السيناريو المتوقع: المنتظر من قرارات الفيدرالي الأمريكي في بداية العام!

السيناريو المتوقع: المنتظر من قرارات الفيدرالي الأمريكي في بداية العام!
السيناريو المتوقع لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تترقب أسواق العملات غدا الأربعاء صدور قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة، وسط توقعات بالإبقاء على معدلات الفائدة والسياسة النقدية دون تغيير خلال الاجتماع الأول للفيدرالي الأمريكي هذا العام، ولكن ستركز الأسواق باهتمام كبير على بيان الفائدة الصادر عن الفيدرالي الأمريكي ، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك جيروم باول في محاولة لاستكشاف أي دلائل حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية خلال العام الجديد، وفيما يلي نظرة على ما سيؤثر على قرارات الفيدرالي والمنتظر من هذه القرارات:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية الأمريكية مؤخرا

خلال الفترة الماضية صدرت العديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية والتي ستؤثر بقوة على قرارات الفيدرالي الأمريكي، وأهمها على الإطلاق بيانات سوق العمل، بالإضافة إلى بيانات التضخم، واللتين تحددان بشكل كبير مستقبل السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي وبخاصة وأنه يستهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لسوق العمل، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم نحو 2%.

وفيما يلي نظرة على الأوضاع الاقتصادية الأمريكية خلال الفترة الماضية

ومن خلال الجدول السابق يتضح لنا بأن معظم البيانات الاقتصادية خلال الشهر الماضي تميل نحو السلبية وبخاصة بيانات سوق العمل، والتضخم، وبيانات مبيعات التجزئة وهو ما قد يؤثر بقوة على الفيدرالي الأمريكي خلال هذا الاجتماع.

ثانيا: تطورات فيروس كورونا المستجد

تضرر الاقتصاد الأمريكي بقوة خلال العام الماضي من تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد، ودائما ما يؤكد الفيدرالي الأمريكي على أن مسار الاقتصاد الأمريكي سيعتمد على تطورات فيروس كورونا عالميا وداخل الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.

وبالنظر إلى استمرار تفشي فيروس كورونا داخل الولايات المتحدة بشكل واضح وكبير، وبخاصة بعد تحذيرات الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن بأن الولايات المتحدة قد تشهد نحو 500 ألف حالة وفاة بفيروس كورونا، وأن الأسوأ لم يأتي بعد فيما يتعلق بتطورات الفيروس داخل البلاد، فإنه على الأرجح ستتأثر قرارات الفيدرالي سلبيا بهذه التطورات الصحية الأخيرة.

ثالثا: تصريحات صانعي القرار داخل الولايات المتحدة

خلال الفترة الماضية، صدرت عدد من التصريحات من جانب صانعي القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكي وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن والتي أكد فيها على أن الولايات المتحدة ستعمل على التصدي لفيروس كورونا وتداعياته، بالإضافة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تعتزم ضخ حزمة تحفيزية ضخمة تقدر بحوالي 1.9 تريليون دولار، لمساعدة الاقتصاد الأمريكي على التعافي من هذه التداعيات السلبية للفيروس على البلاد.

وأيضا، صرح محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في وقت سابق بأن الاقتصاد الأمريكي بعيد جدا عن أهداف البنك، وأن البنك بحاجة إلى الحذر الشديد خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى أن الوقت ليس مناسبا للحديث عن إنهاء التيسير النقدي. كما أن الفيدرالي الأمريكي لن يقوم برفع الفائدة بشكل قريب.

هذه التصريحات من جانب صانعي القرار داخل الولايات المتحدة تشير بوضوح إلى أن الاقتصاد الأمريكي تضرر سلبيا من فيروس كورونا، وأن هذا الضرر لا يزال مستمرا، وأن الاقتصاد الأمريكي لن يتعافى قبل إنتهاء هذه الأزمة الصحية الحالية، وهو ما يستدعى ضخ المزيد من التحفيزات المالية والنقدية خلال الفترة المقبلة لمساعدة الاقتصاد على التعافي من هذه التداعيات.

وأخيرا، ماذا ينتظر من قرارات الفيدرالي الأمريكي؟

في ضوء ما تم ذكره سابقا فيما يتعلق بتطورات الأوضاع الاقتصادية، وتطورات فيروس كورونا، بالإضافة إلى تصريحات صانعي القرار داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه من المرتقب أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على السياسة النقدية دون تغيير، ولكن قد يتضمن بيان الفائدة الصادر عن البنك، والمؤتمر الصحفي للمحافظ جيروم باول تأكيدات على استمرار تضرر الاقتصاد الأمريكي بقوة من تداعيات فيروس كورونا وبخاصة بيانات سوق العمل، وإنفاق المستهلكين، وهو ما قد يمهد نحو إجراءات تحفيزية جديدة قريبا، وهذا السيناريو هو الأرجح، وإذا ما حدث فقد نشاهد هبوطا ملحوظا للدولار الأمريكي خلال تداول سوق العملات.

بينما السيناريو الثاني، وهو غير مرجح، فإن الفيدرالي قد يبقي على السياسة النقدية دون تغيير، ولكن بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي قد يتحدث عن تحسن الأوضاع الاقتصادية خلال الفترة الماضية وبخاصة بيانات الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى بيانات ثقة المستهلك، وبيانات التضخم نوعا ما، وهو ما يستدعي التمهل قبل اتخاذ أي قرارات جديدة من قبل البنك ومراقبة المزيد من البيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، وهذا السيناريو قد يدعم الدولار أمام العملات الأخرى.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image