أسعار "الذهب" تصعد، لماذا، وهل تستمر صعودًا؟

أسعار "الذهب" تصعد، لماذا، وهل تستمر صعودًا؟

Investing.com - ارتفع الذهب منذ نهاية الجلسة الأمريكية للتداول يوم أمس، والتي شهدت زيادة قوية في شهية المخاطرة للسوق، بارتفاع مؤشر داو جونز بأكثر من 530 نقطة. ويسجل الذهب الآن بالعقود الآجلة سعر 1,730 دولار للأوقية، بينما يرتفع الذهب بالمعاملات الفورية لـ 1,717.64 دولار للأوقية.

صدر اليوم، الخميس، من مجلس الذهب العالمي، التقرير الربعي لاتجاهات الطلب على الذهب، وفيه نرى زيادة في الطلب تصل لـ 1,083.8 طن ما بين شهر يناير، وشهر مارس، بارتفاع نسبته 1% مقارنة بالطلب على الذهب في الربع الأول من 2019.

ويظل الموضوع الرئيسي والمهيمن في سوق الذهب هو الطلب الاستثماري غير المسبوق على أدوات الذهب الاستثمارية مثل صناديق المؤشرات المتداولة. ويرد في التقرير معدل الزيادة الربعية في التدفق لأطنان الذهب على الصناديق المتداولة، وشهدت أكثر من 298 طن في الشهور الثلاثة الأولى، ليصل إجمالي ممتلكات الصناديق المتداولة من الذهب لرقم قياسي الارتفاع 3,185 طن. ويقول  مجلس الذهب العالمي إن التدفق في الربع الأول ارتفع بنسبة 300% مقارنة بتدفقات العام الماضي.

يقول المحللون في التقرير: "تفشى فيروس كورونا سريعًا ليجتاح كوكب الأرض خلال الربع الأول من العام، وكان هذا العامل الوحيد الأكثر تأثيرًا على طلب الذهب. فمع التفشي الهائل، والتبعات الاقتصادية الخطيرة، يسعى المستثمرون للحصول على ملاذ آمن."

يقول المجلس إن الطلب على الصناديق المتداولة وصل لأعلى مستويات في 4 أعوام، ليرتفع الذهب لمستويات 8 أعوام.

ويذكر المحللون: "عند تقدير الطلب على الذهب بالدولار، سنرى أنه يصل لـ 55 مليار دولار، أعلى المستويات منذ الربع الثاني في 2013."

وهبط الاستثمار في العملات الذهبية والسبائك، وفق مجلس الذهب العالمي، إلى 214.6 طن، بانخفاض نسبته 6% عن الطلب في 2019. ولكن الأمر يتعلق بالتبعات الاقتصادية على عملات الأسواق الناشئة، فضعفت تلك العملات ليضعف الطلب على الذهب، بينما ارتفع الطلب على الذهب في الجزء الغربي إلى أعلى المستويات في 3 سنوات عند 76.9 طن، بزيادة نسبتها 36% عن العام الماضي.

يقول المحللون: "الطلب على السبائك الصغيرة أكثر شيوعًا في أسواق شرق آسيا، وكانت تلك الدول من بين أوائل المتعرضين لضربة فيروس كورونا، وإجراءات الإغلاق. كما سجل الذهب مستويات قياسية أمام عملات تلك الدول، مما حث على جني أرباح خلال بعض الوقت من الربع الأول."

تراجع الطلب على الذهب في صناعة المصوغات في الربع الأول

بينما ارتفع الطلب على الذهب في الربع الأول، إلا أن هذا الارتفاع صب في صالح الذهب الاستثماري، ولكن سوق المصوغات لم يقرأ نفس القصة، وفيه يتركز الشق الأكبر من الطلب على الذهب المادي (فيزيكال).

