السيناريو المتوقع: هل تدفع البيانات الاقتصادية الفيدرالي الأمريكي لتغيير سياسته؟

السيناريو المتوقع: هل تدفع البيانات الاقتصادية الفيدرالي الأمريكي لتغيير سياسته؟
السيناريو المتوقع لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تترقب الأسواق خلال تداولات غدا الأربعاء في تمام الساعة 6 مساء بتوقيت جرينتش صدور قررات الفيدرالي الأمريكي حول معدل الفائدة وإجراءات السياسة النقدية، بجانب الإعلان عن التوقعات الاقتصادية للبنك. ومن المقرر أن يعقب ذلك انعقاد المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، للتعليق على بيان الفائدة وبيان التوقعات الاقتصادية، ومن المتوقع أن يكون لقرارات الغد وتصريحات باول تأثير قوي على تحركات الأسواق.

الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة

منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي الأخير، صدرت العديد من البيانات الاقصادية المهمة في الولايات المتحدة، والتي كان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية ومختلف الأسواق. وبالنظر إلى تلك البيانات، نجد أن تلك البيانات كانت متفاوتة خلال شهر أغسطس الماضي، فمن ناحية جاءت بيانات التضخم الشهري خلال أغسطس دون التوقعات، فيما استمر معدل التضخم السنوي قرب أعلى مستوياته منذ 13 عاما تقريبا.

وشهدت بيانات سوق العمل الأمريكي أداء متباين خلال شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي صعد من التوقعات بأن يأجل الفيدرالي الأمريكي التلميح إلى بدء تقليص مشتريات الأصول، خاصة بعد الأداء الضعيف للغاية لمؤشر التغير في التوظيف بالقطاع غير الزراعي. وأعادت مبيعات التجزئة توقعات بدء تقليص مشتريات الأصول قريبا للأسواق من جديد، حيث قفزت البيانات خلال أغسطس بصورة فاقت توقعات الأسواق بقوة.

تصريحات صناع القرار

توالت تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوعين الماضيين، وتشابهت تصريحات الكثير منهم فيما يتعلق بضرورة البدء في تقليص مشتريات السندات. فقد أكدت لوريتا ميستر على ضرورة البدء في تقليص حجم مشتريات البنك من الأصول خلال العام الجاري، على أن ينتهي ذلك بحلول منتصف العام المقبل.

وأشار رفائيل بوستيك أن الباب لا يزال مفتوحا للبدء في خفض شراء السندات هذا العام، وأنه لا يظن بأن الفيدرالي الأمريكي سيلمح إلى بدء تقليص مشتريات السندات هذا الشهر. ورأى روبرت كابلان أنه من الأفضل البدء في تقليص مشتريات السندات في حال جاءت البيانات الاقتصادية متوافقة مع توقعات البنك، وأكد على دعمه لبدء التراجع التدريجي لمشتريات الأصول بدءا من أكتوبر المقبل.

أما عن محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، قفد صرح في أغسطس الماضي أنه يعتقد أن التحرك لتقليل مشتريات السندات بحلول نهاية العام قد يكون مناسبا إذا استمر الاقتصاد في التطور كما هو متوقع، وأعاد نائب محافظ البنك، جون ويليامز، التأكيد على تلك التصريحات حتى بعد صدور تقرير الوظائف خلال أغسطس الماضي.

السيناريوهات المتوقعة لقرار الغد وتأثيرها على الدولار الأمريكي

تشير توقعات الأسواق إلى إبقاء الفيدرالي الأمريكي على معدل الفائدة دون تغيير خلال اجتماع سبتمبر عند مستويات 0.25%، ومن المرجح ألا يتجه البنك إلى تغيير أي إجراءات في سياسته النقدية خلال اجتماع سبتمبر ولكن من المحتمل أن يتجه البنك إلى التلميح لبدء تقليص مشتريات السندات.

بجانب ذلك، سيكون تركيز الأسواق منصبا بصورة أكبر على توقعات البنك خلال اجتماع سبتمبر، حيث سيعلن البنك عن توقعات النمو الاقتصادي ومعدل البطالة والتضخم، كما سيصدر البنك توقعات معدل الفائدة، والتي ستحدد مسارات الفائدة حتى عام 2024، وكانت التوقعات الأخيرة للبنك خلال يونيو الماضي قد أظهرت أن متوسط توقعات أعضاء اللجنة المكونة من 18 عضوا يشير إلى إمكانية رفع الفائدة مرتين بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2023.

وبذلك، فإن أي إشارات من محافظ الفيدرالي الأمريكي عن البدء في تقليص مشتريات السندات، أو تحسن توقعات البطالة والتضخم والنمو، سوف تنعكس بصورة قوية على تحركات الدولار الأمريكي، وسيدفعه إلى تحقيق المزيد من المكاسب والعودة إلى التحرك أعلى مستويات 93.50 من جديد وتجاوز تلك المستويات.

ولكن، قد يلجأ محافظ الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، إلى الانتظار لبعض الوقت للتأكد من المزيد من البيانات الاقتصادية وخاصة بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، وهو الأمر الذي سيحد من مكاسب الدولار الأمريكي التي حققها خلال الأسبوع الجاري.   


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image