ماذا تعرف عن تقرير التزام المتاجرين (COT)؟ وكيف تستفيد منه؟ (3)

ماذا تعرف عن تقرير التزام المتاجرين (COT)؟ وكيف تستفيد منه؟ (3)

تعرفنا على تقرير التزام المتاجرين، كما تعرفنا على أهم اللاعبين الأساسيين في السوق الآجلة (Futures)، واليوم نتعرف على كيفية استخدام هذا التقرير في المتاجرة.

 

كيف نستخدم مؤشر الـ COT؟؟

بما أن تقرير الـ COT يصدر أسبوعياً فإن فائدته كمؤشر لثقة الأسواق ستكون مناسبة للصفقات الأطول مدى، ويجب معرفة أن صفقات المضاربين التجاريين (Commercial/Hedgers) أقل أهمية لنا من صفقات المضاربين غير التجاريين أو كبار المستثمرين  (Non- Commercial/Large Speculators، حيث أن أغلب صفقات المضاربين التجاريين تتم في سوق العملات الفوري (Spot Market)، لذا فإن صفقاتهم على العقود الآجلة لن تعبر عن وضع السوق بشكل دقيق، وعلى الجانب الآخر، فإن بيانات المضاربين غير التجاريين أكثر أهمية لنا لأنها توضح صفقات المتاجرين في سوق محدد.

وهناك ثلاثة طرق أساسية عاى أساسها يتم التداول باستخدام بيانات ال COT :

  1. التغيرات في وضع السوق قد تكون مؤشرات اتجاهية دقيقة.
  2. مناطق التشبعات في سوق العملات الآجلة تاريخياً تكون دقيقة في تحديد انعكاسات السوق المهمة.
  3. يمكن استخدام التغيرات في عدد العقود المفتوحة لتحديد قوة الاتجاه.

 

  • التغير في أوضاع السوق :

يجب معرفة أنه قي سوق العقود الآجلة جميع أسعار صرف العملات الآجلة تستخدم الدولار الأمريكي كعملة أساس، ويُشير الرسم البياني التالي إلى أن صافي مبيعات العقود المفتوحة في سوق العقود الآجلة على الفرنك السويسري، تُظهر الاتجاه الصاعد لزوج الدولار فرنك.  ويمعنى آخر، تمثل السوق الآجلة على الفرنك السويسري، العقود الآجلة للفرنك /دولار (CHF/USD)، والتي ستكون فيه تمركزات الشراء والبيع على العكس تماماً من تمركزات الشراء والبيع على الدولار/ فرنك (USD/CHF) .
لذلك، نجد أن المحور على يسار الرسم البياني يُظهر الأرقام السلبية أعلى خط المنتصف فيما تظهر الأرقام الإيجابية أدناه، وفي الرسم البياني التالي يُظهر أن اتجاهات المضاربين غير التجاريين تميل بشكل قوي لاتباع اتجاهات الفرنك السويسري.

 

 

في الرسم البياني السابق يمثل صافي صفقات المضاربين غير التجاريين في سوق العقود الآجلة للفرنك السويسري في سوق النقد الدولي (المحور على يسار الرسم البياني) وحركة سعر زوج الدولار فرنك يمثلها (المحور على يمين الرسم البياني)، وكل عمود أزرق يمثل أسبوع واحد.

المقصود بالتغيرات في أوضاع السوقعند تجاوز صافي العقود المفتوحة للمضاربين غير التجاريين خط الصفر، يمثل ذلك وسيلة جيدة لاستخدام بيانات الـ COT على العقود الآجلة للفرنك السويسري، فنشاهد على الرسم البياني أنه عندما تحركت صافي العقود الآجلة أعلى الخط، اتجهت حركة سعر الدولار فرنك للارتفاع والعكس صحيح.

وبملاحظة الرسم البياني، نرى تغير المضاربين غير التجاريين من شراء الفرنك السويسري إلى بيعه (شراء الدولار الأمريكي) في يونيو 2003، ليتزامن مع ارتفاع زوج الدولار فرنك، وحدث التغيير الثاني في سبتمبر 2003، عندما تحول المضاربون غير التجاريون (كبار المستثمرين) إلى الشراء مرة أخرى.

وباستخدام تلك البيانات فقط، كان من الممكن تحقيق مكسب حوالي 700 نقطة خلال 4 أشهر (شراء من 1.31 وبيع عند 1.38)، وعلى الرسم البياني نجد أكثر من إشارة للبيع والشراء، توضحها الأسهم، شراء (أخضر) ، بيع (أحمر).

