عاجل: أسعار النفط عالميًا تتابع السقوط الحاد مع تزايد إجراءات الإغلاق في أوروبا

عاجل: أسعار النفط عالميًا تتابع السقوط الحاد مع تزايد إجراءات الإغلاق في أوروبا

تباين أداء عقود النفط في الجلسة الآسيوية لليوم الخميس، بعد أن كانت مختلف العقود الرئيسية للسائل الأسود قد تراجعت بنسب حول 5٪ خلال الجلسة السابقة، وهو ما تسبب في هبوط خام برنت عن حاجز الـ 40 دولار لأول مرة منذ أسابيع طويلة. ووجد الوقود الدعم في تطورات إعصار زيتا وتأثيره على الإنتاج في الولايات المتحدة.

فعند الساعة 12:00 منتصف الليل بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:00 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفعت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة 0.24٪ لتتداول عند 37.48 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد انخفضت بنسبة هامشية بلغت 0.05٪ لتتداول عند 39.62 دولار للبرميل.

وكانت أسواق النفط قد تلقت ضربة قوية في الجلسة السابقة، حيث أعلنت فرنسا وألمانيا عن قيود شديدة على الحركة والتنقل والنشاطات الاجتماعية والأعمال، بهدف مواجهة التسارع الواضح في ارتفاع أعداد المصابين بفايروس كورونا في البلدين. وفي الأسابيع القليلة الماضية، ساء الوضع الوبائي في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما دفع الكثيرين إلى توقع المزيد من الإجراءات لمواجهة ذلك، وهو ما حصل بالفعل يوم أمس وبشكل رسمي. وساعدت هذه الأخبار على مضاعفة مخاوف الأسواق حول الطلب على الوقود في ظل استمرار فرض مثل هذه الإجراءات، ومخاوف حدوث ركود اقتصادي أطول مما كان متوقعاً سابقاً، وهو ما ساهم في سقوط الأسعار بما يزيد عن 5٪.

وخلال الجلسة الآسيوية، استعاد النفط جزءاً يسيراً من الخسائر التي مني بها، وذلك بمساعدة من إعصار زيتا، الذي تسبب في ايقاف حوالي ثلثي الإنتاج، في منطقة خليج المكسيك الغنية بالنفط. وعلى الجانب الأخر، تسببت عودة الإنتاج الليبي إلى الأسواق العالمية بعد 8 أشهر من الغياب في الدفع بمخاوف زيادة العرض إلى الواجهة.

ويثير الارتفاع العالمي المستمر في حالات الإصابة بفايروس كورونا، وخصوصاً في الاقتصادات الكبرى في قارتي أوروبا وأمريكا الشمالية، الكثير من القلق لدى المستثمرين. وأعاد ذلك تركيز الأسواق إلى المصاعب الاقتصادية التي شهدها العام الحالي، بدلاً من آمال الانتعاش التي شوهدت في الأشهر القليلة السابقة.

وفي حديث له مع رويترز، قال مايكل مكارثي، كبير محللي السوق في كل من (سي ام سي ماركتس) و(ستوكبروكينج): "لقد كانت ضربة تلو الأخرى بالنسبة لتوقعات النفط الخام. سواء كان ذلك على جانب العرض مع عودة ليبيا إلى الانتاج والتصدير، أم الافتقار إلى الانضباط في مجموعة أوبك+، أم اجراءات الإغلاق الجديدة والشديدة في ألمانيا وفرنسا. كل هذه الأمور تؤثر سلباً على التوقعات". 

وفي الولايات المتحدة، ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي الرسمي الذي صدر يوم أمس، أن مخزونات النفط الخام قد ارتفعت بـ 4.3 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من توقعات المحللين الذين يتابعهم موقع Investing.com والذين كانوا يتوقعون ارتفاع المخزون بواقع 1.23 مليون برميل. وكانت المخزونات قد تراجعت بمقدار 1 مليون برميل الأسبوع الذي سبقه.

كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن النفط الخام المخزن في نقطة تسليم كوشينغ بولاية أوكلاهوما قد انخفض بمقدار 422 ألف برميل فقط، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 2.5 مليون برميل.

وبذلك، يكون المخزون قد انخفض في أسبوعين فقط من الأسابيع الستة الأخيرة، حيث يحاول الاقتصاد العودة إلى الحياة بعد إجراءات الإغلاق المتعلقة بوباء كورونا. 

ومما يضيف إلى حالة عدم التأكد العامة في الأسواق المالية، هو أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد أصبحت على بعد 5 أيام فقط. ويشعر البعض بالقلق من انتهاء هذه الانتخابات إلى نتيجة متنازع عليها، بسبب التغييرات في طريقة التصويت التي تسبب بها وباء كورونا، واعتماد ملايين الأمريكيين التصويت الغيابي أو التصويت عبر البريد.

ومع استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفايروس في توجيه الضربات للطلب على الوقود، فإن الموجة الثانية من الوباء تضغط على منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وشركائها في المجموعة الأكبر (أوبك+) لتأجيل زيادة الإنتاج المخطط لها. 

وللتذكير، كانت مجموعة أوبك+ الكبرى تخطط لرفع إنتاجها بدءاً من أول أيام العام القادم، وذلك عن طريق تخفيض القيود المفروضة على الإنتاج من 7.7 مليون برميل يومياً، إلى 5.7 مليون برميل. ولكن يرى الكثيرون أن المجموعة قد تقرر تأجيل هكذا إجراء في ظل ظروف السوق الحالية. وكان الأمين العام لمنظمة أوبك محمد باركيندو، قد لمح في كلمة ألقاها يوم الإثنين ضمن فعاليات مؤتمر "ذكاء الطاقة" الهندي، والذي جرى عن بُعد، أن كتلة أوبك+ ترى أن تأجيل الزيادة المقررة في الإنتاج مع بداية العام القادم، لا يزال ممكناً، وأكد أن المجموعة "سوف تتكيف مع الواقع المتغير". وأضاف الأمين العام: "ليس لدينا أوهام، هذا التعافي سيستغرق وقتاً طويلاً".

ولكن، وفي ظل كل ذلك، هنالك بعض الأخبار التي تدعو للتفاؤل، حيث تعمل كل من الهند والصين على رفع نشاط شراء النفط. ففي الهند، وصلت كميات النفط الخام التي تم تكريرها إلى أعلى مستوى في ستة أشهر. أما الصين، فلقد بدأت في شراء الحصص المخصصة لعام 2021، في وقت مبكر.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image