السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي وتأثيرها على اليورو دولار هذا الأسبوع

السيناريو المتوقع لقرارات المركزي الأوروبي وتأثيرها على اليورو دولار هذا الأسبوع

تتعرض أغلب البنوك المركزية هذه الفترة لأقوى الضغوط على مدار عدة سنوات عقب التراجع القوي في أسعار الطاقة وتباطؤ وتيرة النمو العالمي خاصة في الصين، الأمر الذي دفعهم إلى اللجوء إلى السياسة التسهيلية لصد مخاطر الركود ولكن من غير المتوقع أن يتخذ المركزي الأوروبي أية قرارات تسهيلية جديدة هذه المرة ولكن تكمن أهمية المؤتمر الصحفي لـ "دراجي" محافظ المركزي الأوروبي في أنه يوجه توقعات السوق حول توجهات البنك خلال الفترة المقبلة ولهذا سوف نستدل من تصريحات دراجي ما إذا كان هناك فرصة لاتخاذ المزيد من التسهيل أم لا  خاصة مع تردي الأوضاع المالية العالمية واستمرار تراجع أسعار الطاقة مؤخرًا.

وفيما يلي أهم البيانات الاقتصادية المؤثرة على توجهات المركزي الأوروبي:

مؤشر أسعار المستهلكين – التضخم (سلبي)

عندما تم الإعلان عن التيسير النقدي في يناير 2015 كان مؤشر أسعار المستهلكين يستقر عند -0.2% وبلغ أدنى مستوياته هذا العام عند -0.6% ولهذا قرر المركزي الأوروبي بدء التيسير النقدي بقيمة 60 مليار يورو شهريًا حتى سبتمبر 2016 وتم اتخاذ قرار بمد فترته إلى مارس 2017، مما يدل على أن التضخم يمثل أهمية كبرى للمركزي الأوروبي في صنع قراراته وبالنظر مؤخرًا للبيانات نلاحظ أن ارتفاع معدلات التضخم ليس بالقدر المطلوب مع استقراره حاليًا عند 0.2% إلا أن المركزي الأوروبي سوف ينتظر ظهور آثار القرارات الأخيرة على النمو الاقتصادي أولًا.

البطالة (إيجابي)

تراجعت معدلات البطالة من 10.6% إلى 10.5% والتي تعد أدنى مستوياتها منذ يناير 2012.

قيمة اليورو (سلبي)

من المعروف أن سعر صرف يلعب دورًا هامًا في تحديد معدلات التضخم إذ أن انخفاض قيمة العملة يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات وهو ما يعنيه التضخم. ويحاول المركزي الأوروبي جاهدًا خفض قيمة اليورو لدعم معدلات التضخم وزيادة القدرة التنافسية ولكن حالة العزوف عن المخاطرة الحالية قد تدفع بالمستثمرين لاستخدام اليورو كعملة تمويلية مما قد يدفعه إلى مستويات أكثر ارتفاعًا أمام معظم العملات الرئيسية وهو ما لا يرغب به المركزي الأوروبي حاليًا.

يُذكر أن اليورو جدير قد سجل أدنى مستوياته أمام الدولار العام الماضي يوم 13 مارس عند المستوى 1.0461 وأعلى مستوياته هذا العام عند 1.0968.

 تراجع أسعار الطاقة وضعف النمو العالمي (سلبي)

أشار دراجي مرات عديدة أن لتراجع أسعار الطاقة تأثير سلبي على معدلات التضخم ويلاحظ حاليًا أن النفط حاليًا يجري تداوله قرابة المستوى 29 دولار للبرميل أي بتراجع قدره 12 دولار للبرميل منذ الاجتماع الأخير في ديسمبر مع توقعات باستمرار تراجعه خلال الفترة المقبلة. ومن ناحية أخرى، ضعف الطلب العالمي ولا سيما من قبل الصين. هذه الأمور سوف تزيد من الضغوط على النمو الاقتصادي بالمنطقة في الوقت الراهن.

توقعات القرارات التي قد يتخذها المركزي الأوروبي:

من غير المتوقع أن يتم الإعلان عن أية قرارات جديدة وقد تتسم تصريحات دراجي بالحذر إذ أنه لا يرغب حاليًا في زيادة توقعات اتخاذ المزيد من القرارات التسهيلية خلال الفترة المقبلة حتى وإن كانت ضمن حساباته.

وقد تكون الخطوة التالية للمركزي الأوروبي هي زيادة حجم برنامج التيسير النقدي ليشمل سندات أقل جودة إذ أن مزيد من خفض الفائدة على الودائع سوف يضر بالأوضاع المالية للقطاع المصرفي ولكن لم يحن وقت الحديث عن هذه القرارات بعد.

توقعات المركزي الأوروبي السابقة لمسار معدلات التضخم:

أهم النقاط التي قد يتضمنها حديث دراجي والتي لن يكون لها تأثير قوي على اليورو:

  • انتظار تأثير القرارات الأخيرة على النمو الاقتصادي
  • ضعف معدلات التضخم يرجع إلى استمرار تراجع أسعار الطاقة
  • لن تتسم توقعات التضخم بالإيجابية
  • الحديث عن التأثير السلبي للأوضاع الاقتصادية العالمية على اقتصاد المنطقة

فرص تداول اليورو دولار:

حسب توقعاتنا لن يكون هناك قرارات جديدة ولهذا قد نشهد تحركات طفيفة ضمن نطاق ضيق ولكن العامل المؤثر عليه سوف يكون توقعات التضخم، بوجهٍ عام نفضل الانتظار حتى انتهاء المؤتمر الصحفي لتحديد نقاط الدخول هذه المرة، ونتوقع أن تنحصر تداولات الزوج خلال هذا الربع السنوي فيما بين 1.08 و 1.10 وسوف نوافيكم بتوقعات حركات الزوج القادمة أول بأول.

 

 

ولا تنسوا متابعة التغطية الحية لتصريحات دراجي على موقعنا لحظة بلحظة.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image