التقرير الأسبوعي: انهيار أسعار النفط بسبب أزمة التخزين

وصلت أسعار النفط خلال تداولات الأسبوع الجاري إلى مستويات قياسية جديدة من الانخفاضات، مع تفاقم أزمة تخمة المعروض وتراجع الطلب، وقد نتج عنهما أزمة هوت بأسعار الخام الأمريكي إلى مستويات سلبية، وهي أزمة التخزين.

فمع انتظار الأسواق لدخول اتفاق أوبك+ حيز التنفيذ في الأول من مايو المقبل، وسط آمال بأن ينجح هذا الاتفاق في دعم أسعار النفط، وتحديدًا خام برنت، تسبب انهيار الخام الأمريكي، في مفاجأة من العيار الثقيل للأسواق.

فقد وصلت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم مايو إلى ما دون مستويات -38 دولار للبرميل، فيما وصلت العقود الفورية إلى مستويات 0.01 دولار للبرميل، وذلك مع اقتراب موعد عقود مايو على الانتهاء، مما دفع أصحاب العقود إلى البحث عن مشترين فعليين، ونظرًا لارتفاع المعروض وتراجع الطلب، فإن ذلك قد تسبب في امتلاء المخزونات.

ويعد السبب الرئيسي في تلك الأزمة هو تفشي فيروس كورونا المستجد في مختلف دول العالم وتحديدًا الصين، أكبر مستهلك للنفط في العالم. فنتيجة لانتشار الفيروس، تطلب الأمر اتجاه معظم دول العالم إلى الإغلاق وإعلان حالة الطوارئ، بما تسبب في توقف قطاعات السفر والسياحة والطيران، إلى جانب تعطل القطاع التصنيعي في كثير من الدول.

ومع استمرار ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم بما يصل إلى 2,745,469 شخص، فيما بلغت حصيلة الوفيات نحو 191,791 شخص، تواصلت المخاوف حول تراجع الطلب العالمي، وخاصة بعد صدور تقارير عن أن الطلب العالمي سينخفض بنحو 30 مليون برميل يوميًا بسبب أزمة فيروس كورونا.

وقد أعلنت نيجيريا أيضًا خلال الأسبوع الجاري عن خفض إنتاج بسبب وفرة المعروض وصعوبة التخزين، وقد دفعت كل تلك الأحداث الأسواق إلى توقع أن تتخذ أوبك+ المزيد من الإجراءات لدعم أسعار النفط.

وبالرغم من أن اجتماع أوبك خلال الأسبوع الجاري لم يسفر عن أي مبادرات جديدة، فإن السعودية وغيرها من الدول الأعضاء في أوبك قد أكدوا على حرصهم على دعم أسعار النفط، واتخاذ المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لذلك بالتعاون مع الدول الأخرى.

ومع اقتراب الأسبوع الجاري على الانتهاء عادت أسعار النفط للتعافي مرة أخرى، وخاصة الخام الأمريكي الذي ارتفع إلى مستويات 18 دولار للبرميل مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران. 

ومن المتوقع أن تشهد أسعار النفط تسحنًا خلال تداولات الأسبوع القادم، وتحديدًا في نهاية الأسبوع مع بدء تنفيذ اتفاق أوبك+، الامر الذي قال عنه وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، إنه سيمكنهم من معرفة مدة تأثير هذا الاتفاق على الأسواق.