أسعار النفط تتراجع بحدة مع تضارب الأنباء حول التهدئة في الشرق الأوسط

أسعار النفط تتراجع بحدة مع تضارب الأنباء حول التهدئة في الشرق الأوسط
النفط

شهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً اليوم الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. هذه التصريحات هدأت المخاوف الأولية من اضطراب الإمدادات في منطقة الشرق الأوسط المنتجة الرئيسية للنفط.

أسعار النفط اليوم

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.2 دولار، أو 3%، لتسجل 67.40 دولار للبرميل في وقت كتابة التقرير، وقد لامس الخام في وقت سابق أدنى مستوى له منذ 11 يونيو.

كما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.03 دولار، أو.0%، ليصل إلى 66.48 دولار للبرميل، بعد أن سجل في وقت سابق من الجلسة أدنى مستوى له منذ 9 يونيو بانخفاض بلغ 6%.

يُذكر أن أسعار النفط كانت قد هوت بأكثر من سبعة في المئة عند التسوية في الجلسة السابقة، بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر عقب الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية مطلع الأسبوع، والذي أثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع الإسرائيلي الإيراني.

محركات السوق: بين التهدئة والتصعيد

تُشير التراجعات الحادة في أسعار النفط إلى رد فعل مباشر من السوق على إعلان ترامب أمس الاثنين بأن إسرائيل وإيران وافقتا بشكل كامل على وقف لإطلاق النار.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق لدى فيليب نوفا: "إذا التزم الطرفان بوقف إطلاق النار كما أُعلن، فقد يتوقع المستثمرون عودة أسعار النفط إلى طبيعتها".

ومع ذلك، تظل التوترات قائمة. ففي المقابل، تراجعت أسعار النفط نحو 4% أمس الاثنين بعد أن شنت إيران هجوماً على قاعدة عسكرية أمريكية في قطر، رداً على الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآتها النووية.

هذا التصعيد، الذي لم يؤثر حتى الآن في حركة شحن النفط والغاز عبر مضيق هرمز، دفع ناقلتي نفط عملاقتين على الأقل إلى تغيير مسارهما قرب المضيق كإجراء احترازي، مما عكس القلق من احتمال رد فعل إيراني بإغلاق الممر المائي الحيوي الذي يمر عبره نحو خُمس الطلب العالمي على النفط والغاز.

وفي العراق، أعلنت شركة بصرة للنفط الحكومية أن شركات نفط دولية كبرى، من بينها "بي بي"، و"توتال إنرجيز" و"إيني"، أخلت بعض موظفيها من مواقع العمل في الحقول النفطية كإجراء احترازي.

توقعات السوق

لا يزال المستثمرون يقيّمون حجم علاوة المخاطر الجيوسياسية، إذ لم تؤدِ الأزمة في الشرق الأوسط حتى الآن إلى تراجع فعلي في الإمدادات.

وتتفق معظم البنوك الاستثمارية الكبرى على أن الصراع الحالي يحمل مخاطر كبيرة لأسعار النفط، مع تفاوت في تقدير حجم القفزة، حيث توقعت "إتش إس بي سي" ارتفاع أسعار خام برنت إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل إذا زادت احتمالات إغلاق مضيق هرمز، لكنها أشارت إلى أن الأسعار قد تعود للتراجع إذا تلاشت هذه المخاطر.

وقدر خبراء بنك جي بي مورجان أن أسعار النفط قد ترتفع إلى ما بين 120 و130 دولاراً للبرميل في أسوأ السيناريوهات التي تتضمن توسع الصراع وإغلاق مضيق هرمز.

وفي تقرير حديث من جولدمان ساكس، توقع البنك أن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر المضيق إلى النصف لمدة شهر، واستمر الانخفاض بنسبة 10% لمدة 11 شهراً تالية. كما يرى البنك أن هناك علاوة مخاطر جيوسياسية بقيمة 10 دولارات للبرميل مطبقة حالياً على الأسعار.

ويتوقع باركليز أن تصل أسعار النفط إلى 85 دولاراً للبرميل إذا انخفضت الصادرات الإيرانية إلى النصف، وإلى ما فوق 100 دولار في سيناريو الحرب الإقليمية الأسوأ.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image