يقول محللو التقرير: "دون استثناء، جميع أسواق المصوغات في العالم، سجلت خسائر على أساس سنوي مع تبعات فيروس كورونا التي رفعت أسعار الذهب بقوة." "وهبط استهلاك المصوغات خلال الربع الأول، مع ارتفاع الأسعار بقوة في كثير من البلاد، بالتزامن مع إغلاق الاقتصادات لوقف تفشي فيروس كورونا."

إجمالًا، هبط الطلب على الذهب في صناعة المصوغات إلى 325.8 طن، بنسبة تراجع بلغت 39%، مقارنة بالربع الأول في 2019، ووصل الطلب على المصوغات إل أدنى المستويات على الإطلاق.

سجلت الصين هبوطًا نسبته 65%، في أعنف هبوط من بين دول العالم.

فيما سجلت الهند هبوطًا نسبته 41%، وأضاف المجلس أن الوضع ربما يصبح أسوأ.

وأضاف المجلس بأن التوقعات للربع الثاني تظل قاتمة، مع استمرار إغلاق الاقتصاد خلال شهر مايو، ما سيؤثر على الطلب على الذهب في أعياد الهنود.

ويتراجع الطلب على المصوغات للمرة الأولى منذ الربع الرابع في 2016.

وصل طلب البنوك المركزية على الذهب إلى 145 طن للربع الأول، بانخفاض نسبته 8%. وأشار المجلس إلى أن 6 بنوك مركزية فقط اشترت أكثر من 10 طن ذهب ما بين يناير ومارس.

يقول محللون: "بينما تركز البنوك المركزية حول العالم جهودها على إجراءات مكافحة الفيروس، تحتاج البنوك إلى احتياطات متنوعة، وقوية. ويظل صافي مشتريات الذهب عاملًا هامًا لتلك الاحتياطات.

تراجع الإمداد من الذهب

مع زيادة الطلب، تراجع العرض. يقول مجلس الذهب العالمي إن صافي الإمداد من الذهب كان 1,066.2 طن، بانخفاض 4% مقارنة بالربع الأول من 2019.

ويشير المجلس لهبوط الإمداد بنسبة 3%، مع إغلاق المناجم، في إطار جهود وقف انتشار فيروس كورونا.

يقول محللون: "التراجع السنوي في الإنتاج للربع الأول، مفهوم في سياق إغلاق الاقتصاد العالمي، لوقف تأثير فيروس كورونا على الصناعات."

يصعد الذهب متجهًا لمستوياته القياسية، بينما تهبط عوائد سندات الخزانة. ولكن، سوق الأسهم الأمريكي يظل مرتفعًا في تنافي مع الواقع، ومع الأرقام الاقتصادية.

رالي الذهب يفضح ضعف سوق الأسهم

كما أشرنا بالأعلى إلى تقرير مجلس الذهب العالمي الربع سنوي، نقول إن الطلب على الذهب يرتفع.

إذن، لماذا يشتري المستثمرون الذهب بتلك الكمية إذا كانوا على ثقة من التعافي الاقتصادي القوي؟

يقول إدوارد مويا، من أو أيه إن دي أيه، إن صعود سوق الأسهم يأتي على افتراض علاج خارق للأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها فيروس كورونا.

ولكن، على أرض الواقع، سجل الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي أمس للربع الأول هبوطًا لـ -4.8%، لمستويات 2009، ومحا سوق العمل الأمريكي الوظائف التي خلقها على مدار أكثر من عقد. كما إلى الآن لم نحصل على قرار نهائي بعودة الاقتصاد الأمريكي للعمل.

وصل مؤشر القوة النسبية لمؤشر داو جونز إلى 70%، وعندما يكون المؤشر في نطاق 70-75% نستدل على حالة تشبع شرائي عالية.

يقول دايف بورتنوي: "سوق الأسهم أضحوكة."

ويضيف بورتنوي إنه ورغم جميع عوامل الاقتصاد الكلي القاتمة، يتابع سوق الأسهم صعوده، بناء على أمل وحيد بتعافي الاقتصاد بقوة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image