الذهب يتراجع، لكنه يتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية في أكثر من شهر

شهدت أسعار الذهب تراجعا هامشيا خلال تعاملات آخر أيام الأسبوع ، الجمعة ، ولكن هذا لم يكن كافيا ليمحو الذهب أرباحه التي تمكن من تحقيقها منذ بداية تداولات الأسبوع، ويتجه المعدن الأصفر الآن لتسجيل أكبر مكاسبه الأسبوعية في 5 أسابيع.

الذهب الآن

وعلى صعيد التداولات، تراجعت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب هامشيا بنسبة 0.1% لتصل إلى 1,963.73 دولارا للأوقية، كما انخفضت كذلك أسعار عقود الذهب الآجلة تسليم شهر أغسطس بواقع 0.04% مسجلة 1,978.30 دولارا للأوقية.

وبالنسبة للمعادن الأخرى خلاف الذهب ، ارتفعت عقود الفضة الفورية بنسبة 0.36% لتسجل 24.33 دولارا للأوقية، في حين تراجع البلاتينيوم بنسبة 0.27% مسجلا 1,011.95 دولارا للأوقية، وهبط البلاديوم بنحو 0.8% إلى 1,355.63 دولارا للأوقية.

أبرز العوامل التي أثرت بتحركات الذهب

تراجعت أسعار عقود الذهب اليوم على خلفية عودة انتعاش الدولار من خسائره الحادة التي تكبدها خلال تعاملات الجلسة الماضية بفعل بيانات إعانات البطالة السلبية للغاية، فضلا عن البيانات السلبية التي سجلها الاقتصاد الأمريكي على مدار الأسبوع الماضي.

ولكن انتعاش الدولار اليوم جاء وسط ترقب المستثمرين صدور بيانات سوق العمل الأمريكية ومعدل البطالة ونمو الأجور، وأدى هذا إلى انخفاض إقبال المستثمرين على الذهب المسعر بالعملة الأمريكية، حيث أن ارتفاع الدولار يزيد من التكلفة البديلة لحيازة السبائك عديمة العوائد.

ومن ناحية أخرى، فقد شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعا أيضا اليوم، والذي استمر بوتيرة قوية منذ إعلان الكونجرس الأمريكي الأسبوع الماضي رفع سقف الدين بالولايات المتحدة، وقامت وزارة الخزانة بإصدار المزيد من السندات لتمويل الفجوة.

وأدى هذا إلى زيادة عوائد سندات الخزانة مع إقبال المستثمرين على شراء السندات كملاذ آمن للتحوط ضد التقلبات الاقتصادية والتضخم والدرجة العالية من عدم اليقين، على حساب الذهب غير المدر للعوائد، وهو ما شكل المزيد من الضغوط على المعدن الأصفر.

ولكن مع ذلك، ظلت خسائر الذهب محدودة اليوم، وسط التراجع الواضح لشهية المخاطرة بالأسواق، خاصة وسط التحقيقات التي أطلقها البرلمان السويسري للبنك الوطني السويسري والحكومة بشأن حادثة إفلاس عملاق الاقتراض كريدي سويس.

كما أعلنت الحكومة السويسرية اليوم عقد اتفاق تأمين مع بنك UBS الذي استحوذ على كريدي سويس بقيمة 9 مليارات فرنك سويسري لتأمين البنك الاستثماري ضد الخسائر المحتملة جراء عملية الاستحواذ على نظيره المتعثر، مما أضاف لمخاوف المستثمرين بشأن أزمة القطاع المصرفي.

كما ظل الذهب مدعوما أيضا بتزايد رهانات المستثمرين على أن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد تتجه إلى تعليق رفع أسعار الفائدة خلال اجتماعها الأسبوع المقبل، حيث تراجعت احتمالية رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة الآن إلى 20.7% فقط، وفقا لبيانات أداة متابعة سعر الفائدة الفيدرالية FEDWATCH.

ورغم خسائر الذهب اليوم، إلا أنه يتجه الآن نحو تحقيق أكبر خسائره الأسبوعية منذ بداية مايو الماضي، أي في 5 أسابيع، حيث سجل الذهب أرباحا أسبوعية بلغت نحو 0.98% حتى الآن.

وتترقب الأسواق المالية الآن صدور بيانات التضخم الأمريكية يوم الثلاثاء المقبل، قبل يوم واحد فقط من صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.