السيناريو المتوقع: هل يمكن لبيانات سوق العمل الأمريكي إنقاذ الدولار USD؟

السيناريو المتوقع: هل يمكن لبيانات سوق العمل الأمريكي إنقاذ الدولار USD؟
السيناريو المتوقع لبيانات سوق العمل الأمريكي

في ظل التقلبات القوية التي تشهدها الأسواق خلال الفترة الحالية وتباين البيانات الاقتصادية، تترقب الأسواق غدا صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر نوفمبر الماضي في حذر. ونظرا لتراجع الدولار USD خلال الفترة الماضي وترقب الأسواق لقرار الفيدرالي الأمريكي خلال شهر ديسمبر الجاري، فإن تلك البيانات ستكون من أهم المؤثرات على تحركات الأسواق خلال تداولات الغد، لا سيما تحركات الدولار USD.

نظرة على بيانات أكتوبر الماضي

وفقا للبيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي في مطلع شهر نوفمبر الماضي، فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي نحو 638 ألف وظيفة جديدة خلال شهر أكتوبر الماضي بأفضل من توقعات الأسواق بتسجيل حوالي 595 ألف وظيفة خلال تلك الفترة.

في الوقت نفسه، سجل معدل البطالة ارتفاعا بأقل من التوقعات بصورة ملحوظة حيث صعد المؤشر بنسبة 6.9% خلال تلك الفترة، بينما أشارت توقعات الأسواق إلى ارتفاع المؤشر بنحو 7.7%.

هذا، وسجل مؤشر متوسط الأجور في الساعة على أساس شهري ارتفاعا بنحو 0.1% خلال أكتوبر الماضي، ليكون بذلك المؤشر الأسوأ بين مؤشرات سوق العمل الأمريكي، حيث كانت التوقعات تشير إلى صعود المؤشر بنسبة 0.2%.

مؤشرات دالة على البيانات المرتقبة

  • جاءت بيانات التوظيف في القطاع الخاص غير الزراعي دون التوقعات بصورة ملحوظة خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد حوالي 307 ألف وظيفة مقابل توقعات بتسجيل 433 ألف وظيفة.
  • ارتفع مؤشر التوظيف في القطاع الخدمي خلال شهر نوفمبر الماضي بصورة طفيفة من النقطة 50.1 خلال شهر أكتوبر الماضي إلى النقطة 51.1 خلال نوفمبر الماضي.
  • واصطدمت الأسواق بسلبية بيانات التوظيف في القطاع التصنيعي حيث تراجع المؤشر من النقطة 53.2 خلال أكتوبر الماضي ليعود إلى الانكماش من جديد عند النقطة 48.4 خلال نوفمبر مع فرض المزيد من قيود الإغلاق داخل الولايات المتحدة مع التصاعد المتواصل في وتيرة إصابات كورونا.
  • واستمر مؤشر طلبات إعانات البطالة في الارتفاع أعلى من 700 ألف طلب بصورة أسبوعية على مدار شهر نوفمبر، فيما كانت أعلى قراءة سجلها المؤشر عند 778 ألف طلب، بينما كانت أقل قراءة عند 709 ألف طلب. وبالتالي بلغ متوسط طلبات إعانات البطالة لأول مرة 739.5 ألف خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهو أدنى معدل منذ تفشي فيروس كورونا.

ماذا نتوقع من بيانات شهر نوفمبر؟

بالنظر إلى البيانات الدالة على بيانات سوق العمل الأمريكي والتي جاءت متباينة إلى حد ما، فمن المتوقع أن يقوم الاقتصاد بإضافة نحو 500 ألف وظيفة فقط خلال شهر نوفمبر الماضي، فيما أشار بعض الخبراء إلى إمكانية تسجيل أقل من هذا العدد بأسوأ من القراءة السابقة.

في الوقت نفسه، فمن المتوقع أن ينخفض معدل البطالة ولكن بوتيرة أقل، حيث من المتوقع أن ينخفض معدل البطالة بنسبة 0.1% فقط ليسجل 6.8%، على أن تكون قراءة معدل البطالة بالقرب من مستويات شهر أكتوبر الماضي. ومن المحتمل أن يستقر مؤشر متوسط الأجور عند نفس مستويات شهر أكتوبر الماضي.

تأثير البيانات على الدولار USD

شهد الدولار USD تراجعا ملحوظا إلى أسوأ مستوياته منذ شهر أبريل عام 2018 خلال تداولات الشهر الماضي، ولا يزال يواصل تراجعه. ولذلك، فمن المتوقع أن يشهد الدولار USD المزيد من الضغوط في حالة سلبية بيانات سوق العمل غدا. على الجانب الآخر، قد لا يكون للبيانات الإيجابية نفس التأثير على تحركات الدولار USD في ظل وجود العديد من المؤثرات عليه بما في ذلك تطورات لقاح كورونا ومستجدات حزمة التحفيز ونتائج الانتخابات الأمريكية وأخيرا الارتفاع الملحوظ في وفيات كورونا داخل البلاد.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image