وسط ارتفاع أسعار الوقود في أمريكا..هل يكمن الحل في فنزويلا؟

وسط ارتفاع أسعار الوقود في أمريكا..هل يكمن الحل في فنزويلا؟
النفط الهابط

ارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير خلال العام الجاري لا سيما في أعقاب بدء روسيا غزوها لأوكرانيا، ونتيجة للعقوبات والتضييق على موسكو، تراجع إنتاجها النفطي، وبالتالي، انخفض المعروض بالأسواق العالمية.

ونتيجة لذلك، اتجهت الأنظار نوعا ما إلى فنزويلا – عضو "أوبك" – والتي يراها البعض قادرة على تعويض أي نقص في الإمدادات النفطية بالأسواق.

لكن فنزويلا تعاني منذ سنوات من وطأة العقوبات الأمريكية المغلظة ضدها والتي استهدفت بشكل خاص صناعة الطاقة مما أسفر عن كساد اقتصادي في الدولة اللاتينية وهبوط في إنتاجها النفطي أدنى مليوني برميل يوميا منذ عام 2017.

وبعد قرار الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بفرض حظر على واردات بلاده من النفط الروسي وموافقة الكونجرس في أبريل الماضي على هذا القرار، انقطع عن الولايات المتحدة نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط الخام.

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار النفط كان سببا رئيسيا لارتفاع معدل التضخم في أمريكا إلى أعلى مستوى في نحو 41 عاماً، كما تسبب ذلك التضخم في انكماش الاقتصاد خلال الربع السنوي الأول بنسبة 1.4%.

فنزويلا

في أوقات مثل هذه، تحاول الحكومات حل المشكلات الاقتصادية لديها بكافة الحلول المتاحة، فنتيجة لارتفاع أسعار النفط عالميا، ارتفع متوسط سعر جالون البنزين في أمريكا إلى 4.59 دولار، وهو الاعلى على الإطلاق.

ونتيجة لذلك، أعلنت إدارة "بايدن" أن مكافحة التضخم ستمثل أولوية لسياساته في الفترة المقبلة، وعلى أثر، ذلك بعث البيت الأبيض بمسؤول إلى فنزويلا أملا في فتح نافذة حوار مع نظام الرئيس "نيكولاس مادورو" وإمكانية إغراء "كاراكاس" بتخفيف العقوبات مقابل زيادة الإمدادات النفطية لواشنطن.

ويعد هذا أول حوار سياسي بين البلدين منذ قرار واشنطن في يناير 2019 بإغلاق السفارة الأمريكية في فنزويلا ونقل البعثة الدبلوماسية إلى كولومبيا المجاورة.

ونفى البيت الأبيض هذه التكهنات قائلا إن المسؤول الذي زار فنزويلا كان لمحاولة إقناع الحكومة الفنزويلية بعدم تقديم أي دعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.

لكن في بيان حديث، أعلنت إدارة "بايدن" أنها ستبدأ تخفيف بعض العقوبات عن فنزويلا لبناء علاقة إيجابية مع نظام "مادورو".

وسوف يبدأ الأمر بالسماح لشركة "شيفرون" الأمريكية للطاقة بالعمل في فنزويلا والتفاوض مع نظيرتها في الدولة الاتينية "بي دي في إس إيه" بالتعاون لتعزيز الإنتاج والصادرات النفطية للولايات المتحدة.

ورغم كل هذه المحاولات، إلا أن محللين يرونها يائسة نظرا للدمار الذي تعرضت له صناعة الطاقة الفنزويلية على مدار سنوات.

فقد كشفت تقديرات أن الأمر سوف يحتاج لسنوات طويلة واستثمارات ضخمة تصل إلى 250 مليار دولار لكي يتجاوز الإنتاج الفنزويلي من النفط فقط 2 مليون برميل يوميا.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image