وحتى مع فعالية تلك الاستراتيجية التي تعتمد على التغيرات في وضع السوق ومدى ملائمتها للدولار فرنك، فإنها قد لا تكون مؤشر مثالي لكل أزوج العملات، فكل زوج عملة له خصائص مختلفة وخصوصاً ذات العوائد المرتفعة والتي نادراً ما نرى تغيرات عليها منذ أن كانت معظم التمركزات عليها تميل للشراء لفترات طويلة في ضوء مكسب المضاربين من الفائدة.

 

  •  مناطق التشبعات

تُعد هذه الاستراتيجية في سوق العملات الآجلة أيضاً أداة دقيقة في تحديد مناطق الانعكاسات الهامة، وكما هو موضح في الرسم البياني التالي تطابقت صفقات العقود الآجلة على الاسترليني دولار للمضاربين غير التجاريين مع حركة سعر الزوج ووصوله لأعلى مستوياته، ويرجع السبب هنا في وصول السعر إلى مناطق التشبعات، اتجاه العديد من المضاربين صوب اتجاه واحد بحيث لم يتبقى من يقوم بالشراء أو البيع، وبالتطبيق على المثال، فكل من أراد شراء الجنيه الاسترليني قام بالشراء فعلاً ونتيجة لذلك تم تشبع السعر شرائياً وترتب عليه البدء في الانعكاس.

 

 

 

  • التغير في العقود المفتوحة

العقود المفتوحة هي أداة ثانوية يمكن استخدامها لفهم السلوك السعري لسوق معين، وتستخدم العقود المفتوحة بشكل أساسي لقياس قوة سوق معين للعقود الآجلة، ويساعد الارتفاع والهبوط في مستويات العقود المفتوحة على قياس مدى قوة أو ضعف اتجاه سعر معين.

على سبيل المثال : إذا كان السوق في اتجاه صاعد أو هابط لفترة طويلة مع ازدياد مستويات العقود الآجلة، ففي الوقت الذي تصل فيه مستويات العقود المفتوحة إلى مستوى الثبات أو تبدأ في الانخفاض فذلك يُشير إلى أن الاتجاه قد اقترب من نهايته.

وارتفاع العقود المفتوحة بشكل عام يُشير إلى أن قوة الاتجاه تزداد بسبب وجود مشترين أقوياء يدخلون السوق، فيما تُشير تراجع العقود المفتوحة إلى خروج الأموال من السوق وبدء فقد الاتجاه لزخمه.

الاتجاهات التي يُصاحبها انخفاض في العقود المفتوحة تُشير إلى بدء فقد الاتجاه لزخمه.

ارتفاع الأسعار وتراجع العقود المفتوحة تًشير إلى أن الاتجاه الحالي ربما يقترب من نهايته، ويكون السبب في ذلك تراجع أعداد المتاجرين المشاركين في ارتفاع السعر.

 

 

ويوضح الرسم البياني السابق العقود المفتوحة على اليورو دولار وحركة السعر، ونلاحظ أن اتجاهات السوق تميل للتأكيد عندما يصل إجمالي العقود المفتوحة إلى أعلى مستوياتها، ففي بداية مايو 2004 نرى أن حركة السعر بدأت في التحرك نحو الارتفاع وأيضاً نجد أن العقود المفتوحة في طريقها للارتفاع، ومع انخفاض العقود المفتوحة في آخر أسبوع من مايو وجدنا أن السعر تخلى عن ارتفاعه، ويتكرر نفس السيناريو في آواخر نوفمبر وبداية ديسمبر 2004 عندما ارتفع اليورو دولار بشكل كبير في ضوء ارتفاع العقود المفتوحة ولكن فجأة سجلت مستويات العقود المفتوحة ثباتاً ومن ثم تراجعت، ثُم بدأت عمليات البيع المكثف لليورو دولار.

 

الخلاصــــــة 

واحد من عيوب السوق الفورية (FX Spot Market) عدم وجود بيانات عن حجم التداول.

لتعويض ذلك، تحول العديد من المتداولين إلى أسواق العقود الآجلة لقياس أوضاع السوق.

تقوم هيئة المتاجرة في السلع الآجلة (CFTC) بإصدار تقرير الـ COT أسبوعياً يتضمن تفاصيل المضاربين التجاريين والمضاربين غير التجاريين.

ثلاثة طرق للتحليل لتحديد وضع السوق الحالي ينمكن استخدامهم لتوقع اتجاه السعر القادم في السوق الفورية هي :
 

  1. التغيرات في وضع السوق قد تكون مؤشرات اتجاهية دقيقة.
  2. مناطق التشبعات في سوق العملات الآجلة تاريخياً تكون دقيقة في تحديد انعكاسات السوق المهم.
  3. يمكن استخدام التغيرات في عدد العقود المفتوحة لتحديد قوة الاتجاه.


-من المهم معرفة أن هذه الطرق تعمل بشكل جيد مع بعض العملات أكثر من غيرها.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image