هل سيتصدر الدولار العملات الرئيسية هذا العام؟

هل سيتصدر الدولار العملات الرئيسية هذا العام؟

بناء على التحليلات السابقة ودراسة الأوضاع الحالية فمن المتوقع أن يتصدر الدولار الأمريكي المشهد هذا العام بالإضافة إلى أنه من المتوقع أن تكون عملات الأسواق الناشئة الأسوأ أداءًا خلال هذا العام مع حالة الضعف في النمو الاقتصادي الصيني.

ومن المتوقع أن يكون النصف الأول من العام أكثر استقرارًا مع النصف الثاني حيث قد تتجه أغلب البنوك المركزية إلى اتخاذ قرارات جديدة خلال النصف الثاني من العام لتؤثر على حركة الأسواق بشكل قوي، ولكن سوف يكون المحرك الرئيسي بالأسواق هو اختلاف توجهات السياسة النقدية بالبنوك المركزية والتي تتمثل في توجه الفيدرالي الأمريكي إلى تشديد السياسة النقدية على عكس المركزي الأوروبي الذي من المتوقع أن يتخذ المزيد من الإجراءات التسهيلية لدفع معدلات التضخم المنخفضة إلى النسبة المستهدفة 2%. ولكن مشكلة المركزي الأوروبي في اتخاذ المزيد من الإجراءات التسهيلية أنها قد تأتي في وقت به حالة من العزوف عن المخاطرة وقد يتجه المستثمرون في استخدام اليورو كعملة تمويلية مما سوف يؤدي إلى ارتفاعه وهذا ما لا يرغب به المركزي الأوروبي لأن ارتفاع اليورو يحد من ارتفاع معدلات التضخم.

أما في اليابان فحتى لو يقم بنك اليابان باتخاذ قرار زيادة برنامج التيسير النقدي الذي يقدر حاليًا بـ 80 تريليون ين فإنه سيتسم بالنظرة السلبية ومع اتساع الفجوة بين توجهات الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان فقد نرى الدولار ين قرابة مستويات 130.

وتدعم فكرة أن الأسواق بدأت تسعر أغلب اتجاهات الأسواق والبنوك المركزية نظرية استقرار الأسواق على المدى المتوسط ولكن معايشة الأسواق لما حدث في 2015 نجم عنه حالة من عدم اليقين حول ما قد يحدث خلال العام الجاري ومن أبرز أحداث العام الماضي قرار البنك الوطني السويسري بفك ارتباط الفرنك باليورو وخفض قيمة اليوان الصيني وتباين أداء الاقتصاد الأمريكي والذي اختتم العام برفع الفائدة والمخاوف المتعلقة بانزلاق الاقتصاد العالمي في حالة من الركود.

ويلاحظ أن المستثمرين قد عزفوا عن المخاطرة بشكل قوي هذا العام مع عدم وضوح الرؤية والمخاوف التي أشرنا إليها، الأمر الذي قد يجعل التوقعات أيضًا غير واضحة بالشكل الكافي ولكن على المدى الطويل قد تبدو أكثر وضوحًا.

وبالرغم من توقعات ارتفاع الدولار إلى أن الدولار لم يصل إلى أعلى مستوياته التاريخية بعد ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الفيدرالي قد أظهر عن قلقه حيال أن قوة الدولار تزيد من الضغوط على ارتفاع معدلات التضخم.

ولهذا تتوقع مؤسسة جي بي مورجان أن يسجل اليورو دولار المستوى 1.13 بنهاية 2016 لافتين إلى أن الوضع الاقتصادي الأمريكي متحسن  وليس قوي وفي حال شهدت البيانات ضعفًا لربع سنوي واحد قد يتوقف الفيدرالي الأمريكي عن الاستمرار في تشديد السياسة النقدية.

مما لا شك فيه أن ضعف الأوضاع الاقتصادية الصينية سوف تؤثر سلبًا على الأسواق الناشئة ولكن قد تتعافى تلك الأسواق بسبب توجه المستثمرين الباحثين عن العائدات المرتفعة في حال فاق ذلك الأمر التراجع القوي في أسعار السلع بالنسبة لاقتصاد مثل استراليا أو نيوزلندا.

ولهذا إن شهدنا تعافي الأسواق الناشئة وتحسن شهية المخاطرة فقد نرى استمرار الفيدرالي الأمريكي في رفع الفائدة أما في حال عدم حدوث ذلك فقد نرى تخبط في التوقعات والقرارات التي سوف تتسبب في تقلب الأسواق بشكل قوي.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image