما، ومن الواضح أنها لن تُشكل تهديدًا على الاقتصاد في الوقت الحالي، لذا فإنه من المتوقع أن يُبقي البنك على الفائدة دون تغيير على المدى المتوسط.

وتأثر التضخم بانخفاض أسعار البترول بنسبة 5.7% - وقد يدفع تراجع أسعار النفط مؤخرًا المنتجات البترولية للتراجع مرة أخرى خلال الثلاثة أشهر الأولى من عام 2016، لذا من المتوقع أن يكون هناك مزيد من الضغوط على التضخم - أيضًا انخفاض أسعار الفواكه بنسبة 2.6%، وكذلك انخفاض أسعار معدات وخدمات الإتصالات بنسبة 2.4%.

أما العوامل الأساسية التي دعمت التضخم خلال الربع الأخير من عام 2015 كانت أسعار التوباكو والتي ارتفعت بنسبة 7.4%، السفر لقضاء العطلات المحلية والإقامة ارتفعت بنسبة 5.9%، والسفر لقضاء العطلات خارجيًا ارتفعت بنسبة 2.4%.

وتُشير آراء الاقتصاديين أن بيانات التضخم لن تُقلق الاحتياطي الاسترالي بشكلٍ كبيرٍ وذلك لسببين :

الأول، أن جلين ستيفنز، محافظ الاحتياطي الاسترالي قال أنه سيكون أكثر تحملًا لتراجع التضخم، وذلك بسبب أنه يعود لعوامل خارجية لا يستطيع التدخل فيها. لذا فإن أي قرار جديد بخفض الفائدة لن يكون فعالًا بقدر ما سيكون إذا كانت معدلات الفائدة مرتفعة.

الثاني، ارتفاع مؤشرات سوق العمل مؤخرًا، حيث تراجعت معدلات البطالة لأدنى مستوياتها على مدار عامين عند 5.8% خلال شهر ديسمبر.

ويمر النمو الاقتصادي بحالة من الضعف حاليًا، ومن المتوقع أن تظل حالة الضعف تلك لبقية العام الجاري، والبنك الاحتياطي الاسترالي على علم بذلك، واضعًا في اعتباره التطورات العالمية الأخيرة، وبشكلٍ خاصٍ في الصين ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، والتي ستجعل النمو العالمي ضعيفًا خلال العام الجاري.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image