السيناريو المتوقع: ماذا ينتظر من اجتماع البنك الوطني السويسري غدا؟

السيناريو المتوقع: ماذا ينتظر من اجتماع البنك الوطني السويسري غدا؟
السيناريو المتوقع لقرارات البنك الوطني السويسري

تترقب أسواق العملات غدا الخميس قرارات السياسة النقدية المنتظر صدورها عن اجتماع البنك الوطني السويسري ، وقد قرر البنك الوطني السويسري خلال اجتماعه الماضي الإبقاء على الفائدة دون تغيير. كما تم الإبقاء على سياسته النقدية التوسعية في ظل انخفاض معدلات النمو الاقتصادي وتضرر الاقتصاد السويسري من تداعيات فيروس كورونا.

نظرة على الأوضاع الاقتصادية في سويسرا خلال الشهر الماضي

خلال الفترة الماضية صدرت العديد من المؤشرات الاقتصادية في سويسرا والتي توضح تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي بالبلاد خلال الفترة الماضية، فعلى سبيل المثال أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن انكماش الاقتصاد السويسري بنسبة 0.5% خلال الربع الأول من العام الجاري. كما تم تعديل قراءة الربع الأخير من العام الماضي على نحو سلبي لتسجل نموا بنسبة 0.1% فقط، بدلا من تسجيل نمو بنسبة 0.3% عند ظهور القراءة.

وعلى الجانب الاَخر، صدرت بعض البيانات الإيجابية والتي توضح استمرار تعافي الاقتصاد السويسري من تداعيات الفيروس التاجي الخطير مثل بيانات مبيعات التجزئة والتي سجلت نموا بنسبة 36% تقريبا على أساس سنوي خلال مايو الماضي. كما انخفضض معدلات البطالة إلى مستويات 3.0% خلال نفس الفترة. وأيضا، أظهرت البيانات استمرار معدلات التضخم عند مستوى 0.3% بنهاية مايو الماضي. وارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.8% خلال نفس الفترة، بما يعكس استمرار التعافي الاقتصادي من تداعيات فيروس كورونا خلال الفترة الماضية.

تصريحات صانعي القرار توضح استمرار السياسة النقدية الحالية

خلال الفترة الماضية، سجل الفرنك السويسري ارتفاعات قوية وهو ما أثار المخاوف لدى صانعي القرار لدى البنك الوطني السويسري من تأثير ذلك سلبيا على أداء الاقتصاد الوطني، حيث صرح محافظ البنك الوطني السويسري توماس جوردان في أواخر الشهر الماضي، بأن الفرنك السويسري لا يزال قويا، وأنه لا يوجد سبب يستدعي تعديل السياسة النقدية حاليا، بالإضافة إلى أن الفائدة السلبية لا تزال ضرورية.

وأيضا، أكد نائب محافظ البنك الوطني السويسري ، فريتز زوربرويج، خلال تصريحات سابقة على أهمية التدخل في سوق العملات الأجنبية، وأشار إلى أنه يعتقد أن الفرنك السويسري لا يزال ذو قيمة عالية للغاية، وأن السياسة النقدية الحالية للبنك الوطني السويسري لا تزال مناسبة، بالإضافة إلى أنه تظل التدخلات في سوق العملات الأجنبية أمرا مهما، وأنه ما زال استخدام معدلات الفائدة السلبية مهما للغاية حاليا.

ماذا يتوقع من قرارات البنك الوطني السويسري غدا وكيف تؤثر على الفرنك السويسري؟

من المتوقع أن يقوم البنك الوطني السويسري بالإبقاء على مستويات الفائدة السالبة عند مستويات 0.75% في ظل التأكيد من صانعي القرار داخل البنك على أهمية الحفاظ على السياسة النقدية الحالية بدون تغيير، مع أهمية الإبقاء على برامج السياسة التسهيلية، وبالتالي سيكون تركيز الأسواق منصبا على بيان الفائدة الصادر عن البنك والنقاط التي يحتويها البيان، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك الوطني السويسري وقد يتم التأكيد على إبقاء السياسة النقدية دون تغيير، بالإضافة إلى استعداد التدخل في سوق العملات للحيلولة دون ارتفاع الفرنك السويسري بقوة. كما قد يتحدث البيان والمؤتمر الصحفي على ضرورة استمرار السياسة النقدية التيسيرية أو تعزيزها خلال الفترة المقبلة إذا ما تطلبت الأوضاع الاقتصادية ذلك، وهذا السيناريو متوقع على نحو كبير وقد ينعكس سلبيا على تداولات الفرنك السويسري بسوق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image