أسعار النفط تهوي بأكثر من 7% بعد ضربة إيرانية لقاعدة أمريكية في قطر

تراجعت أسعار النفط بشكل حاد يوم الاثنين، بعد أن شنت إيران ضربة صاروخية على قاعدة جوية أميركية في قطر، دون أن تسفر عن أي إصابات، مما عزز آمال المستثمرين بإمكانية وجود مسار لتهدئة التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
وانخفض الخام الأميركي بمقدار 5.33 دولارات، أو بنسبة 7.22%، ليغلق عند 68.51 دولار للبرميل، في حين تراجع خام برنت العالمي بمقدار 5.53 دولار، أو بنسبة 7.18%، ليصل إلى 71.48 دولار للبرميل. وهذه هي أدنى مستويات يسجلها الخامان منذ بدء القصف الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو.
وبحسب ترجمة شبكة NBC News لتقارير التلفزيون الرسمي الإيراني، فقد أطلقت إيران صواريخ على قاعدة العديد الجوية في قطر، وذلك ردًا على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية حيوية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية لاحقًا أن الهجوم لم يسفر عن أي إصابات، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية القطرية اعترضت الصواريخ الإيرانية قبل أن تصيب أهدافها.
وكانت أسعار النفط قد سجلت مكاسب قوية مساء الأحد، بعد أن انضمت الولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية ضد إيران، حيث ارتفع برنت بأكثر من 5% متجاوزًا مستوى 81 دولارًا قبل أن يتراجع، فيما سجل خام غرب تكساس الوسيط أعلى مستوياته منذ يناير قبل أن يفقد الزخم لاحقًا.
وقال وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، في مقابلة مع شبكة CNBC إن التراجع الحاد في أسعار النفط يعكس اعتقاد المستثمرين بأن التصعيد العسكري سيتراجع بعد الضربات الأميركية لإيران.
وقالت هليما كرافت، رئيسة استراتيجية السلع العالمية في RBC Capital Markets، إن هناك وجهة نظر في السوق ترى أن ترامب صعّد بهدف التهدئة، مشيرة إلى ما يُعرف بـ"استراتيجية السلام من خلال القوة".
وأضافت: "إذا لم تقم إيران بأي خطوات إضافية، فسيعتبر الرئيس ترامب هذا انتصارًا كبيرًا له".
المخاوف من إغلاق مضيق هرمز
ويبدو أن سوق النفط قد تفادى أسوأ سيناريو محتمل حتى الآن، وهو أن تقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، أي ما يعادل نحو 20% من الاستهلاك العالمي، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قد أفادت يوم الأحد بأن البرلمان الإيراني أيد قرارًا بإغلاق المضيق، وذلك وفقًا لتصريحات أحد كبار المشرعين. إلا أن القرار النهائي في هذا الشأن يبقى بيد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بحسب نفس التقارير.
من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إيران من محاولة إغلاق المضيق، مؤكدًا أن ذلك سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي" للجمهورية الإسلامية، نظرًا لأن صادراتها النفطية تعتمد على المرور عبره.
وقال روبيو في مقابلة مع "فوكس نيوز": "نحتفظ بخيارات للتعامل مع ذلك. وسيكون له تأثير اقتصادي أسوأ بكثير على دول أخرى مقارنةً بنا. سيكون تصعيدًا ضخمًا يستدعي ردًا، ليس من جانبنا فقط، بل من دول أخرى أيضًا".
وتشير بيانات منظمة أوبك الصادرة في تقرير سوق النفط لشهر يونيو إلى أن إيران أنتجت 3.3 ملايين برميل يوميًا في مايو، في حين بلغت صادراتها 1.84 مليون برميل يوميًا، ذهب الجزء الأكبر منها إلى الصين، وفقًا لبيانات شركة "Kpler".
ودعا روبيو الصين إلى استخدام نفوذها للضغط على إيران لمنعها من إغلاق المضيق، لافتًا إلى أن نحو نصف واردات الصين من النفط المنقول بحرًا تأتي من الخليج العربي.
وأضاف: "أشجع الحكومة الصينية في بكين على الاتصال بطهران بهذا الشأن، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز للحصول على نفطهم".