السيناريو المتوقع، الأسواق تستعد لرفع الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع

السيناريو المتوقع، الأسواق تستعد لرفع الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع

تستعد الأسواق لاحتمالية رفع الفائدة الأمريكية هذا الأسبوع والتي سوف تؤثر بشكل قوي على الدولار الأمريكي والأسواق المالية بشكل عام،  ولكي لا نطيل عليكم سوف نستعرض معًا أهم وأبرز النقاط المؤثرة على قرارات الفيدرالي الأمريكي:

أولًا بيانات سوق العمل: (إيجابي)

استقر مؤشر التغير في أعداد الوظائف بالقطاع غير الزراعي الأمريكي فوق المستوى 200 ألف لشهر متتالين بقراءة قدرها 298 ألف خلال شهر أكتوبر و 211 ألف خلال شهر نوفمبر مما يدل على قوة نمو سوق العمل الأمريكي.

سجل متوسط الإثنى عشر شهرًا لإضافة الوظائف  240 ألف وظيفة وتم إلحاق 1.7 مليون شخص لسوق العمل بتراجع قدره 392 ألف مقابل نفس الفترة من العام الماضي.

 

سجلت الأجور زيادة بنسبة 0.4% خلال شهر أكتوبر وبنسبة 0.2% خلال شهر نوفمبر، ويعد مؤشر الأجور بالإضافة إلى كونه مقياس لسوق العمل من المؤشرات الهامة التي تدل على مسار معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة.

استقرت معدلات البطالة عند النسبة المستهدفة 5%

ثانيًا معدلات التضخم: (مستقر)

ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية (الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء) إلى 1.9% على أساس سنوي، مسجلًا ارتفاع بنسبة 0.2% لشهرين متتالين وجدير بالذكر أن الفيدرالي يستهدف معدلات تضخم عند 2% ومع التراجع الحالي في أسعار النفط وقيمة الدولار المرتفعة قد لا تستطيع معدلات التضخم الحفاظ على ارتفاعها. بالرغم من ذلك، أشارت تصريحات الأعضاء الأخيرة والبيانات الصادرة عن الفيدرالي الأمريكي أن عوامل تراجع معدلات التضخم هي مجرد عوامل مؤقتة وبمجرد تلاشيها فمن المتوقع أن تعاود معدلات التضخم في ارتفاعها خاصة في ظل قوة سوق العمل الذي يدعم ارتفاع معدلات التضخم، وهذا هو ما يركز عليه الفيدرالي الأمريكي "الثقة في ارتفاع معدلات التضخم" ولهذا فإن عامل التضخم لا يدعم رفع الفائدة ولكنه لا يمنع من رفعها أيضًا.

 

ثالثًا معدلات الإنفاق وثقة المستهلك: (إيجابي)

لاحظنا ارتفاع مبيعات التجزئة خلال شهر نوفمبر بنسبة 0.2% كالمتوقع كما ارتفعت بقيمتها الأساسية (باستثناء مبيعات السيارات) بنسبة 0.4% مدعومة بتحسن أوضاع سوق العمل وقوة الدولار ومبيعات الجمعة السوداء وتراجع أسعار الوقود الذي يساعد الأسر الأمريكية على توفير بعض الأموال لإنفاقها على السلع. بوجهٍ عام في ظل الأوضاع الحالية والتي تشمل تراجع أسعار النفط وقوة سوق العمل بجانب قيمة الدولار الحالية فقد يتجه المستهلكين إلى الإنفاق خلال هذه الفترة ودعم النمو الاقتصادي بشكل عام وهو ما يرغب فيه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لدعم قرار رفع الفائدة.

ومن ناحية أخرى، تحسنت ثقة المستهلك من أدنى قراءة لها هذا العام من 85.7 خلال شهر أغسطس إلى 91.8 خلال شهر نوفمبر.

 

رابعًا إجمالي الناتج المحلي: (إيجابي)

تحسنت التقديرات الأولية لإجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.1% خلال الربع الثالث من العام أفضل من التوقعات التي أشارت إلى 2.0% والقراءة السابقة (للربع الثاني) عند 1.5% مما يشير إلى تحسن النمو الاقتصادي خلال الربع الثالث من العام.

 

خامسًا الأوضاع العالمية: (مستقر)

بالرغم من التقلبات القوية التي تشهدها الأسواق على الصعيد العالمي إلا أن البيان الأخير حذف  جملة "الأوضاع المالية العالمية تحد من النمو الاقتصادي" الأمر الذي طمأن الأسواق بشأن ضعف تأثير الأوضاع المالية العالمية على توجهات الفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة.

