ارتفاع سعر "الذهب" عالميًا" وسط احتدام التوتر الصيني-الأمريكي

ارتفاع سعر "الذهب" عالميًا" وسط احتدام التوتر الصيني-الأمريكي

استأنفت العقود الآجلة للذهب صعودها اليوم الاثنين، بعد أن أوقفت بيانات الوظائف الأمريكية التي صدرت الجمعة، سلسلة مذهلة من خمس جلسات متتالية من المكاسب. حققت عقود الذهب أرابحًا في بداية الأسبوع بعد أن فرضت الصين عقوبات جديدة على المسؤولين الأمريكيين في رد انتقامي على ما يبدو على إجراءات مماثلة سبقتها إليها الولايات المتحدة ضد مسؤولين من الصين وهونج كونج الأسبوع الماضي.

وقالت بكين إنها ستعاقب 11 سياسياً أمريكياً، من بينهم السيناتور تيد كروز والسيناتور ماركو روبيو، رداً على العقوبات الأمريكية التي أعلنت على نفس العدد من المسؤولين الصينيين الأسبوع الماضي.

من المتوقع أن يكون هنالك جولة جديدة من العقوبات الأمريكية في الشهر أو الشهرين المقبلين، إعتماداً على قائمة وزارة الخزانة، التي تحدد جميع الكيانات التي تنتهك فرض العقوبات على الصين، وهي قائمة تقول الأبحاث المستقلة إنها قد تشمل البنوك التجارية الحكومية الصينية.

وكتب بيتر كارديللو، كبير اقتصاديي السوق في سبارتان كابيتال سيكيوريتيز: "إن إرتفاع أسعار الذهب بعد أخبار الصين يعزز عمليات الشراء الجديدة، بعد ما شاهدناه من جني أرباح يوم الجمعة الماضي".

وارتفع عقد الذهب الآجل لشهر كانون الأول/ديسمبر بنسبة 0.70٪ أو ما يعادل 13.20 دولار ليتداول عند 2,041.20 دولار للأونصة. وكان المعدن الثمين قد سقط بنسبة 2٪ يوم الجمعة الماضي، لينهي الأسبوع على مكاسب بنسبة 2.1٪ فقط، بعد أن كان قد وصل إلى ضعف هذه المكاسب تقريباً، قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية. ومع إغلاق الجمعة، كانت هذه السلعة قد إرتفعت في تسعة أسابيع متتالية، لتسجل أطول سلسلة ارتفاع أسبوعي منذ الفترة المنتهية في 12 آيار/مايو 2006.

وتأتي هذه القرارات الصينية لتشكل حلقة أخرى من تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، والتي أثارتها بشكل جزئي حيثيات تعامل بكين مع وباء كورونا، وقوانين الأمن القومي التي يتم فرضها في هونغ كونغ، بالإضافة إلى قرارات كل من الدولتين بإغلاق قنصلية للأخرى: القنصلية الصينية في هيوستن، والقنصلية الأمريكية في تشنغدو.

ويرتبط ضعف الذهب الذي شهدته الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي إلى حد كبير بانتعاش الدولار، العملة التي يتم تسعير الذهب بها، وبإرتفاع في عوائد السندات الحكومية، مما أثر على شهية المستثمرين تجاه المعدن الذي يعتبر الملاذ الآمن رقم 1 بين كل الأدوات الإستثمارية.

ووفق أحدث بيانات التداول، ارتفع مؤشر الدولار في بورصة العملات الدولية ICE بنسبة 0.1٪ ليسجل 93.566. وفي ذات الوقت، تراجع عائد سندات الخزينة الأمريكية لـ 10 سنوات بواقع 19 نقطة أساس، ليسجل 0.564٪.

ويعتقد المستثمرون الذين يقومون بشراء الذهب بأن هذا المعدن الثمين، وشقيقه الفضة، هما حالياً في اتجاه صعودي على المدى الطويل، بسبب الإجراءات التي اتخذتها الحكومات والبنوك المركزية لمساعدة الاقتصادات المتضررة بشدة من إنتشار وباء كورونا. 

وقال جيم ويكوف، كبير المحللين الموقع المتخصص بالذهب كيتو دوت كوم: "من وجهة نظر التحليل الفني، يتمتع المراهنون على ارتفاع الذهب بالدعم من الصورة الفنية القوية للمدى القصير". وقال ويكوف إن مقاومة الذهب على المدى القصير ربما تكون عند مستوى 2,100 دولار. وكتب ويكوف في تقريره اليومي: "الهدف التالي للدببة في هبوط أسعار الذهب على المدى القصير هو دفع أسعار العقود الآجلة إلى ما دون الدعم الفني القوي عند مستوى 2,000 دولار".

ومن أخبار تداول المعادن كذلك، قفزت عقود الفضة لشهر أيلول/سبتمبر بنسبة كبيرة بلغت 5.83٪ أو ما يعادل 1.01 دولار، لتتجاوز تماماً خسائر يوم الجمعة، علمان أن المعدن الثمين والصناعي في آن واحد كان قد أنهى تداولات الأسبوع الماضي بتحقيق مكاسب حادة وصلت إلى 13.7٪.

وقال ويكوف: "إن الهدف الصعودي التالي لثيران الفضة هو الحصول على إغلاق للأسعار فوق مستوى المقاومة الفنية القوية عند 30 دولار للأونصة".

استمر المسثمرون في مراقبة تطورات القرارات الحكومية الأمريكية المتعلقة بتقديم الدعم المالي لمساعدة المواطنين الذين فقدوا وظائفهم بسبب إنتشار الوباء القاتل، وذلك بعد أن فشلت المفاوضات بين جانبي الكونجرس في التوصل إلى اتفاق بشأن تفاصيل المساعدات الأسبوع الماضي. ودفع ذلك الفشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التصرف وحيداً، فأعلن يوم السبت عن توقيعه 4 أوامر تنفيذية رئاسية، قرر من خلالها إيقاف تحصيل الضرائب على الرواتب، وتقديم المساعدة للمستأجرين، والمساعدة في دفع قروض الطلاب، وتمديد جزئي لإعانات البطالة الإضافية، التي انتهى سريان مفعولها مع نهاية الشهر الماضي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image