وول ستريت بعد الظهر: التكنولوجيا تقود الخسائر

وول ستريت بعد الظهر: التكنولوجيا تقود الخسائر

بقلم ياسين إبراهيم

انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية اليوم الخميس، مع عودة البيع الكثيف على أسهم التكنولوجيا العملاقة، وبعد صدور بيانات اقتصادية تشير إلى تباطؤ في الانتعاش الإقتصادي في وقت تتلاشى فيه الآمال بالمزيد من أموال التحفيز الحكومي.

فمع دخول جلسة التداول ساعات ما بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي، تراجع مؤشر داو جونز بـ 231 نقطة، أو ما يعادل 0.82٪، أما مؤشر إس إن بي 500 فلقد تراجع بنسبة 1.18٪.

وتلقى مؤشر نازداك 100 الضربة الأقوى بسقوطه بنسبة 1.57٪.

وعلى جبهة البيانات، ذكر مكتب إحصائات العمل الامريكي في تقريره الأسبوعي المعتاد أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على معونات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد تراجع بمقدار 33 ألف شخص إلى ما مجموعه 860 ألف شخص، من 893 ألف في الأسبوع الذي سبقه، وهو الرقم الذي تم تعديله في تقرير اليوم، من الإصدار الأولي البالغ 884 ألف شخص. وكان المحللون يتوقعون تراجع مطالبات البطالة بشكل أكبر إلى 850 ألف خلال الأسبوع المذكور.

كما ذكر التقرير كذلك أن المطالبات المستمرة، والتي يتم إحتسابها للأسبوع الذي يسبق الأسبوع الذي تُحتسب له المطالبات الأولية، قد تراجعت بواقع 900 ألف مطالبة، لتصل إلى 12.628 مليون، وهو أدنى مستوى لها منذ بدء الإرتفاع الكبير في المطالبات، والذي تبع إنتشار وباء كورونا في البلاد خلال فصل الربيع.

وفي تقرير منفصل صدر اليوم كذلك، ذكرت وزارة التجارة الأمريكية أن بدء بناء المنازل الجديدة في الولايات المتحدة قد تراجع أكثر مما كان متوقعاً، إلى ما مجموعه {{||ecl-1511.416 مليون}} وحدة سكنية، بينما تراجعت تصاريح البناء بشكل طفيف إلى {{||ecl-1.47 مليون}} تصريح، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تأمل في إرتفاع إلى 1.52 مليون.

وفي أول اجتماع له منذ الإعلان عن تغيير سياسته تجاه التضخم، تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي مساء أمس الأربعاء بالحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر حتى عام 2023 على الأقل، وهو ما كان هذا متوقعاً على نطاق واسع، لكن البنك المركزي الأكبر في العالم، قلل كذلك من توقعاته للإنكماش الإقتصادي للعام الحالي، وبشكل كبير، حيث أصبح الأن يتوقع إنكماشاً بنسبة 3.7٪، بدلاً من التقديرات السابقة التي كانت تتقوع إنكماشاً أكثر ضرراً، وبنسبة 6.5٪.

كما قام البنك بتعديل توقعات النمو الإقتصادي لعام 2021 من 5٪ إلى 4٪، وتوقعات العام 2022 من 3.5٪ إلى 3٪، إل أن البعض يرى أن هذا ما زال يمثل تقييماً متفائلاً للتعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الكورونا. بالإضافة إلى ذلك، رفع الاحتياطي الفيدرالي أيضاً توقعاته لكل من التوظيف والتضخم.

وفي تقرير لبنك جولدمان ساكس، قال المحلل الاستراتيجي ديفيد ميركل: "نعتقد الآن أنه من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى بعض المحفزات الإضافية، مثل الارتفاع في عوائد السندات للآجال الأطول، أو تدهور الاقتصاد، حتى يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من التحفيز. ولكن وعلى النقيض من ذلك، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مراراً وتكراراً أن البنك المركزي يعتبر موقفه السياسي الحالي "مناسباً" وذكر الأسواق بالحاجة إلى الدعم من السياسة المالية، وليس النقدية.

وعلى هذا الصعيد ذكرت صحيفة بوليتيكو اليوم الخميس أن الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ ما زالوا يقاومون ضغوط الرئيس ترامب لصياغة حزمة تحفيز جديدة أقرب إلى حجم الحزمة التي اقترحتها لجنة مشتركة من أعضاء مجلس النواب من الحزبين.

وواصلت أسهم عمالقة التكنولوجيا السقوط، بقيادة سهم فيسبوك (NASDAQ:FB) الذي سقط بأكثر من 3٪، وسجلت كل من آبل (NASDAQ:AAPL)، وأمازون (NASDAQ:AMZN)، وألفابيت (NASDAQ:GOOGL) ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) الخسائر كذلك.

أما سنوفليك (NYSE:SNOW) فلقد إنهار سهمها بنسبة 7٪، لكن هذا الرقم لا يمثل إلا جزءاً يسيراً من الأرباح التي حققها السهم يوم أمس الأربعاء، عندما تضاعف سعره وصعد بأكثر من 100% في أول يوم تداول له بعد تسعير الإكتاب العام الأكبر في 2020، والذي إنتهى الثلاثاء.

واستمرت معاناة الأسهم المالية، حيث انخفضت أسهم عمالقة القطاع سيتي جروب (NYSE:C)، وجي بي مورجان (NYSE:JPM)، وجولدمان ساكس (NYSE:GS)، بأكثر من نقطة مئوية كاملة وسط مخاوف من أن يتسبب تعهد الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر حتى عام 2023 في الضرر بأرباح البنوك من القروض.

ولكن أسهم قطاع المواد الخام تجنبت الإتجاه العام في السوق، حيث ارتفع سهم موازييك (NYSE:MOS) بأكثر من 5٪ بعد تراجعها في الجلسات السابقة، وذلك بعد أن أعلنت الشركة عن مضاعفة إيراداتها في أغسطس.

وفي أخبار أخرى، سقط سهم (ديف أند بسترز) للترفيه بنسبة 24٪ بعد أن ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) المتخصصة أن الشركة حذرت المساهمين من احتمال تعرضها للإفلاس، إذا لم تتوصل إلى اتفاق مع دائنيها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image