تحول شهية المخاطرة للمستثمرين تعصف بمكاسب النفط

تحول شهية المخاطرة للمستثمرين تعصف بمكاسب النفط
نفط

تراجعت أسعار النفط اليوم فى العقود الآجلة تسليم نوفمبر ليسجل خام برنت 78.5 دولار للبرميل، وخام غرب تكساس الوسيط نحو 75.19 نقطة، وذلك بعدما بدأت الأسعار جلسة اليوم بارتفاع لليوم السادس على التوالى لتكسر حاجز الـ80 دولار، وتصعد لأعلى مستوياتها منذ أكتوبر 2018.

 وكان الذهب الأسود مرشحا لمزيد من الارتفاع لكن توقف المصانع فى الصين عن الإنتاج فى ظل أزمة نقص الكهرباء التى تعانى منها حالت دون ذلك، كما كان لتراجع شهية المخاطر والإقبال على السندات الأمريكية دور كبير.

لماذا صعد النفط لأعلى مستوى فى 3 سنوات؟

شهد جانبى العرض والطلب العديد من المتغيرات خلال الفترة الماضية آخرها، تعطل إنتاج النفط البحري فى الولايات المتحدة بسبب تداعيات إعصاري إيدا ونيوكلاس ما أدى لتراجع المخزونات بوتيرة متسارعة، فيما عزز تلميحات الفيدرالى الأمريكي بتيسير السياسة النقدية وخفض خطة شراء الأصول حال استمر التقدم المحرز فى رفع معدلات التوظيف الطلب على النفط بخلاف آمال التعافى المدعومة بتزايد معدلات التلقيح ضد فيروس كورونا.

وتفاعل السوق بشكل إيجابى مع تصريحات أعضاء الفيدرالى الأمريكي بشأن رفع أسعار الفائدة الأمريكية خلال 2022، لكن عاد جيروم باول، رئيس البنك الاتحاد الفيدرالي وأكد أن التشديد النقدي وتخفيض برنامج شراء السندات مرهون بالتقدم نحو تحقيق مستهدفات التوظيف الكامل.

هل تغير أوبك موقفها من خفض الإنتاج؟

وأصدرت منظمة منتجى ومصدري البترول وحلفاؤهم أوبك+، تقرير آفاق النفط العالمي، الذى قالت فيه إن الطلب على الطاقة والنفط انتعش خلال 2021 ومن المتوقع استمرار ذلك على المدى الطويل، ورجحت أن يصل الطلب 103.6 مليون برميل فى 2025،  على أن يرتفع إلى 106,6 مليون برميل يوميا في عام 2030، ثم 107 مليون برميل في عام 2035. قبل  أن يستقر عند 108.2 مليون برميل يومياً في عام 2045.

ويتوقع محللون أن تغير المنظمة خطتها وتتجه لرفع الإنتاج خلال الفترة المقبلة، وبحسب كريس بيك، عضو تنفيذي لمجموعة فيتول، أكبر متداول مستقل فى النفط، فإن أوبك+ عليها التفكير فى زيادة الانتاج بأكثر من الوتيرة الحالية، فالوضع فى الأسواق مختلف كليا عن الصورة التى كان عليها قبل 6 أسابيع، والطلب بات جيدا، والنقط أصبح بديلا للغاز فى ظل ارتفاع أسعار الأخير.

وتخطت أسعار عقود الغاز الطبيعي لتتجاوز 6 دولارات للمليون وحدة حرارية مع استمرار نقص المعروض من الغاز مع انخفاض المخزون ومخاوف حلول شتاء قارس البرودة.

أين يتجه النفط؟

انضم بنك باركليز لقائمة بنوك الخبرة التى رفعت توقعاتها لأسعار النفط، متوقعة أن يسجل خام برنت 77 دولار وخام غرب تكساس الوسيط 74 دولار، وكذلك رفع بنك وول ستريت توقعاته إلى 87 دولار للبرميل مقابل 77 دولار قبل ذلك، وكان بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس توقع ارتفاع سعر البرميل إلى 90 دولار، فيما يرى بنك أوف أمريكا BoFA، أن سعر خام القياس برنت قد يتجاوز 100 دولار هذا الشتاء.

وتباينت توقعات المحللين للطلب على النفط ورهنوها بمدى برودة الشتاء، لكنها تراوحت بين بضعة آلاف برميل يوميا إلى مليوني برميل بحسب تقارير أطلعت عليها وكالة أنباء بلومبرج.

وقال يوجين ليونج، رئيس بريتيش بتروليوم سنغافورة فى لقاء له، إن النفط نجح فى التعافى رغم أن الطلب على وقود الطائرات مكون رئيسي للطلب، مازال ضعيفا بسبب الجائحة، وذلك فى ظل ارتفاع الطلب من اتجاهات الأخرى مثل الوقود اللازم لصنع البلاستيك، وكذلك المستهدم فى العمليات التصنيعية مثل الديزل.

ويترقب الأسواق تقرير معهد البترول الأمريكي فى وقت لاحق من مساء الثلاثاء وسط تتوقعات باستمرار انخفاض المخزون المستمر منذ 7 أسابيع متصلة، آخرها الأسبوع الماضي حينما انخفض 2.5 مليون برميل وفق بيانات معلومات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image