تراجع أسعار "النفط" متى يمكن الاطمئنان للسوق؟

تراجع أسعار "النفط" متى يمكن الاطمئنان للسوق؟

Investing.com - تراجعت أسعار النفط منذ يوم أمس على خلفية تقارير تفيد بأن روسيا ربما تعاود رفع الإنتاج في يوليو المقبل. سجلت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، خام غرب تكساس، تراجعًا نحو 33.70 دولار للبرميل بنسبة انخفاض بلغت 1.89%، بينما يسجل خام برنت تراجع بنسبة 2.10% لسعر 35.41 دولار للبرميل.

وشهدنا خلال شهر أبريل انهيار وصعود النفط من الرماد. في 20 أبريل هبطت أسعار النفط لأدنى الصفر، وأنهت أفضل شهر لها على الإطلاق. ولكن ما زال النفط متراجعًا بحوالي بقوة عن الأسعار المسجلة ببداية العام الجاري قبل أزمة كورونا الصحية وما لها من تداعيات اقتصادية.

أسعار النفط والتأثر بالطلب؟

يتحسن النفط على خلفية تحسن الطلب بقوة مع عودة الاقتصادات لفتح الأبواب. ولكن ليس هذا دافع النفط الوحيد للصعود، فكان الدافع الآخر هو التخفيضات التاريخية للإنتاج النفطي من جميع الدول المنتجة، لإعادة التوازن لسوق النفط لحين انتهاء الوباء.

وتقول التوقعات إن النفط سيعاود الصعود لمستويات ما قبل الأزمة، والمسألة هنا مسألة وقت فقط.

ولكن تقول توقعات أخرى بأن تأثيرات الأزمة لن تنتهي سريعًا، وبالفعل الطلب يتحسن، بيد أن التحسن هذا لا يروق للثيران. في واقع الأمر في توقعات جاوراي شارما من فوربس يقول إنه في أفضل الأحوال سيصعد النفط نحو 40 دولار للدولار، ولن يكون هذا قبل الربع الثالث من العام الجاري.

يضيف شارما بعدم واقعية توقعات صعود النفط لـ 50 أو 60 دولار للبرميل في الوقت الحالي، ويتابع بأن هذا محتمل على المدى الطويل. كما ينبه إلى خطورة موجة ثانية من الإصابات في ظل عدم وجود مصل أو لقاح فعال ضد الفيروس. فيوجد كثير من العوامل المجهولة التأثير تطغى على الأسعار.

ومع تصريح روسيا أمس، مضاف إليه عدم قدرة السوق على توقع رد فعل المنتجين في الولايات المتحدة، لا يمكن تغييب فكرة حرب سعرية أخرى.

ما يحول بين النفط وبين العودة

في ظل غياب تلك العوامل والتفاعلات لا يستطيع النفط على المدى القريب التعافي لمستويات ما قبل الأزمة. وعلى الجانب الإيجابي كانت هناك أنباء الطلب القوي من الصين، والإقبال الشره على أي قطرة نفط في السوق، وزيادة السعة الاستيعابية للمخزونات النفطية، ولكن بوجود جميع تلك الدوافع لم يتجاوز النفط 30 دولار للبرميل.

قال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، لبلومبرج في وقت سابق من الأسبوع: "في غياب السياسات الحكومية القوية، يستطيع التعافي الاقتصادي والأسعار المنخفضة العودة بالطلب لما كان، بل وأكثر مما كان."

ولكن هناك من يعترض من أعضاء الصناعة، على سبيل المثال صرح بيرنارد لوني، الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، لفايننشال تايمز هذا الشهر أن النفط ربما يقارب ذروته.

قال لوني: "لا أعتقد أننا نعلم إلى ما سيفضي هذا. بالتأكيد أنا لا أعلم." "أيمكن أن تكون هذه ذروة النفط؟ ربما. ربما. لا أستطيع نفي هذا."

يظل عدم اليقين لاعب قوي في السوق في الوقت الراهن. بينما يتقلص الإمداد النفطي.

ما حدث من انهيار للسعر كان كفيلًا بإفلاس عدة شركات أمريكية. تقدمت 17 شركة نفطية أمريكية إلى الآن بطلب للحماية من الإفلاس منذ بداية العام، وفق من فايننشال تايمز. ومن المحتمل أن يكون هناك المزيد مع تقديرات ريستاد إنيرجي بإفلاس 73 شركة تنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بنهاية العام.

سيحد هذا من المعروض النفطي على مدى أطول حتى تستطيع تلك الشركات العودة للربحية مرة أخرى، وعندها سيرتفع الإنتاج مجددًا. لو عادت الشركات الأمريكية قبل عودة الطلب، ستنهار الأسعار. تكمن المشكلة في جهل الجميع بموعد عودة الطلب قويًا.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image