بعد أن توقع ارتفاع البيتكوين 100 مرة..صندوق شهير يصفي محفظته من العملات الرقمية

أغلقت فاوندرز فاند، شركة رأس المال الاستثمارية التي شارك في تأسيسها الملياردير بيتر ثيل، جميع رهاناتها لمدة ثماني سنوات تقريبًا على العملات الرقمية قبل وقت قصير من بدء السوق في الانهيار العام الماضي، مما أدى إلى تحقيق عوائد بنحو 1.8 مليار دولار.

وقام الصندوق الذي يتخذ من سان فرانسيسكو مقراً له بأول استثمار له في عملة البيتكوين في أوائل عام 2014 واستمر في استثمار مبالغ كبيرة في العملات الرقمية.

التخلي عن العملات الرقمية

وقال أشخاص مقربون من الصندوق إن حوالي ثلثي استثماراتها الإجمالية كانت تستخدم لشراء البيتكوين. كما باع فاوندرز فاند الغالبية العظمى من محفظته من العملات الرقمية بالكامل بحلول نهاية مارس 2022 - قبل أن يكتسح سوق الأصول الرقمية أزمة في مايو من العام الماضي، حسبما قال أحد الأشخاص المقربين من الصندوق.

وقال الأشخاص إن الصندوق ليس لديه حاليًا تعرض كبير للعملات الرقمية. كما لم يتم الإبلاغ سابقًا عن إنهاء رهانه على العملة المشفر. في حين كان ثيل، وهو داعم كبير للمرشحين الجمهوريين ومؤيد للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من أوائل المستثمرين الرئيسيين الذين اشتروا مبالغ كبيرة من البيتكوين، وبالتالي كان متفائلًا بصوت عالٍ بشأن العملة الرقمية.

ارتفاع 100 مرة.. ماذا حدث بعد ذلك؟

وفي أبريل 2022، في نفس الوقت الذي باع فيه فاوندرز فاند معظم ممتلكاته من العملات الرقمية، قال ثيل إنه متفائل بشأن مستقبل البيتكوين. وقال في مؤتمر للعملات الرقمية في ميامي "نحن في نهاية نظام النقود الورقية" واقترح أن سعره - الذي كان يتم تداوله في ذلك الوقت عند حوالي 44000 دولار - قد يرتفع بمقدار 100 مرة.

وقال ثيل إن الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورجان (NYSE:JPM) جيمي ديمون ورئيس بلاك روك لاري فينك إنه "بحاجة إلى تخصيص بعض أموالهم لعملة البيتكوين".

ارتفاع وتقلبات

ارتفع سعر البيتكوين، الذي تم إطلاقه في عام 2009، بشكل كبير من حوالي 750 دولارًا في عام 2014 إلى أعلى مستوى له على الإطلاق بأكثر من 65000 دولار بحلول نوفمبر 2021.

ومع ذلك، كان سعره متقلبًا في السنوات الأخيرة، مع العديد من الانهيارات الكبيرة في القيمة، بما في ذلك انخفاض إلى حوالي 15500 دولار في نوفمبر من العام الماضي، وهو أدنى مستوى له في عامين.

وتعرضت سوق الأصول الرقمية لأزمة منذ مايو من العام الماضي، مما أجبر شركات عملات رقمية رفيعة المستوى مثل تيرا فورم لابس وسليسيوس وفوياجير وثري أروز كابيتال على الإفلاس.

كذلك، تعرضت معنويات السوق تجاه العملات الرقمية لمزيد من الضرر في نوفمبر عندما أغلقت اف تي اكس، ثاني أكبر بورصة للعملات الرقمية، بسبب دائنيها بأكثر من 3 مليارات دولار، واتهم مؤسسها المشارك سام بنكمان فرايد بعدة تهم احتيال.

وبحلول شهر ديسمبر، فقدت عملة البيتكوين حوالي ثلاثة أرباع قيمتها من ذروتها وتم محو أكثر من 2 تريليون دولار من قيمة سوق العملات الرقمية العالمي.

المؤسسات تبتعد

ابتعدت العديد من المؤسسات المالية الكبيرة عن العملات الرقمية بسبب مخاوف بشأن الأمن السيبراني وصلاتهم بغسل الأموال والاتجار بالمخدرات. وفي عام 2017، وصف ديمون من جيه بي مورجان عملة البيتكوين بأنها "احتيال".

وكان تحول مؤسسي فاوندرز في العملة الرقمية، والذي كان أحد مواقعه الأساسية، واحدًا من حوالي تسع عمليات تخارج كبيرة قام بها صندوق المشاريع بين عام 2020 ونهاية العام الماضي والتي سمحت له بإعادة ما يقرب من 13 مليار دولار للمستثمرين.

وشملت التخارج الأخرى أيضًا العروض العامة الأولية للشركات التي دعمتها منذ أوائل عمليات جمع التبرعات، مثل اير بي ان بي وبلانتير، مجموعة تحليلات البيانات التي شارك ثيل في تأسيسها.

وشارك ثيل في تأسيس باي بال في عام 1998 وأصبح أحد أكثر المستثمرين نجاحًا في سيليكون فالي، بما في ذلك كونه أول صاحب رأسمالي مغامر يدعم الفيسبوك.

ويمتلك فاوندرز فاند أكثر من 11 مليار دولار تحت إدارته، بما في ذلك 5 مليارات دولار من رأس المال الذي تم جمعه عبر صندوقين العام الماضي، واستحوذ على حصص في أكثر من 100 شركة، مثل اكس سبيس لإيلون ماسك، وتطبيق ليفت للتوصيل بالركوب، ومجموعة أندوريل للتكنولوجيا الدفاعية.