الدولار يمحو خسائره المبكرة ويستقر بتعاملات اليوم ، فما السبب؟!

شهد الدولار الأمريكي تراجعا واضحا خلال التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء، ولكنه اتجه بعد ذلك إلى محو تلك الخسائر السابقة قرب مستوى 104.100 نقطة مع حصوله على بعض الدعم من يعض العوامل التي أثرت سلبا على شهية المخاطرة بالأسواق.

الدولار الآن

استقر مؤشر الدولار - الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى - عند مستوى 104.124 نقطة، بعدما هبط بوقت مبكر من الجلسة إلى 103.6 نقطة.

أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار اليوم

استمر الدولار بالتعرض للعديد من الضغوط الهبوطية خلال التداولات المبكرة مع تزايد التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يتوقف عن رفع الفائدة خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق أيضا صدور بيانات التضخم بالولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء القادم قبل يوم من صدور قرار الفائدة للاحتياطي الفيدرالي.

ولكن بيانات مخزونات النفط الإيجابية وكذلك بيانات الميزان التجاري للولايات المتحدة، والذي سجل أعلى عجزا تشهده البلاد في 6 أشهر نتيجة ارتفاع الواردات، ادى لتعزيز التوقعات بأن النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة والتضخم قد لا يشهدان تباطؤا كافيا ، وهو ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع الفائدة باجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بمنتصف الأسبوع المقبل.

وبالفعل، انعكس ذلك في زيادة رهانات وتوقعات المستثمرين على احتمالية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة بواقع 25 نقطة أساس أخرى يوم الأربعاء، وفقا لبيانات أداة متابعة الفائدة الفيدرالية CME Group FEDWATCH، حيث زادت احتمالية هذا السيناريو إلى 30.1%، بعدما كانت قد تراجعت أمس لمستوى 10%.

وفي نفس الوقت، تراجعت شهية المخاطرة بشكل كبير خلال تعاملات اليوم، خاصة بعد تجميد هيئة البورصات والأوراق المالية لأصول منصة العملات الرقمية الشهيرة بينانس داخل الولايات المتحدة وسط هجومها العنيف على منصات تداول العملات الرقمية الكبرى ورفع دعاوى قضائية ضدها.

وفي نفس الوقت، أدان البيت الأبيض اليوم تفجير السد الأوكراني اليوم، واتهم روسيا بارتكاب الأمر، كما أعلن ترحيبه بالسكرتير العام لحلف شمال الأطلسي - الناتو - وهو ما زاد المخاوف من إمكانية زيادة التوترات الجيوسياسية بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، وعزز إقبال المستثمرين على الدولار باعتباره ملاذا آمنا.

ومع ذلك ، قام المستثمرون بالتخلي عن مراكزهم الطويلة على الدولار اليوم، والتي كانت بمثابة تحوط قبل أن ترفع الحكومة الأمريكية سقف الدين، حيث يراقب السوق الإصدار المتزايد من وزارة الخزانة الأمريكية لأذونات الخزانة لإعادة بناء رصيدها النقدي، حيث إن أي مشاكل محتملة في الطلب يمكن أن تؤثر على السوق.

وأدى هذا إلى ارتفاع قوي في عوائد سندات الخزانة الأمريكية اليوم، لترتفع عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة 2.62% إلى 3.98%، وهو ما زاد الطلب على الدولار لشراء السندات الأمريكية، ومكنه من محو جزء كبير من خسائره المبكرة.

الدولار في أزواج العملات

بالنسبة لتداولاته أمام العملات الأخرى الرئيسية، ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.08% مسجلا 1.0700 دولارا، كما صعد الجنيه الاسترليني مقابل الدولار بنحو 0.17% إلى 1.2444 دولارا.

وفي نفس الوقت، ومقابل الملاذات الآمنة، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنحو 0.27% إلى 140.14 ين، وكذلك صعد الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.37% مسجلا 0.9098 فرنك.

أما عن أدائه مقابل العملات السلعية، فقد تراجع الدولار الاسترالي مقابل نظيره الأمريكي بنسبة 0.25% مسجلا 0.6655 دولار أمريكي، كما تراجع الدولار النيوزلندي مقابل الأمريكي بنسبة 0.63% ليسجل 0.6040 دولار أمريكي، في حين انخفض الدولار الأمريكي مقابل نظيره الكندي بنحو 0.22% مسجلا 1.3373 دولار كندي.