هل يستمر ارتفاع "نفط برنت"؟ قراءة في تقرير منظمة الطاقة

هل يستمر ارتفاع "نفط برنت"؟ قراءة في تقرير منظمة الطاقة

عادت أسعار النفط للارتفاع بنهاية جلسة أمس، الاثنين، مع قرار جديد من الاحتياطي الفيدرالي بشراء سندات الشركات، لتتوسع بذلك حزمة تحفيز الفيدرالي.

عند الساعة 11:38 بتوقيت السعودية، ارتفع نفط برنت الخام لسعر 40.31 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بـ 1.10% وصولًا لسعر 37.58 دولار للبرميل.

وصدر اليوم من وكالة الطاقة الدولية توقعها الشهري لمستقبل الطلب على النفط حتى نهاية 2020، وخلال 2021. وقالت المنظمة إن الطلب على السلعة سيشهد تعافي قوي، ويساعد هذا في إعادة التوازن إلى السوق.

 

في تقريرها الشهري الراصد لتحركات الاتجاهات في سوق النفط عن كثب، قالت وكالة الطاقة الدولية إن الطلب على النفط سينخفض بـ 8.1 مليون برميل يوميًا هذا العام، أقل قليلًا من توقعات الشهر الماضي. في 2021، يعود الطلب على النفط لتسجيل مستوى قياسي بـ 5.7 مليون برميل يوميًا. ويرتفع النفط في الفترة الحالية مع عودة الاقتصاد العالمي للعمل بعد شهور طويلة من الإغلاق، أوقفت التعافي القوي في الطلب على النفط الخام. وعاد الطلب على النفط الخام بالصين إلى مستويات غير مسبوقة، وارتفع الطلب الهندي في مايو.

ولو استمر هذا الارتفاع، والتزمت الدول المنتجة للنفط بالخطط الموضوعة سيكون السوق قادر أكثر استقرارًا خلال النصف الثاني من 2020، وفق وكالة الطاقة الدولية.

بينما قررت أوبك+ تمديد العمل باتفاق تخفيض الإنتاج لفترة شهر إضافي، وهذا من شأنه زيادة سرعة عودة السوق إلى التوازن، ولكن تحذر المنظمة: "علينا ألا نهون من حجم عدم اليقين،" الذي ما زال يتصدى للسوق.

وعدلت الوكالة تقريرها لشهر يونيو، ليصبح متوافقًا مع توقعات وكالتها الأم، وكالة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تقدر تعرض الناتج المحلي الإجمالي العالمي لتراجع نسبته 6%، ويتعافى بنسبة 5.2% في عام 2021. وأضافت الوكالة بأن إعادة الدول افتتاح اقتصاداتها ما زال في حالة عالية من عدم اليقين.

وتستطرد الوكالة بأن تأثيرات الإغلاق السلبية ولّت، واستشهدت ببيانات قدمها المرصد الاقتصادي الفرنسي، وتوضح البيانات تراجعًا نسبته 27% في القيمة المضافة للنقل خلال فترة الإغلاق، والنقل عادة هو المسؤول عن الطلب العالمي عن النفط. كما أن التصنيع، والذي يشكل أكثر من ربع الطلب العالمي على الطاقة، فتعرض لضربة نسبتها 30%، وفق وكالة التعاون الاقتصادي والتنمية.

يهبط الطلب السنوي على النفط بـ 500,000 برميل يوميًا، بانخفاض عن تقديرات الشهر الماضي. ويدل هذا على بداية ولادة التعافي لمنتجات النفط والغاز.

تتوقع الوكالة هبوط الطلب على الطيران، ما يعني هبوط في الطلب على منتجات الطاقة بـ 3 مليون برميل في 2020. وتتوقع الوكالة أن الطلب على وقود الطائرات والكيروسين سيتعافى بـ 1 مليون برميل يوميًا في 2021، ليظل بهذا أسفل مستويات ما قبل الأزمة.

تسبب رالي السوق القوي، وتخمة المعروض في الإضرار بمحطات التكرير، مع هبوط حر لهوامش التكرير في شهر مايو. ولكن الوكالة تتوقع تعافي القطاع من الخسائر بحلول خريف العام المقبل.

لم يكن قطاع التكرير وحده هو المتضرر في سوق الطاقة، فهناك فائض كبير في المعروض. وقالت وكالة الطاقة الدولية إن المخزون ارتفع بـ 4.9 مليون برميل يوميًا في شهر أبريل، ليصل إلى 3.1 مليار برميل.

إضافة، تظل المخزونات النفطية عند مستويات قياسية الارتفاع، بزيادتها مليون برميل يوميًا إلى الآن.

ولكن، كان هناك هبوطًا في كمية النفط المخزن في خزانات بحرية، وهي أعلى تكلفة، ويظل بعيدًا مليون برميل فقط عن أعلى مستوى قياسي. وتوضح البيانات التي جمعتها وكالة الطاقة الدولية بأن مخزون النفط تسارع خلال الشهور الأولى من هذا العام، ومن المتوقع أن يعكس مساره خلال شهر يونيو.

وتابعت الوكالة بأن تخفيضات أوبك+، بـ 9.4 مليون برميل يوميًا ما بين أبريل ومايو، وتوقعات هبوط الإنتاج الأمريكي ما بين 900,000 برميل يوميًا هذا العام، و300,000 برميل العام المقبل، سيساعد في زيادة السحب من المخزون العملاق للعالم.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image