"نفط برنت" في سقوط حر، والسبب تعنت أمريكي لخفض الإنتاج

"نفط برنت" في سقوط حر، والسبب تعنت أمريكي لخفض الإنتاج

Investing.com - هبط نفط برنت صباح اليوم أسفل مستويات 30 دولار للبرميل، وهبط النفط الأمريكي أسفل 20 دولار للبرميل، في سقوط عنيف، رغم اتفاق أوبك.

بعد شهر أليم مر به متداولي النفط في مارس الماضي، ظنوا أن الآلام انتهت بتوصل الأوبك إلى اتفاق تاريخي هو الأكبر من نوعه، وسيمحو من الإنتاج العالمي 10%. ولكن لم تصح أي من التوقعات.

يعاني السوق من تخمة قوية، وتستمر المجادلات حيال انتظار سوق حر للسوق، رغم كل شيء.

في تكساس، عاصمة النفط الأمريكية، ومن قبل عقد اجتماع أوبك++، أبدى عدد من المنتجين أن تلك الصفقة لا تلائم طبيعة عملهم، وأنه لو فرضت هيئة سكك حديد تكساس عليهم أي قيود تماثل أوبك، ستتوقف جميع أنشطة الحفر.

وخلال يوم الثلاثاء كان المراقبون في دهشة من أمرهم عندما سمعوا من الرئيس المالي لشركة دايموند إنيرجي أن الشركة تفكر بشن حرب لو فرض عليها خفض للإنتاج.

انقسمت الصناعة بشدة حول المقترح، رغم أن السوق العالمي يعاني من تخمة، تصل لـ 700 مليون برميل، وفق تقديرات سيتي جروب. قضى فيروس كورونا حرفيًا على الطلب النفطي.

قال الرئيس المالي للشركة إنهم بالفعل خفضوا نشاطهم بنسبة 30%، وسوف يتجهون به إلى الصفر لو حاولت الولايات فرض أي قيود عليهم. ولتلك الحركة عواقبها الوخيمة على الوظائف، وحيوات الأسر التي يعمل أولياء أمورها بتلك الشركة.

في حال فرضت علينا تعريفات، سنوقف جميع الخدمات من مزودينا. وبهذا، ستتحول صناعة الخدمات إلى أمر مماثل لصناعة المطاعم والفنادق التي تشهد تسريحات بالجملة، وتصل نسبة البطالة والعوائد للصفر.

وعلى جانب أكثر منطقية، تسائل مفوض هيئة السكك الحديدية حول ما إذا كانت الهيئة تستطيع فرض مثل تلك القيود، وتابعت بأنهم لا يعرفون حتى كيف يفرضونها.

قوة قاهرة

والصراع فقط لا يراد منه معارضة أوبك لمجرد المعارض، فبعض المعارضين يشيرون إلى أن من يريدون فرض مثل تلك القيود يريدونه لأسباب أنانية، منها تعجيز الشركات الأخرى عن الوفاء بالتزامتها التعاقدية.

ومن شركة إنتربرايز برودكتس، قال الرئيس التنفيذي جيم تيجو إن مؤيدي تلك التخفيضات ربما يطلبون من الحكومة أمرًا تنفيذيًا لإلغاء عقودهم.

بمعنى، كما حدث مع الصين في بداية أزمة كورونا، واستلام شحنات من الغاز الطبيعي كانت تعاقدت عليها، تعلن حالة "القوة القاهرة" أو ما يسمونه "أمر الرب" وبموجبه تصبح العقود لاغية، دون أي شروط، لأن الأحداث خارجة عن السيطرة. وأي قيود إنتاجية مماثلة ستسمح للشركات الأمريكية بإعلان حالة القوة القاهرة.

شبكة التعاقدات

منذ البداية، وحتى قبل اجتماع أوبك، كانت شركة بايونير ريسورز(NYSE:PXD)، وبارسيلي إنيرجي من أكبر الشركات المنادية بتخفيض الإنتاج، وكانت تود الانضمام لدول أوبك+. والآن، تنادي تلك الشركات هيئة سكك حديد تكساس بفرض القيود، وإلا سيكون البديل عن هذا دمار على المدى الطويل للصناعة والاقتصاد.

يتساءل المعارضون: هل التخفيض أو قيود الإنتاج حل للمشكلة؟ جاء هذا التساؤل من تيجو، بعد ساعتين من المفاوضات الماراثونية. حاصرت أزمة كورونا شركات النفط الأمريكية، وأخذتها على حين غرة، إلا أن هؤلاء المنتجين يودون الوفاء بتعاقداتهم مع شبكات خطوط الأنابيب، ومشغلي المخازن، وآبار التكسير الهيدروليكي، والمتعاقدين ممن لهم حقوق.

الحقول النفطية

تعد شركة بايونير من أقوى الشركات النفطية في الولايات المتحدة، فهي لا تعاني من خطر الإفلاس كما صغار المنتجين. أوضح رئيسها التنفيذي سكوت شيفيلد هذا بجلاء موضحًا أن الميزانية قوية، وبرنامج التحوط الخاص بالشركة شديد الفاعلية.

أمّا بارسيلي إنيرجي، فترى أن التخفيض يسهم في دعم صناعة النفط، والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، ويسهم في إنقاذ الوظائف، ويدعم الأمن القومي، ويحافظ على معجزة تكساس، وفق الرئيس التنفيذي مات جالاجهر، في بريد إلكتروني أرسله لبلومبرج.

أمّا الرئيس التنفيذي لماراثون أويل، تيلمان، فيرى أن أي قيود غير عادلة للشركات في ولايات أخرى، لأنه يجبرهم على تخفيض إنتاجهم من الحقول النفطية، التي ربما تكون مربحة أكثر من أي أجزاء أخرى في محافظهم.

ويصف تيلمان مطالبات التخفيض بمطالبات من أقلية، تسهم في إلغاء أي إجماع، أو أغلبية ساحقة من المشغلين، ولا يمكن تفسير دوافعهم سوى بأنها غير محايدة، ومبنية على مصالح شركاتهم فقط، وتعارض أي دعم للصناعة الأوسع.

ويرى شيفيلد، رئيس بايونيور، الموافق على التخفيض أن القيود الإجبارية ستمنع انهيار قطاعات كبيرة من الصناعة. ويمكنهم بتلك التخفيضات الإسهام في تخفيضات أوبك++ المتكونة من 20 دولة، لدعم الصناعة العالمية.

سابقة من نوعها

يرى المعارضون أن تلك المطالبات سابقة من نوعها، وستدمر الصناعة النفطية.

ويقول تيلمان إن الحل لا يكمن في معالجة أعراض الكورونا الاقتصادية، بل شفاء المرض نفسه، دون أن يرغمنا هذا على التخلي عن مبادئ سوقنا الحرة التي خلقت استكفاء أمريكي من الطاقة.

أمّا العملاقة، إكسون، وشيفرون، يعارضون تلك التخفيضات بقوة. ورفضوا أي مقترح حتى في فترة مفاوضات ما قبل أوبك. وتريد الشركات العملاقة إخراج الصغار من السوق، لتستحوذ على حصتهم كاملة، وتخرج من الأزمة أقوى، بسبب ميزانيتها الجبارة.

أمّا شيفيليد، فيقول إن 80% من صناعة النفط الصخري الأمريكية ستفلس. ولن تتسع مخازن النفط الأمريكية لاستيعاب فائض الإنتاج هذا، مما سيجبر شركات الحفر على إغلاق الآبار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image