خبير اقتصادي: أسواق الأسهم ربما تخذل المتشائمين، كيف هذا؟

قال مارك توين : "التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه غالباً ما يترك قافية".

قام إيد يارديني، كبير استراتيجية الاستثمار في (يارديني للأبحاث)، بتطبيق هذه الكلمات على ما يراه معظم متابعي الأسواق المراقبين على أنه مناخ فريد لتداول الأسواق هذه الأيام. هذا ليس صحيحاً بالضرورة بحسب رأي يارديني.

كتب يارديني في مدونة: "نحن نعيش في أوقات ممتعة، إن لم تكن غير مسبوقة. يمكن أن تكون العشرينيات المزدهرة التي شهدها القرن الماضي مشابهة لعشرينيات مزدهرة في القرن الحالي". 

فعلى سبيل المثال، قارن الخبير الإستراتيجي بين وباء كورونا الحالي والإنفلونزا الإسبانية في 1918، والتي قتلت ما يقدر بنحو 50 مليون شخص وأصابت نحو 500 مليون إنسان حول العالم."

ويتابع يارديني: "الخبر السار في هذه المقارنة هو أن الأخبار السيئة التي حدثت خلال عشرينيات القرن الماضي، تبعها ما يُعرف بـ هدير العشرينيات. حتى الآن، بدأت عشرينيات هذا القرن بوباء، ولكن لا يزال هناك أمامها الكثير من السنوات حتى تصبح عشرينيات القرن الحالي مزدهرة كما حصل مع سابقتها في القرن الماضي".

إن مفتاح الازدهار القادم، سيكون كما كان الحال عشرينيات القرن الماضي، هو الإنتاجية المعززة بالتكنولوجيا.

ويقول يارديني: "من يتنبؤن بالشؤم ونهاية العالم الأن، قد يجدون أنفسهم مرتبكين أمام ابتكارات التكنولوجيا الحيوية التي قد لا تقدم لقاحاً لفايروس كورونا 19 فحسب، بل لكل فيروسات الكورونا. يدرس العلماء مجموعة من الأساليب لمحاربة فيروس كورونا 19. ونحن نأمل، أنه بالإضافة إلى العثور على علاج أو لقاح لهذا الفايروس بالتحديد، أن تكون إحدى النتائج المفيدة لكل هذه الأبحاث، هي أن يتعلم العلماء العديد من الطرق الجديدة لمكافحة الأمراض بشكل عام، و الفيروسات بشكل خاص ".

أضف هذا إلى الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، وتكنولوجيا البلوكتشين، والمركبات الكهربائية، والحوسبة الكمية، وما إلى ذلك، وستجد، كما يقترح يارديني، أننا يمكن أن نكون بصدد تحول تاريخي، مثل الكثير من التطورات في النقل والصناعة والكهرباء والسباكة التي بدأت في تلك الحقبة وتطورت خلال الـ 100 سنة الأخيرة.

ماذا يعني كل هذا لسوق الأسهم؟

كما كتب يارديني للعملاء في تقرير أصدره يوم الأربعاء، فإنه يرى أن مؤشر (ستاندرد آند بورز 500) سينهي هذا العام بقوة، بفضل الحجم الضخم لحزم التحفيز التاريخية التي شهدناها كرد فعل على الوباء، وبفضل الاتجاه الصعودي المرن للمؤشر. وتوقع أن يمتد الشراء إلى عام 2021، حيث يمكن أن ينهي المؤشر العام بأرباح مئوية من خانتين.

وأضاف: " لقد انتهت عشرينيات القرن الماضي بإنفجار في سوق الأسهم، تلاه انهيار، ربما تشهد عشرينيات القرن الحادي إنفجاراً مشابهاً بالفعل، وقد يكون بدأ ذلك في 23 آذار/مارس".

إذا كان التاريخ بالفعل يترك وراءه قافية، فإن هذا الارتفاع لديه فترة طويلة من تسجيل المزيد، لكن قد يرغب المستثمرون في وضع إشارة على أجنداتهم لخريف عام 2029، فكلنا نعلم ما حصل وقتها.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image