هل تُشعل تصريحات باول موجة جديدة لارتفاع بيتكوين والعملات الرقمية؟

يبدأ اليوم الأربعاء، اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) الذي يستمر ليومين، وهو الحدث الذي ينتظره المستثمرون في الأسواق المالية، خاصة في سوق العملات الرقمية. وبينما تُشير التوقعات إلى تثبيت أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% إلى 4.50% بنسبة تقارب 99%، يبقى خطاب جيروم باول العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد اتجاه بيتكوين والأصول الرقمية الأخرى.
تُظهر أسواق العملات الرقمية حاليًا حالة من الترقب، حيث يتحرك بيتكوين في نطاق ضيق بين 92,000 و97,000 دولار، بانتظار إشارة واضحة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول استراتيجيات الفائدة وموقفه من التضخم. تُدرك الأسواق جيدًا أن أي تغيير في نبرة باول قد يُحدث تقلبات حادة في أسعار الأصول الرقمية، ما يجعل هذا الاجتماع أحد أكثر الأحداث تأثيرًا في الأسواق خلال الربع الثاني.
الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في موقف معقد
تأتي هذه التحركات وسط تصاعد المخاوف بشأن ركود تضخمي محتمل، مع تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم، خاصة بعد إعادة إحياء النقاش حول الرسوم الجمركية من قبل الرئيس دونالد ترامب. يضع هذا الاحتياطي الفيدرالي في موقف معقد، حيث عليه اتخاذ قرار بين خيارين صعبين:
الأول، الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة، وهو ما قد يُبطئ النشاط الاقتصادي بشكل أكبر، ويزيد من الضغوط على سوق العمل والأسر الأمريكية. والثاني، خفض أسعار الفائدة، مما قد يعيد إشعال التضخم ويدفع بالأسواق إلى حالة من عدم الاستقرار المالي.
رسائل متباينة من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
ورغم تصريحات باول الأخيرة التي تُشير إلى استمرار التشديد النقدي، تشير بعض الإجراءات في خلفية المشهد إلى تراجع ضمني في موقف الفيدرالي. فعلى سبيل المثال، تباطأت وتيرة التشديد الكمي، واستؤنفت عمليات إعادة شراء سندات الخزانة بهدوء، كما يجري تخفيض الميزانية العمومية بوتيرة أقل. هذه الخطوات تُعزز التكهنات بأن الفيدرالي قد يكون يستعد للتحول نحو سياسة تيسير نقدي في المستقبل القريب، على الرغم من نبرته المتشددة علنًا.
بيتكوين قد يتأثر بشكل كبير
إذا خرج باول برسالة أكثر تفاؤلًا اليوم، فقد نشهد اختراق بيتكوين لحاجز 97,000 دولار، مع تجدد ثقة المستثمرين في الأصول الرقمية. أما إذا حافظ على نبرته المتشددة، فقد يعود بيتكوين لاختبار مستويات الدعم قرب 92,000 دولار، مما يعكس تراجعًا في شهية المخاطرة.
تُدرك أسواق العملات الرقمية أهمية هذا الاجتماع، ليس فقط على مستوى التوقعات قصيرة الأجل، بل أيضًا على مستوى التحولات الهيكلية في السياسات النقدية التي قد تُعيد تشكيل اتجاه الأسواق لبقية العام.