التقرير الأسبوعي: استقرار أسعار الذهب أعلى 1730 دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب استقرار ملحوظ على مدار تعاملات الأسبوع المنتهي اليوم الجمعة، فقد سجل الذهب تحركات تتراوح بين المستويات 1700 و 1737 دولار للأوقية ودارت معظم تداولات قرابة المستويات 1730 دولار للأوقية على مدار الأسبوع وسط حالة عدم يقين قد سيطرت على الأسواق ودعمت استقرار أسعار الذهب أعلى 1730 دولار للأوقية. بينما كانت أدنى مستويات قد وصل لها الذهب خلال الأسبوع قرابة 1705 دولار للأوقية.

وقد بدأ الذهب تداولات الأسبوع على هبوط، على الرغم من تصاعد المخاوف من جديد بسبب إعلان السلطات الصحية في بكين عن ارتفاع الإصابات الجديدة في المدينة مرة أخرى إلى نحو 79 حالة جديدة، فيما يعد أكبر ارتفاع في حصيلة الإصابات اليومية منذ فبراير الماضي. وقد أعلنت السلطات في العاصمة بكين عن عودة قيود الإغلاق مرة أخرى، ويتضمن ذلك وضع نقاط تفتيش أمنية وإغلاق المدارس.

وتتزامن تلك الأنباء أيضًا مع التقارير الصادرة عن ارتفاع الإصابات الجديدة في عدة ولايات أمريكية، وقد أشار أحد الأطباء الأمريكيين اليوم أن الموجة الثانية من الفيروس قد بدأت بالفعل، ومع اتجاه السلطات في البلاد إلى رفع حالة الإغلاق وعدم التزام المواطنين بإجراءات التباعد الاجتماعي أو ارتداء أقنعة الوجه، لإن الضغوط ستزيد على القطاع الصحي مرة أخرى.

على الجانب الآخر، ذكر الطبيب ويليام شافنر أنه لا يتوقع أن تكون هناك حالة إغلاق أخرى، نظرًا لأن تداعيات الإغلاق في المرة الأولى على الاقتصاد قد تستمر لعدة سنوات. وتتوافق تلك التصريحات مع تصريحات مسؤولين أمريكيين في نهاية الأسبوع الماضي من بينهم المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض الذي قال إنه لن يكون هناك لجوء لغلق البلاد مرة أخرى، كما أشار مسؤولون إلى إمكانية إعادة فتح الشركات الصغيرة في يوليو المقبل.

وتصاعدت الآمال خلال تداولات الأسبوع بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن شراء سندات الشركات، في الوقت نفسه، صدرت تقارير صحفية تظهر أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبحث في الوقت الحالي إقرار حزمة تحفيز جديدة لدعم الاقتصاد تقدر بنحو تريليون دولار. وفي الوقت الحالي، تجري شهادة محافظ الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، والتي من شأنها التأثير على تحركات الدولار الأمريكي، وبالتالي أسعار الذهب.

بالإضافة إلى ذلك، دعمت بيانات مبيعات التجزئة التي فاقت التوقعات من ارتفاع الدولار الأمريكي، كما عززت من آمال تعافي الاقتصاد قريبًا. فقد سجل مؤشر مبيعات التجزئة خلال شهر مايو الماضي ارتفاعًا بنحو 17.7% بأعلى ارتفاع شهري على الإطلاق، كما أنه أعلى من توقعات الأسواق بتسجيل ارتفاع بحوالي 7.9% فقط. في الوقت نفسه، سجل المؤشر بقيمته الأساسية ارتفاع قويًا بنحو 12.4% مقارنة بتوقعات بارتفاع بنسبة 5.5% فقط.

من ناحية أخرى، حدت المخاوف من عودة تفشي فيروس كورونا من جديد وحدوث موجة ثانية من فيروس كورونا من تراجع أسعار الذهب خلال الأسبوع. فإن الصين قد أعلنت عن ارتفاع الإصابات مرة أخرى في بكين، بما دفع السلطات في العاصمة الصينية إلى الإعلان عن إجراءات الإغلاق في عدد كبير من المناطق. ومع غياب لقاح كورونا حتى الآن، كانت لتلك الأنباء تأثير سلبي على شهية المخاطرة.

وفي هذا السياق، كانت هناك العديد من التقارير الصادرة عن اكتشاف لقاح قد يقلل من نسب الوفيات في الولايات المتحدة، كما تم الإعلان عن بدء التجارب البشرية للقاح التجريبي في بريطانيا، إلا أن تلك الأنباء لم تقلل من المخاوف بصورة ملحوظة، خاصة مع تجاوز الإصابات العالمية حاجز 8 مليون حالة.

وخلال الساعات الأخيرة، تسجل العقود الآجلة للذهب صعود بحوالي 0.94% أو بمقدار 16.50 دولار أعلى المستويات 1747 دولار للأوقية، فيما تتداول العقود الفورية للذهب قرابة 1735 دولار للأوقية على ارتفاع يومي بحوالي 0.46%.

وتأتي تلك الارتفاعات وسط حالة من عدم اليقين مسيطرة على الأسواق خاصة مع بدء  فاعليات القمة الأوروبية مع دعوات مستمرة من قبل النمسا وألمانيا وكريستين لاجارد تحث قادة الاتحاد الأوروبي على توقيع اتفاق برنامج تمويل مشترك لدعم الاقتصاد الأوروبي.

وذلك فيما ننتظر خلال الساعات المقبلة صدور أي تصريحات من قبل قادة الاتحاد الأوروبي أو محافظ البنك المركزي الأوروبي.