النفط يشهد خسائر محدودة اليوم رغم خسائره الفادحة أمس، فلماذا؟ ​​

النفط يشهد خسائر محدودة اليوم رغم خسائره الفادحة أمس، فلماذا؟ ​​
النفط الخام

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس قرب أدنى مستوياتها في شهرين، حيث استمر الخام بتوسيع خسائره للجلسة الثانية، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها العقود بجلسة أمس.

أسعار النفط اليوم

على صعيد تداولات اليوم، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 0.4% إلى 84.89 دولارا للبرميل، كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 0.2%  إلى 77.38 دولارا للبرميل، بعدما انخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 3% بختام تعاملات أمس.

وفي نفس الوقت، تم تداول خام الأورال الروسي بانخفاض 5.30% في ختام جلسة أمس، ليغلق عند 67.01 دولارا للبرميل.

أبرز العوامل التي أثرت على أسعار النفط اليوم

استمر النفط في مسيرة خسائره للجلسة الثانية، إثر الأنباء المتداولة أمس بشأن التقارير حول مناقشة أعضاء مجموعة السبع وضع سقف لأسعار النفط الروسي عند مستوى 65 إلى 70 دولارا للبرميل.

ودفعت تلك الأنباء النفط إلى التراجع بقوة خلال تعاملات أمس بعدما كان قد حقق بعض الأرباح جراء تصريحات السعودية بشأن إلتزامها بقرار أوبك + الماضي بتخفيض إنتاج النفط ، مشيرة إلى أن المنظمة لا تزال حريصة على تحقيق استقرار الأسعار بسوق الخام.

وعلى الرغم من أن الأسعار المقترحة لخام النفط الروسي الأورال تعد قريبة من سعر تداوله الحالي، إلا أن جميع خامات النفط قد شهدت أمس خسائرا كبيرة دفعتها قرب أدنى مستوياتها في شهرين.

أما اليوم، فقد أبدت بعض دول مجموعة السبع معارضاتها لسقف الأسعار المقترح والذي يعد أعلى السعر الحالي المتداول عنده خام النفط الروسي الأورال، وسط سعي دول المجموعة للحد من إيرادات روسيا التي تستخدمها لتمويل حربها مع أوكرانيا.

حيث كان النطاق الذي اقترحته مجموعة الدول السبع لتحديد سقف سعر النفط الروسي أعلى من مستويات التداول الحالية ، مما خفف من المخاوف بشأن نقص المعروض.

هذا كما أدى الارتفاع الأكثر من المتوقع لمخزونات البنزين في الولايات المتحدة، والذي أوضحته البيانات الصادرة أمس، بجانب توسيع السلطات بالصين – أكبر مستورد لخام النفط بالعالم – نطاق فرض الإغلاقات الوبائية إلى وضع المزيد من الضغوط الهبوطية على أسعار الخام، فضلا عن مخاوف الركود المرتقب لبعض الاقتصادات الكبرى.

وذكر البنك الاتحادي الألماني في تقريره الشهري أمس بأنه يتوقع انكماش الاقتصاد الألماني لثلاث أرباع تمتد للربع الأول من العام القادم، في الوقت الذي حذر فيه من أن التضخم في أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو قد يظل أعلى مستوى 10% حتى بعد نهاية العام الجاري، رغم استمرار البنك المركزي الأوروبي في سياسيات التشديد النقدي القوية، وهو ما أثار المزيد من المخاوف بشأن مزيد من التراجع في الطلب على النفط بالسوق العالمية.

كما أعلنت الصين أمس الأربعاء عن تسجيلها أكبر عدد من حالات الإصابة اليومية بكوفيد-19 منذ أن بدأ الوباء منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وشددت السلطات المحلية للقيود الوبائية بالبلاد.

هذا وقد ذكرت بعض التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام اليوم أن المسؤولين في الولايات المتحدة يضغطون على بعض المسؤولين في فنزويلا – صاحبة أكبر احتياطي من النفط الخام بالعالم - لإجراء محادثات بمكسيكو سيتي في نهاية هذا الأسبوع، وستكون هذه أول محادثات من نوعها منذ أكتوبر 2021 وقد تمهد الطريق لتخفيف العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات النفط من فنزويلا، العضو بمنظمة أوبك.

ولكن رغم ذلك، فقد شهد النفط خسائرا محدودة فقط خلال تعاملات اليوم، حيث استفاد الخام من التراجع الحاد للدولار الأمريكي، والذي يؤدي عادة لخفض تكلفة النفط بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى خلاف الدولار، مما قدم بعض الدعم لأسعار الخام.

وعلى الجانب الآخر تترقب الأسواق تطبيق الحظر الأوروبي على وارداته من النفط الروسي يوم 5 ديسمبر، الأمر الذي من شأنه وضع المزيد من الضغط على مخزونات النفط الشحيحة.

وفي هذا السياق، تظل أسواق النفط متخوفة من استجابة روسيا لقرار سقف الأسعار على خام الأورال، حيث هدد بوتين سابقا بأنه سيوقف صادرات النفط الروسية في حال محاولة مجموعة السبع تطبيق القرار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image