ويرى قسم أبحاث السوق أن الوضع الاقتصادي الأمريكي الحالي يدعم قرار رفع الفائدة هذا الأسبوع ولكن في نفس الوقت قد يفضل الفيدرالي الأمريكي التمهل في انتظار المزيد من التحسن خاصة التضخم واستقرار الأوضاع العالمية ويُذكر أنه عندما قام الفيدرالي الأمريكي بتشديد السياسة النقدية خلال الفترات السابقة كانت وتيرة رفع الفائدة سريعة مما أدى إلى وجود ضغوط قوية على النمو الاقتصادي وانزلاقه إلى الركود مرة أخرى ولهذا قد نشهد هذه المرة رفع لمعدلات الفائدة لكن بوتيرة تدريجية تسمح بالتحكم في النمو الاقتصادي بطريقة أكثر فعالية فالأمر أشبه بقيادة السيارة فلا يمكنك الضغط على المكابح فجأة فور وصولك إلى المكان المحدد ولكنك تقوم بتقليل السرعة حتى تتمكن من التحكم فيها.

رسم بياني يوضح وتيرة رفع معدلات الفائدة منذ عام 2000:

ولا ننسى أن هذه المرة ليست مقتصرة على صدور قرار رفع الفائدة فحسب ولكن هناك أيضًا التوقعات الاقتصادية والمؤتمر الصحفي لجانيت يلين، محافظ الفيدرالي الأمريكي ويجب التركيز عليهم لمعرفة توجهات السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة وإذا تم رفع الفائدة هل سيتبعه رفع آخر في وقت قريب أم أنه سوف يكون هناك المزيد من الوقت بين كل خطوة؟... وهل إن أبقوا عليها فهل سيكون النصف الأول من العام المقبل هو الخيار المقبل؟ ولكن ما نعرفه هو أنه في حال بدء الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة فإن ذلك يعني بدء مسيرة دورة التشديد النقدي وسيكون هناك المزيد من الرفع حتى وإن طالت المدة... كل هذه التساؤلات سوف يجيب عليها البيان والمؤتمر الصحفي ومدى تقاؤل أو تشاؤم الأعضاء من خلال توقعاتهم الاقتصادية ولهذا احرصوا على متابعتنا لأنه سوف يتم إصدار البيان فور صدوره باللغة العربية بالإضافة إلى التغطية الحية الحصرية للمؤتمر الصحفي، أما بالنسبة لفرص تداول الدولار الأمريكي في أعقاب هذه الأحداث فسوف نقدمها لكم قبل صدورها.

 

رسم بياني يوضح نسبة تغير الدولار الأمريكي أمام اليورو والاسترليني والين منذ بداية العام الجاري وحتى الآن:

 

وننصحكم بالتركيز على ثلاثة نقاط رئيسية ببيان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي:

  • وتيرة رفع الفائدة، فهل سيتبع رفع الفائدة هذه المرة المزيد من الرفع بوتيرة متوسطة خلال العام المقبل أم أنه سوف يتم ربطه بمزيد من تحسن البيانات الاقتصادية.
  • توقعات معدلات الفائدة على المدى الطويل، هل ستبقى دون متوسط الدورات التاريخية لمسار رفع معدلات الفائدة أم لا؟
  • في حال الإبقاء على معدلات الفائدة يحب التركيز على الأسباب التي دعمت الإبقاء وما هي شروط رفعها خلال العام المقبل

جدير بالذكر أن الأسواق سوف تتابع هذا القرار بعناية شديدة لأن تأثير رفع معدلات الفائدة لن يقتصر على الاقتصاد الأمريكي فقط بل على ثقة الأسواق المالية بوجهٍ عام والتي تتأثر بقوة بالفجوة بين سياسات الفيدرالي الأمريكي وبقية البنوك المركزية الأخرى خاصة المركزي الأوروبي وبنك اليابان ولهذا يجب أن يوصح البيان توجهات الفيدرالي خلال الفترة المقبلة بشكل واضح وإلا شهدت الأسواق تقلبات قوية قد تمتد لفترة أطول.

نظرة فنية على اليورو دولار والدولار ين قبل صدور فرص التداول يوم الأربعاء المقبل:

قم بالتصويت لمعرفة توقعات زورا موقع المتداول العربي واطلع على مواعيد اجتماع الفيدرالي خلال عام 2016 من خلال:

 


 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image