النفط يرتفع لثالث يوم على التوالي بعد اجتماع أوبك+

النفط يرتفع لثالث يوم على التوالي بعد اجتماع أوبك+

بقلم باراني كريشنان

ارتفعت أسعار النفط الخام يوم الخميس، وحققت المكاسب لليوم الثالث على التوالي، بعد انتهاء اجتماع أوبك+، والتي يبدو أن أعضائها قد أظهروا تعاوناً كاملاً بشأن تخفيضات الإنتاج، وبعد أن رفع وزير النفط السعودي من احتمالات إجراء المزيد من التخفيضات في الإنتاج إذا فقد التعافي الاقتصادي العالمي المزيد من الزخم.

وكما هو متوقع، انتهى اجتماع مجموعة أوبك+ على مستوى الوزراء اليوم الخميس دون أي تغيير في سياسة الإنتاج، ولكن وسائل الإعلام نقلت عن وزير النفط السعودي قوله إن الكتلة قد تدعو إلى اجتماع غير مجدول آخر إذا تدهور الوضع أكثر مما هو عليه الأن.

فلقد قال الأمير عبد العزيز بن سلمان، صاحب القرار بشأن السياسة النفطية في الدولة المنتجة للنفط ذات النفوذ الكبير في العالم: "أولئك الذين يريدون المقامرة في سوق النفط سيتألمون كثيراً."

وأضاف بن سلمان: "سأجعل هذا السوق متقلباً."

ولكن المحللون شككو في صدق اللفتة السعودية.

فلقد كتبت د. إيلين والد ، رئيسة شركة ترانسفيرسال للإستشارات، في مقال لها على موقع: "نظراً لأن المملكة العربية السعودية تدرك على الأرجح أن الصين ودولاً أخرى في آسيا ستشهد زيادة في الطلب، فمن غير المرجح أن توافق على المزيد من إجراءات خفض الإنتاج في هذا الوقت."

وقبل يومين فقط، بدا أن مجموعة أوبك+ التي تقودها السعودية وروسيا والتي تضم 23 دولة منتجة للنفط، لم تستقر على رأي بشأن كيفية التعامل مع الانهيار المفاجئ في أسعار الخام إلى ما دون مستوى الـ 40 دولار للبرميل، بسبب استمرار التراجع في الطلب على الطاقة في أعقاب إنتشار وباء الكورونا.

كما ألقت نهاية موسم القيادة الصيفية في الولايات المتحدة بظلال من الشكوك على استهلاك البنزين، في حين أن بعض أعضاء أوبك+، مثل العراق، وحتى روسيا، لم يلتزموا بتخفيضات الإنتاج التي تم التعهد بها في أبريل.

وفي ساعات بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي، قفزت عقود الخام الأمريكي الآجلة بنسبة كبيرة بلغت 2٪، او ما يعادل 81 سنتاً، لتتداول عند 40.97 دولار للبرميل، لتحقق بذلك مكاسب تجاوزت 10٪ منذ إفتتاح الأسبوع، وتعوص جزءاً كبيراً من خسارة بلغت 13٪ في الأسبوعين السابقين.

أما العقود الآجلة لنفط برنت، والتي تعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد إرتفعت بنسبة ضخمة بلغت 2.9٪، أو ما يعادل 1.21 دولار، لتتداول عند 43.43 دولار للبرميل، لتحقق مكاسب أسبوعيه بنسبة 8.7٪.

وكانت أسواق النفط قد تعرضت لضغوطات كبيرة في الأسابيع الأخيرة بفعل مؤشرات متعددة على ضعف الطلب العالمي، مما أدى إلى خفض كل من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية IEA توقعاتهما للاستهلاك هذا العام بمقدار 300 ألف و400 ألف برميل يومياً على التوالي. كما تباطأ الطلب الصيني على وجه الخصوص بعد أن قامت المصافي الخاصة في البلاد بإستغلال أسعار النفط المنخفضة جداً خلال الأشهر الأخيرة، وإشترت بكميات ضخمة حتى إمتلأت منشآت التخزين الخاصة بها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image