السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا ومدى تأثيره على تحركات العملات

السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا ومدى تأثيره على تحركات العملات
السيناريو المتوقع لقرارات بنك كندا

ستراقب أسواق العملات باهتمام واضح صدور قرارات بنك كندا والتي قد يكون لها تأثير قوي على تحركات مختلف العملات وبخاصة أزواج الدولار كندي رغم التوقعات حيال إبقاء بنك كندا على الفائدة دون تغيير للشهر الثالث على التوالي، وفيما يلي نظرة على ما ينتظر صدوره من قرارات بنك كندا:

أولا: نظرة على البيانات الاقتصادية المؤثرة على قرارات بنك كندا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية في كندا والتي سيكون لها تأثير قوي على قرارات البنك المرتقبة، وفي هذا الإطار، أظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي، إيجابية مؤشر التضخم بنهاية إبريل الماضي، وذلك لأول مرة منذ 4 شهور، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلكين نموا بنسبة 0.7%، بأعلى من توقعات أسواق العملات بأن ينمو المؤشر بنسبة 0.5% فقط. وكانت القراءة السابقة لمؤشر التضخم الكندي والتي كانت قد سجلت انكماشا بنسبة 0.5% خلال مارس الماضي.

وفيما يتعلق ببيانات سوق العمل، كشف بيانات مكتب الإحصاء في كندا عن إيجابية البيانات خلال شهر  إبريل الماضي، حيث أظهرت البيانات زيادة كبيرة في عدد الوظائف خلال تلك الفترة، حيث أضاف اقتصاد كندا نحو 41.4 ألف وظيفة، بما جاء أعلى من توقعات الأسواق بأن يضيف الاقتصاد نحو 21.6 ألف وظيفة فقط، وكانت البيانات السابقة قد أظهرت إضافة اقتصاد كندا 34.7 ألف وظيفة لشهر مارس.

وأيضا، كشفت بيانات مؤشر الناتج المحلي الإجمالي الصادرة عن مكتب الإحصاء الكندي، بأن مؤشر النمو الاقتصادي في كندا على أساس شهري سجل استقرارا بنسبة 0.0% فقط خلال أبريل الماضي، وهو أفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت لانكماش المؤشر بنسبة 0.1% فقط خلال نفس الفترة، ولكنه أقل من القراءة السابقة والتي سجلت نموا في النمو الاقتصادي داخل كندا بنسبة 0.1% خلال مارس الماضي.

وفي ضوء إيجابية بيانات النمو الاقتصادي الكندي، وإيجابية بيانات التوظيف الكندية، وارتفاع التضخم مجددا، فإن بنك كندا سيكون أمام موقف صعب لاتخاذ قرار الفائدة خلال هذا الاجتماع.

ثانيا تصريحات محافظ بنك كندا وتلميحات حول الفائدة:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات من قبل المسؤولين في بنك كندا وعلى رأسها، تصريحات محافظ البنك، تيف ماكلم حول التضخم ورفع الفائدة، والتي أكد فيها بأنه في حال وجد بنك كندا أن التضخم يحوم فوق هدف البنك البالغ 2%، فسوف يرفع بنك كندا أسعار الفائدة أكثر، وأنه البنك يراقب عن كثب الأوضاع الاقتصادية.

وكذلك، أكد محافظ البنك إلى أن النظام المالي يحتاج إلى التكيف مع أسعار الفائدة المرتفعة، وهو ما يؤكد أهمية الإدارة السليمة للمخاطر بالمؤسسات المالية والإشراف لكي يحدد كيفية إدارة المخاطر مع تباطؤ النمو، بالإضافة لتكيف تكاليف التمويل مع أسعار الفائدة المرتفعة.

محافظ بنك كندا: مستعدون لرفع أسعار الفائدة أكثر في تلك الحالة!

ثالثا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات بنك كندا:

في مذكرة نشرها بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس، أوضح محللو البنك بأنهم يتوقعون المزيد من الرفع بأسعار الفائدة من قبل بنك كندا هذا العام بسبب معدلات التضخم التي لا تزال مرتفعة للغاية وتظهر مقاومة شديدة.

وأوضح جولدمان ساكس أن هذا التحليل يعتمد على تقارير التضخم الأخيرة التي تكشف عن ارتفاع مطرد في أسعار السلع الأساسية وزيادة غير متوقعة في أسعار المساكن. ولكن على الرغم من ذلك ، لا يتوقع بنك جولدمان ساكس قيام بنك كندا برفع أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقبل في شهر يونيو، مشيرا إلى أن بنك كندا قد يكتفي بالإبقاء عليها دون تغيير حتى يجمع الأدلة.

جولدمان ساكس يوضح توقعاته لقرارات بنك كندا هذا العام

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات بنك كندا:

تشير التوقعات إلى أن بنك كندا سوف يبقي على الفائدة دون تعديل للشهر الرابع على التوالي لتستقر عند مستوى 4.5%، وهو السيناريو الأرجح حاليا، وبالتالي ستراقب الأسواق بيان الفائدة، وما قد يتضمنه من تلميحات حول ضرورة رفع الفائدة مجددا قريبا في ضوء معاودة التضخم ارتفاعه، بالإضافة إلى قوة بيانات سوق العمل والنمو الاقتصادي مؤخرا، وهذا السيناريو قد يكون له تأثير إيجابي على تداولات الدولار الكندي أمام العملات الأخرى وبخاصة زوج الدولار كندي.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في أن يتجه بنك كندا إلى تثبيت رفع الفائدة والحديث عن المخاوف حيال تضرر الوضع الاقتصادي الكندي مؤخرا جراء عمليات رفع الفائدة مؤخرا، وقد يلمح إلى أنه لن يرفع الفائدة أكثر، وهذا السيناريو غير مرجح حاليا، ولكن في حالة حدوثه فقد يكون له تأثير قوي سلبي على تحركات الدولار الكندي بأسواق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image